عمليات التجنيد: وزارة الدفاع تدعو لتسوية الوضعية قبل هذا التاريخ..وهؤلاء هم المعنيون..    25 ماي: آخر أجل للتصريح بالضريبة...بإمكانك التّمتّع بتخفيضات تصل الى 100 مليون    السكن الاجتماعي بالدينار الرمزي: الدولة تفتح الأبواب لمحدودي الدخل!    تونس: السهو والسرعة مسؤولة عن أكثر من 50% من حوادث الطرقات    اشتباكات مسلّحة في طرابلس: التفاصيل ،الأسباب وأطراف الصراع..#خبر_عاجل    زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل: حماس تعلن تسليم هذا المحتجز للصليب الأحمر الدولي..    استشهاد مدير شرطة مكافحة المخدرات في غزة بقصف إسرائيلي    الرابطة 1: تعيينات حكام الجولة الأخيرة    أعلاها ببئر علي 12مم: كميات الأمطار المسجلة في ولاية صفاقس.    عاجل/ الرصد الجوي ينبه في نشرة متابعة: تقلبات منتظرة وأمطار رعدية..    حج 2025: مع اقتراب أولى الرحلات من تونس: كيف يتم الاستعداد لأداء المناسك؟    محرز الغنوشي: أمطار رعدية وتساقط للبرد في بعض المناطق..بداية من هذا الموعد    نحن على أبواب الامتحانات... كيف نستعد لها؟    مفزع: الاحتفاظ بمدرس بتهمة التحرش ب13 تلميذة..!!    الكاتب التونسي ميزوني البناني في ذمة الله    تصريحات الجالية بالخارج: فاتن بعطوط توضّح بين واجب الشفافية وتفادي المفاجآت الجبائية    طرابلس: مقتل الككلي ووزارة الدفاع تعلن السيطرة على أبو سليم    فوضى ومعارك في طرابلس ...تعرف على تفاصيل ما يحدث فى ليبيا    رئيس الجمهورية يتناول إعادة بناء القطاع العمومي للنقل    رئيس الجمهورية: تحقيق العدالة الاجتماعية أولوية مطلقة (فيديو)    بطولة اسبانيا: ريال مدريد يفتقد جهود فينيسيوس وفاسكيس للاصابة    بطولة ايطاليا : أتلانتا يحجز مقعده في رابطة أبطال أوروبا بالفوز على روما    ترامب يصل إلى السعودية في مستهل جولته الشرق أوسطية    تعيينات حكام مباريات الجولة الأخيرة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم    قيس اليعقوبي يقود الوحدات الى احراز كاس الاردن    كأس إفريقيا للأمم تحت 20 عاما - منتخبات المغرب ومصر ونيجيريا وجنوب افريقيا تصعد الى الدور نصف النهائي وتضمن تاهلها الى المونديال    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ رئيس الدولة يسدي هذه التعليمات..    وفاءً لوصية زوجها.. كارول سماحة تعود لخشبة المسرح (فيديو)    وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا تعلن انتهاء العملية العسكرية في طرابلس بنجاح    منوبة.. حجز 14 طنا من الفارينة المدعمة بمخبزة..    وزارة الشؤون الثقافية تؤكد أنها لا تتوانى عن إسناد المنحة الظرفية لكل فنان أو مبدع قدم ملفا مستوفي الشروط    في حفل بالمسرح البلدي بسوسة..الجمهور انتشى ب«حليميات»    القصرين: البَرَد يلحق أضرارا متفاوتة بالزراعات الكبرى والزياتين والأشجار المثمرة    الإعلان رسميا عن تنظيم أيام السياحة والصناعات التقليدية بقفصة: التفاصيل    أريانة: المدرسة الإبتدائية حي النصر تتحصل على جائزة أفضل خمسة أفلام على المستوى الوطني من إنتاج المدارس    مصر.. تحرك واسع للسلطات يمنع كارثة طبية    مُدبلجة ''ماوكلي'' و ''الكابتن ماجد'' فاطمة سعد في ذمة الله    صوفية صادق تعود بقوة إلى قرطاج    وزارة الثقافة تنعى الكاتب ميزوني البناني    دواء جديد يُعيد النظر لفاقديه..    طرق الوقاية من الأمراض المزمنة ليست صعبة    نحو تحديد سعر الكلغ الحي من أضاحي العيد    عاجل/ وزير الفلاحة يكشف موعد انطلاق استغلال محطة تحلية المياه بسوسة    عاجل/ تونس تُجري أول تجربة استمطار    تحت شعار "نحو فلاحة ذكية من اجل سيادة غذائية" تونس تحتفل اليوم بالعيد الوطني للفلاحة .    حسين الجسمي يرزق بمولود جديد    موعد مباريات نهائي بطولة كرة السلة بين الاتحاد المنستيري والنادي الإفريقي    مرصد الطاقة والمناجم: ارتفاع رخص الاستكشاف والبحث عن المحروقات في تونس    معهد الرصد الجوي: شهر أفريل 2025 كان شهرا ممطرا جدا في عدّة مناطق تونسيّة    بعد كورونا...ارتفاع إصابات التعب المزمن    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    طقس اليوم: مغيم جزئيا مع أمطار مؤقتا رعدية واحيانا غزيرة    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    معهد البحوث الفلكية في مصر.. لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأضحى والأمر متروك للسعودية    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    منبر الجمعة: واعرباه. وا إسلاماه. هل من مجيب؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أقواله على المنبر "فتش عن الريزو طالع مع ربي وإلاّ موش طالع".. إمام يدعو لتطبيق الحدود في جرائم الزنا والسرقة بشارع بورقيبة!
