انطلاقا من الطين تشكّل الرّسامة التشكيلية لينده عبد اللطيف رسومها بمهارة فائقة وقدرة على تطويع هذه المادّة وتحويلها إلى محامل فنية من الخزف الممزوج بمواد أخرى إلى درجة تغيير هوية الطين بعد صقله بالنار وخلطه بالألوان بما يوحي بأن منحوتاتها من خشب أو معادن صلبة وليست من طين ناغم و رخو . افتتحت لينده معرضها الشخصيّ الأوّل بعنوان" اهتزازات هادئة "بفضاء "كاليستي" سكرة يوم 06 أكتوبر الجاري ويتواصل إلى يوم 27 من نفس الشهر . احتوى المعرض على أربعين عمل فني خزفي استغرق أكثر من سنتين من البحث و العمل. وقد اشتغلت الفنانة التشكيلية على الجسد الأنثوي، فكانت المرأة عنوان الولادة والحياة والعطاء والخلاص. وهي بذلك تنأى في هذا العمل الإبداعي بالخلاص كقيمة إنسانية ذاتية إلى ماهو كوني . بلمسات ذكية ساحرة رسمت تعبيرات الوجه في مرواحة بين الفرحة والصرخة والتأمل. في إحالة على مختلف الحالات التي تعيشها المرأة وتتسبب لها في اهتزازات داخلية تستبطنها ككائن هشّ لكنها تترجمها إلى مصادر قوة تمنحها القدرة على التحدّي والفعل. والمرأة في منحوتات الرسامة هي المرأة بعطاءاتها... مانحة الحياة تلتقي فيها الرهافة بالقوة في نفس الوقت . وقد اجتهدت الفنانة بكل تقنيات التشكيل والألوان تأكيد المتضادات في شخصيتها مثل الهشاشة والرقة والقوة أيضا . ومن خلال التمكّن من تقنية استغلال مادة الطين وتشكيلها أظهرت برهافة وليونة وانسيابية هذا الجانب الناعم في المرأة مانحة الحياة . وانطلاقا من أعضاء كثيرة في جسم المرأة، مثل العين ،الأذن، الوجه،الأطراف، وحتى الجهاز التناسلي قدّمت ليندة عبد اللطيف رؤيتها الجمالية في هذا الكائن الواهب للحياة. وحمّلت هذه الأعضاء عديد المضامين والقيم النبيلة كالصبر،التحدي،الخصوبة، مقاومة الصعوبات،واستعانت على ذلك بأدوات مثل الأقفال،المفاتيح.مشدّات الملابس،الخيوط في رمزية جمالية أثبتت من خلالها حدّة الصراع في معركة البقاء بين المرأة و تلك الاهتزازات التي تتحول بصبرها و إقبالها على الحياة إلى اهتزازات ناعمة وهادئة. يذكر أن لينده عبد اللّطيف متحصّلة على الدكتوراه في علوم وتقنيات الفنون، شاركت في العديد من المعارض والصالونات الوطنيّة والدوليّة، وتدرّس بمعهد الفنون الجميلة بتونس وعضو بلجنة تحكيم دوليّة بالأكاديميّة العالميّة للفنّ.