فاقت، إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، حالات الإصابة بالحصبة بكلّ من ولايتي صفاقسوالقصرين 400 حالة، وقد تصل إلى 500 حالة في انتظار استكمال بقية التحاليل. وقد تضمّن هذا العدد حالات مؤكدة مخبريا وأخرى انتقلت لها العدوى وفق ما أكّده الدكتور محرز اليحياوي عضو بالبرنامج الوطني للتلقيح ل»الصباح الأسبوعي». وقال الدكتور اليحياوي إنّ العدوى لمرض الحصبة انتقلت من الإخوة الجزائريين المقبلين على العلاج بهذه الجهات وخاصة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، فالجزائر تواجه حالة وبائية لهذا المرض منذ السنة الماضية. وأضاف محدّثنا أنّه توجد في جهة القصرين عائلة جزائرية قدمت للعلاج، في نفس الوقت يتوافد عليها أهاليها من حين إلى آخر وهو ما يُرّجح انتقال العدوى منها إلى مستشفى الجهة حيث لم يتمّ التفطن إلى الإصابات. وانتقل المرض إلى المستشفى الجامعي الهادي شاكر من جزائري آخر. وأوضح الدكتور اليحياوي أنّنا نعيش في حالة وبائية ولكن لا تشمل كامل تراب الجمهورية وإنما على مستوى ولايتي صفاقسوالقصرين، وأضاف أنّه من حين إلى آخر يتمّ التفطّن إلى حالة أو حالتين في ولايات أخرى باعتبار أنّ المستشفى الجامعي هادي شاكر بصفاقس يُعدّ قطابا استشفائيا يقصده العديد من المرضى من مختلف الجهات ما يعني إمكانية انتقال العدوى. وعلى هذا الأساس تمّ إقرار حالة التأهب واليقظة في كامل تراب الجمهورية وهي مسألة عهدتها مصالح الصحة منذ سنوات إلا أنّه على إثر الحالة الوبائية التي تعيشها صفاقسوالقصرين صعّدت الوزارة من حالة اليقظة وأخذ الاحتياطات اللازمة بهدف تتبع مصدر الإصابة إن كان من المدارس أو رياض الأطفال أو الكتّاب أو غيرها.. وبيّن في ذات السياق أنّه حتى إذا بلغ العدد 500 حالة فلا يمكن اعتبارها حالات مهدّدة بمزيد الانتشار، كما أنّ المطمئن من خلال مختلف المتابعات والتقارير المرفوعة أنّه لم تُسجّل أية إصابات بالوسط المدرسي باعتبار جلّ التلاميذ في ذلك السنّ خضعوا إلى التلقيح. وبيّن الدكتور محرز اليحياوي أنّه تُجرى حاليا التحاليل الجينية لمعرفة مصدر المرض إن كان من الجزائر أو من دولة أخرى لأنّه في تونس تمّ القضاء على هذا المرض منذ سنوات طويلة. ويُذكر أنّ حملة التلقيح انطلقت منذ 22 فيفري الماضي ضدّ مرض الحصبة لتشمل أيضا الأطفال دون سنّ 12 شهرا أي من عمرهم ستةّ أشهر بعد موجة الإصابات بهذا المرض، وقد بلغ إلى حدّ نهاية الأسبوعي المنقضي عدد جرعات التلاقيح 15 ألف جرعة بين صفاقسوالقصرين. كما تجدر الإشارة إلى أنّه خلال السنة الماضية سجّلت تونس 13 حالة فقط أصيبت بمرض الحصبة أما في سنة 2017 فقد بلغ العدد 6 حالات كما أنّه لم يتجاوز العدد منذ سنوات طويلة 20 حالة. إيمان عبد اللطيف