نشر في الصباح نيوز يوم 26 - 10 - 2018

كل يوم جمعة يعتلي آلاف الأئمة المنابر، لإمامة الناس في صلاة الجمعة والخطبة فيهم وموعظتهم بما ييسّر لهم شؤون دينهم ودنياهم، مع ضرورة الالتزام بآداب الصلاة والسلوك الحسن والوقور ومراعاة الكياسة واللباقة اللازمتين لحث الناس على التمسّك بمكارم الأخلاق ومزايا الدين الحنيف..
ولكن يبدو أنّ إمام الجمعة بجامع الرحمان بالمنزه السادس بأريانة، قدّ شذّ عن كل ذلك وحاول أن ينحت لنفسه على منبر الجمعة شخصية «مختلفة» و»طريفة» فسقط في «الابتذال» و»التهريج» و»التبديع» في السلوك وفي التأصيل الشرعي لفتاويه، وفق ما أكّده لنا عدد من المصلين بالجامع المذكور، الذين استفزّهم الامام ب»تصرّفاته» المفتقرة للرصانة والوقار، وفق شهاداتهم، وجعلهم «ينفرون» من الصلاة بجامع الرحمان، ويتوجهون الى جوامع أخرى بأحياء مجاورة، خاصّة وأن أغلبهم تقدّم بعرائض ممضاة من عدد من المصلين الى السلط المحليّة والجهوية، وأيضا إلى وزير الشؤون الدينية، ولكن إلى اليوم لم يحرّك أحد ساكنا!
فبعد أن نشرت «الصباح» مقال «تحرّش.. عنف.. تحريض وتكفير: أئمة يسيئون ل»المنابر» في غياب التأهيل والتكوين» بتاريخ 14 أكتوبر الجاري، اتصل بنا عدد من مصلّي جامع الرحمان بالمنزه السادس، للفت انتباهنا لما «يأتيه إمام الجمعة» بالجامع المذكور وهو ما اعتبروه إساءة بالغة للمنبر ولهم كممصلّين.
وبمزيد التقصي والتحرّي في المسألة اتضح لنا من خلال استماعنا الى شهادة عدد من المصلين، وكذلك الاطلاع على العرائض الممضاة ضدّه والتي كان يتم توجيهها منذ أشهر الى السلط الجهوية بأريانة وأخيرا مراسلة وزير الشؤون الدينية في المسألة، أن هناك تجاوزات وخروقات «خطيرة» يقوم بها هذا الامام..
كما اتضح من خلال معاينة خطبه المنشورة على صفحته الرسمية على موقع «يوتيوب» بالخصوص أو من خلال كتبه المنشورة التي يحاول في كل مرّة استغلال المنبر للإشهار والترويج لها بين المصلين بنية «بيعها»، أن الامام المعني، ابتعد أن دوره كأداة لتنوير العقول وتقريب الناس من عقيدتهم وسقط في «ترّهات» و»مهاترات» تسيء الى الدين الحنيف ولا تخدمه..
عندما "يُفتي" الإمام في اسم "الفتّاح"
في العرائض المقدّمة الى الهياكل والسلط المعنية بإشكال الحال، اشتكى عدد من المصلّين من تعنّت الامام مثل منعه تلاوة القرآن قبل صلاة الجمعة واعتبار ذلك من البدع الضالة التي ستؤدي بصاحبها الى «النار» لأن «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»... ويقول أحد المصلين «لقد منع عنّا تلاوة الحديث الشريف الذي اعتدنا في مساجدنا تلاوته قبيل صلاة الجمعة بدعوى أنه «مكذوب» كما منعنا من تلاوة الأذكار وقراءة الفاتحة التي تعوّدنا على تلاوتها اثر صلاة الجمعة بعد أن صرّح من فوق المنبر بأن ذلك من البدع وأن كل بدعة في النار..».
