جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة «الهادفة إلى تنفيذ ما طرحه من خريطة طريق، خاصة بتطبيع الأوضاع في ليبيا عبر إجراء الانتخابات العامة الحرة والعادلة والإصلاح الدستوري». وقال وزير الخارجية الروسي، في تصريحات لصحيفة «الأهرام» المصرية: «نأمل في أن الملتقى الوطني الذي يعقده المبعوث الأممي منتصف أبريل في مدينة غدامس سوف يسمح بإحراز التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف». وأشار إلى أن «الصراع الداخلي الذي طال أمده في ليبيا نجم مباشرة عن التدخل العسكري غير الشرعي من جانب الناتو، ما ساهم في انزلاق البلاد نحو الفوضى». وأكد، أن «ليبيا تحولت إلى مصدر عدم استقرار في المنطقة وأرض خصبة للإرهاب»، مشيرًا إلى أن «موسكو والقاهرة تقوم بالتنسيق المكثف لخطواتهما على المسار الليبي». وأشار الدبلوماسي الروسي، إلى أن مهمة بلاده الأن «هي مد يد العون لليبيين من أجل تجاوز الخلافات القائمة والتوصل إلى اتفاقات ثابتة خاصة حول معايير المصالحة الوطنية»، مؤكدًا: «لدينا رؤية مشتركة تجاه السبل الملائمة لإعادة بناء الدولة الليبية عبر الحوار الوطني الشامل بمشاركة ممثلي كل الفصائل السياسية والعسكرية الرئيسية والمجتمع المدني والمناطق المختلفة في البلاد». ونفى الكرملين، الجمعة، دعم روسيا لتحركات القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، حول طرابلس، قائلا: «لا نشارك في ذلك بأي شكل من الأشكال». وفي أول تعليق له على تفاقم الأوضاع الميدانية في ليبيا، دعا الكرملين إلى تجنيب هذا البلد المزيد من إراقة الدماء، وأكد ضرورة التوصل إلى تسوية بالوسائل السياسية السلمية. وأكد، أن روسيا تؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض بما يتفادى أي إراقة للدماء. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: «نتابع عن كثب الوضع في ليبيا... نعتبر قطعا أن أهم شيء هو ألا تؤدي العمليات (العسكرية) هناك إلى إراقة دماء. يجب حل الوضع سلميا». ورد بيسكوف بالنفي على سؤال عما إذا كانت موسكو تدعم حملة حفتر الجديدة باتجاه طرابلس، وقال إن روسيا ليس لها أي دور في الأحداث الجارية. جاءت تصريحات الكرملين بعد أن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيتوجه إلى شرق ليبيا للاجتماع بحفتر الذي بدأت قواته يوم الخميس حملة للسيطرة على العاصمة طرابلس. وأعطى القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، مساء الخميس، أوامر لقوات الجيش بدخول العاصمة، قائلا في كلمة مسجلة: «إلى جيشنا المرابط على تخوم طرابلس في كافة المحاور، اليوم نستكمل بعون الله مسيرتنا الظافرة، مسيرة الكفاح والنضال، اليوم نستجيب لنداء أهلنا في عاصمتنا الغالية كما وعدناهم، وقد بلغ بهم الصبر منتهاه، اليوم موعدنا مع القدر ليستجيب لنداء الحق، ومع التاريخ ليفتح لنا صفحاته النيرة، نسطّر فيها ثمرة الجهاد وخاتمة المعاناة والألم، اليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، اليوم يشرف النور من كل جانب بعد طول انتظار يبشر بالخير والازدهار، اليوم يرتفع صوتنا يدوي صداه في كل سماء. لبيك طرابلس لبيك».