مع بدء العد التنازلي للاستحقاقات الانتخابية، انطلقت مؤسسات سبر الاراء في استبياناتها الخاصة بنوايا التصويت في الانتخاباتالرئاسية والتشريعية المقبلة. وفي وقت أثارت نتائج سبر الاراء، بخصوص نوايا التصويت للاحزاب جدلا واسعا على الساحة السياسية في ظل تباين وجهات النظر بين مختلف السحاسيات ، فان ارقام آخر الاستبيانات أكدت التراجع الكبير الذي شهدته الجبهة الشعبية في نوايا التصويت التي بلغت "صفر فاصل" في "انحدار" غير مسبوق. وللوقوف على موقف الجبهة من مؤسسات سبر الاراء، وحول ما اذا كانت الازمة الاخيرة التي مرت بها حول مرشحها للرئاسية من بين الاسباب التي ادت الى تراجع نوايا التصويت لصالحها تحدث القيادي في الجبهة والامين العام للتيار الشعبي زهير حمدي ل"الصباح نيوز" . -كيف تنظر الجبهة الى الأرقام التي تصدرها مؤسسات سبر الآراء ؟ لا اعتقد ان تكون هذه النتائج واقعية كما انها لا تعكس حقيقة وحجم ووزن الجبهة في المسار الانتخابي فالشهر الماضي تحصلت الجبهة على 10 بالمائة من نوايا التصويت لتتراجع هذا الشهر الى معدل 0.5 بالمائة وهو دليل على عدم مصداقية مؤسسات سبر الاراء والتناقض فيما بينها وان هناك مشكل في هذه المراكز من ناحية غياب اطار تشريعي يصلح وضعها. كما ان عدم وضوح القواعد الاساسية التي تعمل بها يؤكد عدم مصداقيتها فقد رأينا سابقا ان هذه المراكز حادت عن دورها في الديمقراطية المتعلق اساسا برصد مزاج الراي العام والناخبين ولا تتدخل في صنع ولا توجه الراي العام ولكن للاسف في تونس تساهم هذه المراكز بشكل او باخر في توجيه الناخبين وخلق زعامات واحزاب من لا شيء لتبقى في خدمة شخصيات واحزاب لسنوات ماضية. -الى أي مدى اثرت الخلافات الداخلية على الجبهة ؟ عاشت الجبهة فعلا ازمة ولكنها ليست الازمة الاولى ، والرأي العام يعرف انه مهما كان حجم الازمات التي نعيشها لا تأتي بقدر ما عاشته الاحزاب الاخرى وهي مازالت موجودة فعلا في المراتب الاولى في نتائج سبر الاراء وكجبهة بدون شك عشنا ازمة ولكنها ازمة طبيعية وبها اختلافات ووجهات نظر مختلف الاطراف في اختيار المرشحين للرئاسية كما ان الجبهة ليست حزبا واحدا بل تحالف لمجموعة من الاحزاب وسبق وان عاشت ازمات ولكنها لا يمكن ان تصل الى هذا المستوى لان هناك جزء كبير من الرأي العام في تونس يثق في الجبهة الشعبية ولا اتصور ان يفقد قيمته بها كبديل.