يرى المدرب محمد المكشر أن النجم الساحلي الأجدر باللقب العربي شريطة أن يواصل لاعبوه التركيز ويحسن الإطار الفني التصرف في الرصيد البشري. كان ذلك في حوار خص به «الصباح الأسبوعي» قدم فيه آراءه الفنية في الإطلالة الأولى للمنتخب الوطني مع المدرب آلان جيراس وأسباب فشل الترجي في التتويج بكأس السوبر الإفريقي التي أرجعها لعدم إعطاء قيمة للمنافس فكانت الهزيمة. كما تحدث عن النادي الصفاقسي ومهاجمه فراس شوط والفريق الأقرب لمنافسة الترجي على لقب بطولة الموسم الحالي. و في ما يلي نص الحوار: * قطع النجم الساحلي خطوة هامة نحو التتويج بلقب البطولة العربية، فما هو المطلوب للفوز بهذا اللقب؟ النجم مطالب بالتعامل الجيد مع بقية المباريات قبل بلوغ الدور النهائي. فعلى المهاجمين التركيز أكثر ما يمكن أمام مرمى المنافس وتجسيم الفرص. وأعتقد أن الإطار الفني عرف كيف يتعامل مع الرصيد البشري، ففي مباراة البطولة أمام إتحاد بن قردان تم منح الراحة لما لا يقل عن 5 لاعبين مثل الشيخاوي وبن عمر... بهدف الحفاظ على أعمدة الفريق لمباراة الهلال السوداني. وأعتقد أن النجم مصر إصرارا على التتويج بهذا اللقب الثمين وهو الأجدر بالتتويج. * هل ترى أن الخروج من كأس رابطة الأبطال الإفريقية نسخة 2018 حفز النجم على كسب اللقب العربي؟ بالفعل، الخروج من كأس رابطة الأبطال دفع بإدارة النجم لمراجعة عدة اختيارات والتركيز على البطولة العربية التي لا تقل من حيث المستوى الفني عن كأس رابطة الأبطال الإفريقية. فما يحسب لهذه البطولة أن كبرى النوادي العربية سجلت حضورها مما أعطى قوة كبيرة لهذه البطولة. فالنجم استفاد من انسحابه من كأس رابطة الأبطال وجدد رصيده البشري بمنح الفرصة للشبان على غرار: بعيو وكشريدة... وربما لو ترشح النجم في المسابقة الإفريقية لما برز هؤلاء الشبان ولما غادر البلبولي والبدوي وآخرون... * ما هي حظوظ الفريق في بقية مشوار بطولة الموسم الحالي؟ الأسبقية للترجي عن بقية المنافسين فهو صاحب الطليعة وبفارق مريح. لكن أرى النجم بعد تحسن نتائجه بدأ يقترب من الترجي وسيكون أبرز منافس على لقب البطولة مع الترجي. فالترجي والنجم هما الأفضل من حيث الرصيد البشري مقارنة بالنادي الصفاقسي والنادي البنزرتي. ولذلك ستتواصل المنافسة بينهما على لقب بطولة الموسم الحالي. * كيف رأيت مردود المنتخب الوطني في أول ظهور رسمي مع المدرب الجديد آلان جيراس؟ كان أول ظهور مع المدرب الجديد مقبولا، ففي مباراتين أظهر المنتخب عدة مؤشرات إيجابية، ففي المباراة الأولى حضرت النجاعة وكان الانتصار بنتيجة عريضة، بينما في اللقاء الثاني ورغم طابعه الودي أمام المنتخب الجزائري فإنه لا يقل عن الطابع الرسمي نظرا للمنافسة القوية بين المنتخبات المغاربية التي تعودنا عليها. لكن يبقى الموعد القاري كأس أمم إفريقيا الاختبار الحقيقي الذي نقيم إثره عمل المدرب ونكتشف مدى ترسيخ فكره التكتيكي على الميدان في عطاء اللاعبين. * أظهر المنتخب التونسي ضعفا على مستوى خط الهجوم أمام المنتخب الجزائري. ما هو المطلوب لتجاوز هذا الضعف وهل يجب على المدرب أن يركز على مهاجمين آخرين ومن هم حسيب رأيك؟ تعاني كرتنا من ندرة المهاجمين فباستثناء طه ياسين الخنيسي وفراس شواط لا وجود لمهاجمين بارزين. وهنا لا بد من البحث عن الحلول قبل «الكان» وأنا أتساءل عن عدم توجيه الدعوة للمهاجم التونسي حمدي الحرباوي الناشط بالبطولة البلجيكية وعلى ما أتذكر أنه سجل 20 هدفا في بطولة محترمة على الصعيد الأوروبي وفي بلد قدم وجها ممتازا في كاس العالم الأخيرة بروسيا. * ماذا تقترح لإعادة هذا اللاعب إلى حضيرة المنتخب التونسي وأنت تعرف أن له سوابق؟ مصلحة المنتخب تستدعي تجاوز الماضي والتفكير بجدية، فقد حرمنا من خدمات هذا المهاجم في كأس العالم ولا يجب أن يتكرر نفس الخطأ ونحن على أبواب كأس أمم إفريقيا. لا بد من تنقية الأجواء ولم لا دعوة هذا اللاعب إلى تونس والجلوس معه حتى تستفيد منه كرة القدم التونسية وهو في أوج العطاء. * خسر الترجي لقب السوبر الإفريقي أمام الرجاء المغربي. فما الذي صنع الفارق حسب رأيك؟ أعتقد أن الترجي لم يعط القيمة اللازمة للمنافس الذي يمر بوضعية صعبة في البطولة المغربية ونجح بعلاج جراحه بالسوبر الإفريقي أمام الترجي والمصالحة مع جمهوره. فتحضير الترجي للسوبر الإفريقي لم يرتق للمستوى المطلوب فكانت الهزيمة، ومن حسن حضه أنه فاز بالسوبر التونسي. *هل أنت مع أو ضد لعب كأس السوبر التونسي خارج أرض الوطن؟ أنا مع الترويج لكرة القدم التونسية في الخارج وأعتقد أن لقاء السوبر الذي دار بالعاصمة القطرية الدوحة بين الترجي والنادي البنزرتي وانتهى بتتويج الترجي كان في المستوى المطلوب بفضل انضباط الفريقين اللذين قدما مردودا يليق بكرتنا. إذا كان لمباريات السوبر فوائد على النوادي بالدرجة الأولى فلم لا اللعب خارج الحدود على غرار السوبر الإيطالي والفرنسي مثلا. *تراجع شعلة النادي الصفاقسي مقارنة مع مرحلة ذهاب البطولة. كيف تفسر ذلك؟ يعد النادي الصفاقسي من أحسن الفرق هذا الموسم، فالفريق على المسار الصحيح رغم حالة التذبذب التي مر بها والتي تعود لقلة خبرة جل لاعبيه الشبان. فباستثناء المرزوقي والمثلوثي... البقية شبان نكتشفهم لأول مرة في البطولة التونسية وما يؤكد قيمة الرصيد البشري للفريق تواجد ما لا يقل عن 7 لاعبين بين المنتخبين الأول والثاني وهذا دليل على قيمة الفريق. فمهاجمه فراس شواط من أفضل المهاجمين إذا لم نقل هو الأفضل في تونس حاليا ينقصه النضج والدليل الخطأ الذي ارتكبه في لقاء الكأس أمام الملعب التونسي. * قدم الملعب التونسي مردودا جيدا أمام النادي الصفاقسي في لقاء الكأس. كيف رأيت فريقك السابق؟ كان الملعب التونسي أفضل من النادي الصفاقسي طيلة المباراة فنيا وخصوصا من الناحية البدنية وبذلك كذّب المشككين الذين يدعون أن الفريق يشكو من قلة الجاهزية البدنية، فجل الأهداف يسجلها لاعبوه في الأشواط الثانية وفي أواخر المباريات وهذا لا يمكن تفسيره إلا بتوفر عنصرين هامين هما الحضور الذهني واللياقة البنية الجيدة. * إذا ما هو مشكل الفريق بعد الأداء الممتاز؟ مشكل الملعب التونسي هجومي. فخط الهجوم لا يتوفر على مهاجمين كبار لصنع الفارق. فلو كان للفريق مهاجمون في قيمة طه ياسين الخنيسي وفراس شواط لكان من المراهنين على البطولة. وهذا كنت ناقشته مع الهيئة المديرة على ورأسها جلال بن عيسى الذي أتوجه له بالمناسبة بالتحية على المعاملة التي حظيت بها في الملعب التونسي، وكم كنت أتمنى انتداب مهاجم كبير لكن المشكل المالي حرمنا من ذلك. * أين ستكون وجهتك القادمة؟ أعتز بالتجارب التي خضتها وآخرها مع الملعب التونسي التي كانت جيدة وحققت لي الإضافة. والآن أنا أشتغل على تجارب خارج حدود الوطن وتحديدا البطولات الخليجية. وإذا بقيت في تونس لن أرض بالنزول تحت تجربة الملعب التونسي. كمال الطرابلسي