تمحور النقاش العام خلال الجلسة العامة بالبرلمان المخصصة السبت، لمناقشة مشروع ميزانية وزارة الصحة لسنة 2019، بالأساس حول ضرورة دعم طب الاختصاص بالمناطق ذات الأولوية، وفتح باب الانتدابات الاستثنائية بقطاع الصحة، وإيجاد حل نهائي لازمة نقص الادوية. كما تركز النقاش على الدعوة الى رقمنة المنظومة الصحية، ومراجعة الخارطة الصحية، والتصدي لظاهرة الفساد المستشري بقطاع الصحة، وانتداب الصيادلة الشبان. فقد دعا النائب إبراهيم ناصف عن كتلة الحرة لحركة مشروع تونس، وزير الصحة إلى إصلاح قطاع الصحة ككل عن طريق إعادة تأهيل بعض القطاعات، وحسن اختيار الوزير لمساعديه والمسؤولين على رأس المؤسسات الصحية العمومية، بغاية محاربة الفساد. كما حث ناصف على مزيد توفير الأدوية المفقودة بالصيدليات والمستشفيات، وإعادة تأهيل المستشفيات وتحسين مستوى الخدمات الصحية الذي سجل تراجعا خاصة بعد الثورة نظرا لغياب الانتدابات، وفق تقديره، إضافة إلى السعي الى رقمنة المنظومة الصحية وإيجاد حل لأطباء الاختصاص،عن طريق فتح باب الانتدابات وعقد اتفاقيات مع القطاع الخاص وتعميم منظومة الطب عن بعد. وتساءل النائب مبروك الحريزي عن حراك تونس الارادة، عن توقيت ضبط وزارة الصحة لإستراتيجية واضحة المعالم بغاية وضع الخارطة الصحية التي من شأنها ان تساهم في الحد من التفاوت بين الجهات، وتمكين المواطنين من حقهم في الرعاية الصحية، خاصة ضعاف الحال، داعيا إلى تكثيف الجهود للتصدي لظاهرة الإدمان لاسيما بالوسط المدرسي وبعث مراكز لمعالجة المدمنين على المخدرات في مختلف الولايات. ودعت النائبة نزهة البياوي عن الجبهة الوطنية للإنقاذ إلى الترفيع في عدد المستشفيات الجهوية، وإيجاد حل نهائي لمشكل نقص أطباء الاختصاص ونقص التجهيزات بالمستشفيات الداخلية، داعية إلى فتح باب الانتدابات الاستثنائية وتنقيح الأمر المتعلق بانتداب الصيادلة الشبان. وطرحت النائبة هاجر بن الشيخ احمد عن حزب آفاق تونس بدورها مشكل انتداب الصيادلة الشبان مبرزة ضرورة التعجيل بمراجعة التشريع المتعلق بهذا القطاع الذي أصبح تتحكم فيه "لوبيات الفساد وسعي البعض إلى تطبيق عقلية التوريث التي ساهمت في حرمان عديد الشباب من حقهم في مزاولة هذه المهنة"، حسب قولها، مشددة في هذا الصدد على توفر الإرادة الحقيقة في الإصلاح. وطالب النائب مراد الحمايدي عن الجبهة الشعبية وزير الصحة بذكر "الأسباب التي أدت إلى تأزم الوضع الصحي"، وفق تعبيره، وبيان رؤية الوزارة وتوجهاتها المطروحة خلال الفترة القادمة إزاء نقص أطباء الاختصاص والاطار الطبي وشبه الطبي، والنقص الفادح في الأدوية. وأكد الحمايدي على مراجعة الوضع المالي للطبيب وتحسين ظروف عمله والترفيع في عدد الانتدابات لطب الاختصاص بغاية تفادي النقص الحاصل بالجهات الداخلية والحد من هجرة الأدمغة، فضلا عن السعي الجاد إلى حوكمة القطاع، ورقمنة الصيدلية المركزية والصيدليات بالمستشفيات ومحاسبة الفاسدين.