عدد من المصلين اتهموه بالتشيّع للفكر الوهابي وذلك «لتشدّده ورفضه لكل اختلاف» معلّلين ذلك بأنه «كثيرا ما كان يستأنس في خطبه بإدارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية وشيوخها من أمثال ابن الباز والشيخ ابن عثيمين»...
وحسب الشهادات التي وثقناها بلغ الأمر حد عدم تورّع الامام من استعمال عبارات رأها عدد من المصلين «منافية» للأخلاق والآداب العامة وفيها الكثير من «الابتذال» و»الاسفاف» الذي لا يليق ب»إمام» من قبيل قوله في معرض حديثه عن النساء «يا بنات مهما تعريوا رواحكم زايد الراجل يحب الطفلة (المكشتية)» - بمعنى يحب الفتاة البكر والعذراء! - أو قوله في احدى الخطب «شوف الريزو طالع مع ربّي أو موش طالع»!!
كما لم يتورّع الامام وفق شهادات عن سب وقذف السياسيين في عدّة مناسبات والمس من أعراضهم «السياسيين تمشي تخدم بنساهم باش يتحصّلوا على المناصب».. ويؤكد عديد المصلين أن هذه الأفعال والممارسات ليست أفعالا منعزلة بل أفعالا تتكرّر أسبوعيا كما أن الامام المعني قام وفق شهادات لمصلين بالاستهزاء بالأولياء الصالحين وخاصّة «سيدي بلحسن الشاذلي».
ولكن الأخطر أن هذا الامام دعا في أكثر من مناسبة الى تطبيق الحدود في جرائم الزنا والسرقة في «شارع بورقيبة» وتجاوز قوانين الدولة.. هذه الدولة التي عيّنته ليخطب في الناس يوم الجمعة. ولم يكتف بذلك بل إنه في إحدى خطبه «حرّم التعامل مع شركات الايجار المالي» واعتبرها نوعا من «الربا» والربا من الكبائر.
لكن أغرب ما قدّ تسمعه وأنت تتابع خطبة له منشورة على قناته الخاصة على «اليوتيوب» بتاريخ 12 سبتمبر 2016 وهو يشرح اسما من أسماء الله الحسنى وهو اسم «الفتّاح» اذ يباغتك الامام الجليل بتفسير صاعق لمعنى الاسم ويقول حرفيا «الفتّاح هو من فتح لك ثقبا تدخل منه المأكولات وفتح لك ثقبا آخر تخرج منه الفضلات «... يقول ذلك وهو في ذروة الانفعال على المنبر ويصرخ بحماسة معقّبا على شرحه ل «الفتّاح»: «الله أكبر يكفي أن تعلم أن الله فتح لك ثقبا من فوق ومن أسفل حتى تقيم صلاتك».. ويستمر هكذا طوال الخطبة والخطب الأخرى في «التراقص» و»التمايل» على المنبر، والصراخ لشرح أفكاره باستعمال عبارات «سوقية» لا تنسجم مع هيبة ووقار المكان الذي هو فيه وبعيدة كلّيا عن المدرسة الزيتونية المعروفة بوقار ورصانة أئمتها.
هذا الامام الذي له مؤلفات منشورة ومنها كتاب «حلاوة الدعاء وفرحة الاجابة» وكذلك كتاب آخر بعنوان «أمراض القلوب ومعاصي الجوارح» أو كتاب «فقه العبادات وثمرة الطاعات» ليس الاّ عينة من عشرات الائمة الذين يفتقدون الى التكوين والتأهيل العلمي والشرعي والأخلاقي الذي يؤهلّهم لاعتلاء المنبر ولكنهم مع ذلك يعتلون المنابر دون حسيب ورقيب..
وبعد هذا كلّه لا يجب أن نتساءل كيف تسرّب لعقول شبابنا «الفكر الداعشي» واستوطنه دون أن نجد الى اليوم آليات للتصدّي لهذا الفكر الظلامي.. لأننا ببساطة لن نجدّد الفكر الديني ولن نقنع الأجيال الجديدة بالتعاليم الصحيحة للعقيدة بأمثال هؤلاء الأئمة...
منية العرفاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.