*الكنزاري قادر على تدريب المنتخب كشفت عشية أمس الجامعة التونسية لكرة القدم عن هوية المدرّب الجديد للمنتخب الوطني التونسي بتعيين الفرنسي ألان جيرار كخليفة لفوزي البنزرتي يعقد يمتد إلى جوان 2020. قرار خلف موجة ارتياح واسعة لدى أغلبية متتبعي الشأن الرياضي التونسي نظرا للسجل الحافل للرجل وخبرته الطويلة في ملاعب القارة السمراء وأيضا لصرامته الكبيرة وعدم تساهله مع مظاهر التسيّب وقلة الانضباط وعدم خضوعه لوسوسة "السماسرة" الذين تعودوا السباحة في فضاء الجامعة وفي مقرات إقامة المنتخب. ولئن سار السواد الاعظم في طريق مباركة الاختيار الجديد للجامعة، فإن يوسف الزواوي المدير الفني السابق للجامعة كان له رأي مخالف، حيث أكد في تصريح ل"الصباح نيوز" بأنه كان يفضّل أن يحافظ رئيس الجامعة على مبدإ الاستمرارية في الإطار الفني بمنح الثقة لماهر الكنزاري ومراد العقبي لمواصلة المهمة أو تعيين مدرب تونسي يكون على علم بكل كبيرة وصغيرة بكواليس المنتخب وبالإمكانيات الخاصة بكل اللاعبين حتى لا يخسر وقتا كبيرا لا سيما وأن المسافة التي تفصلنا على نهائيات كأس أمم إفريقيا لم تعد كبيرة. وأضاف محدثنا بأن اللجوء إلى تعيين مدرب أجنبي مهما كان اسمه يبقى مغامرة سيكون نجاحها رهين عامل الحظ لا أكثر بما أن المدرب الجديد لن يكون قادرا على التواصل مع اللاعبين وتكوين علاقات جيدة معهم ومعرفة حقيقة إمكانياتهم لقلة مواعيد الفيفا قبل ال"كان" وبالتالي فإن الحديث عن بصمة مدرب لا يستقيم خاصة وأن جيراس سيلتقي باللاعبين في مناسبتين فحسب قبل النهائيات الإفريقية. قيمة جيراس لا تقبل التجريح ولكن.. وعن مدى كفاءة المدرب الجديد للنسور وقدرته على تطوير أداء المنتخب الوطني، أوضح يوسف الزواوي بأن جيراس يبقى اسما كبيرا في عالم التدريب رغم أنه لم يحقق نتائج كبيرة مع المنتخبات الإفريقية التي دربها ورغم توقفه عن النشاط منذ فترة، ولكن نجاحه مع المنتخب يبقى رهين عامل الحظ بما أن الاختيار الأخير لم يبن على أساس استراتيجية عمل واضحة وإنما يأتي استجابة للضغوط الكبيرة التي مورست على الجامعة بعد الهزيمتين الأخيرتين ضد مصر والمغرب رغم أن رئيس الجامعة يملك من قوة الشخصية ما يمكنه من مواجهة الضغوط وقد فعل ذلك مرات عديدة ولو كنت قريبا منه لنصحته بضرورة مواصلة العمل مع الإطار الفني الموجود بما أن عامل الوقت لا يخدم مصلحة المدرب الأجنبي مهمها كان اسمه وعليه فإن النتائج التي سيحققها بإمكان مدرب تونسي تحقيقها خاصة وأنه سيكون أقرب إلى الأجواء وعلى دراية بكل الخفايا وبعقلية اللاعب التونسي خاصة وأن المنتخب يتكون من عدد كبير من اللاعبين المحليين. الكنزاري قادر على قيادة المنتخب وحول تقييمه لأداء المنتخب الوطني مع ماهر الكنزاري ومراد العقبي، أوضح يوسف الزواوي بأن أداء العناصر الوطنية في مواجهتي مصر والمغرب لم يكن سيئا رغم الهزيمتين مشيرا إلى أن نسق تطور أداء المنتخب لم يتراجع مع الكنزاري الذي يملك كل الصفات التي تمكنه من الاضطلاع بخطة مدرب أول حيث يجيد فرض الانضباط والتعامل مع اللاعبين وقد مر بكل المراحل التي تؤهله لتولي هذه الخطة (الإدارة الفنية ومنتخب الاصاغر ومنتخب الأولمبي) ولو كنت قريبا من الجريء لنصحته بمنح الثقة للكنزاري مع تطعيم الإطار الفني بمساعد اخر يكون صاحب خبرة معتبرة، ولكن هذا الحديث لم يعد مجديا الان مع تعيين الان جيراس ونحن لا نملك إلا أن نبارك هذا الاختيار وتمني النجاح له ولمنتخبنا الذي حقق في السنوات الأخيرة قفزة نوعية أهلته لتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية والعربية.