بعد ست سنوات على فراره من تونس، التي أسس فيها تنظيم أنصار الشريعة، وتضارب الروايات عن مصيره، أكدت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة بغرب أفريقيا مقتل سيف الله بن حسين (أبو عياض) في عملية للقوات الفرنسية وسط مالي. ونقل موقع "سايت" المتخصص في متابعة أخبار الجماعات التي توصف "بالجهادية" عن جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" تأكيدها -في بيان- مقتل كل من القيادي الجزائري يحيى أبو الهمام (جمال عكاشة)، والتونسي أبو عياض (52 عاما) بنيران القوات الفرنسية التي تشكل العمود الفقري لقوة "برخان" المنتشرة في منطقة الساحل الأفريقي لمواجهة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة أساسا. ولم يوضح بيان الجماعة إذا كان الرجلان قتلا خلال العملية نفسها التي تمت في 21 فيفري الجاري شمال غرب مدينة تمبكتو المالية، ولكن هذه الفرضية تبدو هي الأرجح. وكانت وزارة الدفاع الفرنسية أصدرت بعد العملية بيوم بيانا أكدت فيه أن قواتها رصدت ثلاث عربات تتحرك بشكل مريب في منطقة تمبكتو، وأضاف أن مسلحين فتحوا النار حينها على القوات الفرنسية لتقوم مروحيات تابعة لها باستهداف العربات. وتابع البيان أنه بالإضافة إلى يحيى أبو الهمام قتل اثنان من مساعديه، كما أورد موقع "مينا ستريم" المتخصص في نقل أخبار منطقتي شمالي أفريقيا والساحل الأفريقي أن أبو عياض قتل في غارة فرنسية قرب تمبكتو، دون أن يوضح بدوره إذا لقي حتفه في الغارة نفسها التي قتل فيه القيادي الجزائري. والبيان الذي أصدرته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" هو أول تأكيد من نوعه بشأن مصير أحد أبرز المطلوبين للسلطات التونسية في قضايا إرهاب تتعلق بأعمال عنف وإرهاب، وتشمل اقتحام السفارة الأميركية في سبتمبر 2012 عقب عرض فيلم مسيء للإسلام، واغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد فيفيفري 2013، ثم اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي في جويلية من العام نفسه. وحتى قبل أن تقرر الحكومة التونسية في اوت 2013 حظر تنظيم أنصار الشريعة وتصنيفه تنظيما إرهابيا، كان أبو عياض دخل مرحلة السرية عقب أحداث السفارة الأميركية، ويعتقد أنه تمكن في تلك الفترة من التسلل إلى ليبيا. وبالتزامن، انطلقت الملاحقات القضائية ضده في تونس، وصدرت ضده عدة أحكام؛ بينها حكم بالسجن المؤبد في ما يتعلق بتشكيل جناح عسكري لتنظيم أنصار الشريعة، وكان القيادي الهارب هدد عندما كان ينشط في العلن بشن حرب على حكومة "الترويكا" بقيادة حركة النهضة، عندما بدأت بحث إجراءات ضده وضد الجماعة التي يتزعمها. أنباء متضاربة وفي الفترة التي تسلل فيها خارج تونس، كانت ليبيا الوجهة الأنسب لمؤسس تنظيم أنصار الشريعة التونسي، بما أنها كانت أرضا خصبة للجماعات المسلحة، وبينها تنظيم أنصار الشريعة الليبي، الذي اتهم بالضلوع في قتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنس أثناء احتجاجات عنيفة في مدينة بنغازي على الفيلم نفسه المسيء للإسلام. وفي السنوات التي تلت خروجه من تونس، ترددت كثيرا أنباء عن مقتل أبو عياض، وفي غياب تأكيد مصرعه من الحكومة التونسية، أو من حكومات دول أخرى، كان العديد من التونسيين لا يصدقون ما يشاع عن نهاية الرجل. وأشيع لأول مرة نبأ اعتقال القيادي التونسي على يد قوة أميركية أواخر 2013 في مدينة مصراتة، وفي السنوات الثلاث اللاحقة أشيع مرارا مقتله في مدن بنغازي وأجدابيا (شرق) وفي صبراتة (غرب) في غارات جوية أميركية. بل إن صحيفة نيويورك تايمز نقلت في جويلية 2015 عن مسؤول أميركي أن سيف الله بن حسين قتل منتصف جوان من العام نفسه في غارة جوية كانت تستهدف قياديا آخر في تنظيم القاعدة هو الجزائري مختار بلمختار. ويأتي إعلان جماعة نصرة الإسلام والمسلمين -المصنفة إرهابية من قبل الولاياتالمتحدة- مقتل أبو عياض في وقت تكثف فيه قوة "برخان" التي تقودها فرنسا عملياتها ضد الجماعات المرتبطة بالقاعدة، خاصة في مالي وبوركينا فاسو ردا على عمليات تلك الجماعات التي توسعت رقعتها بالبلدين، وتوقع أعدادا كبيرة من الضحايا. المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية