أكد اللاعب الدولي السابق وجدي بوعزي أن الخبرة والواقعية مكنتا الترجي من الهيمنة على البطولة بفضل ثراء الرصيد البشري، مبديا إعجابه بفريق النادي البنزرتي الذي اعتبره مفاجأة مرحلة الذهاب إلى جانب النادي الصفاقسي بروح لاعبيه الشبان. كان ذلك خلال حوار خص به «الصباح الأسبوعي» قدم فيه قراءته الفنية للبطولة ورأيه في النجم الساحلي نسخة روجي لومار والصعوبات التي يعيشها النادي الإفريقي. وتطلعاته للمنتخب الوطني مع المدرب آلان جيراس. فضلا عن رأيه في مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد في بطولة العالم الأخيرة. وفي ما يلي فحوى الحوار : ● من وجهة نظرك كمحلل فني، ما هي أهم الاستنتاجات التي ميزت مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة المحترفة الأولى؟ تميزت مرحلة الذهاب بالمنافسة بين الترجي والنادي البنزرتي هذا الأخير الذي كان مفاجأة المرحلة، كما أن النادي الصفاقسي بلاعبيه الشبان قدم وجها مشرفا في مستوى سمعة هذا النادي العريق الذي يبقى منجما للمواهب الصاعدة فرغم خروج أبرز ركائزه على غرار حارس المرمى رامي الجريدي الذي انتقل إلى الترجي والثنائي ماهر الحناشي وكريم العواضي اللذان التحقا بالنجم الساحلي... فإن الفريق جدد نفسه على أسس وفاجأ أحباءه والجمهور الرياضي عموما. ثبات الترجي وطموح النادي الصفاقسي بشبانه وعزيمة النادي البنزرتي أبرز ما يمكن استنتاجه من مرحلة الذهاب. ● أبرز مدرب شد انتباهك؟ يبقى معين الشعباني أفضل مدرب إلى حد الآن، فهو مدرب شاب منحته إدارة الترجي الفرصة في وقت صعب جدا كان الفريق في مرحلة متقدمة من مسابقة كأس رابطة الأبطال الإفريقية وقد قبل التحدي ونجح بامتياز بتحقيق حلم العائلة الترجية بعد التتويج باللقب القاري والمشاركة في كأس العالم للأندية، ويحسب للمسؤولين في الترجي وقوفهم إلى جانب هذا المدرب بعد البداية الصعبة في كأس العالم للأندية حيث خرج رئيس النادي حمدي المدب في تصريح أعاد الأمور إلى نصابها وتصدى للهجمة التي طالت المدرب بالدعم والتثبيت وقد انعكس ذلك على الفريق. فضلا عن التألق في البطولة المحلية بفضل القوة والعزيمة ونفس التركيز وخاصة الشخصية الكبيرة شخصية البطل. ● أفضل لاعب في مرحلة الذهاب؟ من وجهة نظري مثل الثنائي فراس شواط لاعب النادي الصفاقسي وياسين الشماخي لاعب النادي الإفريقي مفاجأة مرحلة الذهاب وتألقهما كان لافتا وننتظر منهما الكثير في قادم المباريات. فراس شواط أعطى عمقا هجوميا للنادي الصفاقسي كان مفقودا في السابق، كذلك نفس الشيء مع ياسين الشماخي الذي أعاد القوة للخط الأمامي وهذا اللاعب قادر على تقديم الأفضل وسيكون له مستقبل كبير . ● أحسن حكم في ظل الاحتجاجات المستمرة على المردود؟ بصراحة أنقذ التحكيم المصري المباريات الساخنة في البطولة وأعتقد أن الجامعة التونسية لكرة القدم وجدت الحل بالتعاون مع نظيرتها الجامعة المصرية للتخفيف من الضغط على التحكيم التونسي، وننتظر أن يتم التعويل على التحكيم المصري في مرحلة الإياب نظرا لصعوبة الرهان في عديد المباريات سواء في أعلى الترتيب أو أسفله. ● من هو أفضل جمهور حسب رأيك؟ أكيد جمهور الترجي هو الأفضل بمساندته الكبيرة للفريق، مع تميز كبير لجمهور النادي البنزرتي. فجمهور كلا الفريقين صنع الفرجة في الشطر الأول من البطولة . ● ما هي العوامل التي مكنت الترجي من إنهاء مرحلة الذهاب بطلا للخريف رغم كثرة الالتزامات القارية والعالمية؟ الخبرة والواقعية مكنتا الترجي من الهيمنة على البطولة مع الرصيد البشري الثري والكبير. فالترجي جمعية متكاملة ومنسجمة إداريا وفنيا. اللاعب في الترجي لا يركز إلا على الميدان لا وجود لمشاكل على غرار بقية النوادي من نوع الأزمة المالية أو خوف اللاعب على مستحقاته. هذه الأشياء غير موجودة في الترجي. اللاعب حقوقه مضمونة وما عليه إلا تأكيد جدارة ارتدائه لقميص النادي على الميدان. ● وجد الترجي صعوبة أمام النادي البنزرتي في لقاء الجولة الختامية. كيف تفسر ذلك؟ سيطر الترجي على المقابلة ضد النادي البنزرتي، لكن قلة تركيز بعض اللاعبين مكنت المنافس من التعديل في آخر لحظات اللقاء. عموما المباراة كانت ممتازة وقدم الفريقان مردودا جيدا يعكس موقعهما في أعلى الترتيب . ● بدأ النجم الساحلي يستعيد عافيته مع المدرب روجي لومار. فهل ترى الفريق قادرا على العودة في سباق البطولة والمراهنة بجدية على الألقاب؟ أدرك المدرب روجي لومار العلامة الكاملة مع فريق النجم الساحلي وبصمته واضحة، طبيعي جدا أن الفريق مازال معنيا بالبطولة بعد الفوز في الكلاسيكو على النادي الإفريقي، 3 نقاط ثمينة أعادت الفريق في السباق وغذت طموحه ويبقى التأكيد في قادم الجولات. عموما النجم الساحلي مع لومار أفضل بكثير، فريق أكثر تنظيما وعمقا هجوميا أفضل وأعتقد أنه سيتحسن أكثر مع هذا المدرب الذي يعرف عقلية اللاعب التونسي ولذلك تمكن من تغيير الفريق بسرعة . ● مثل فريق النادي الصفاقسي المفاجأة السارة بلاعبيه الشبان. لكن المرتبة المتقدمة التي حققها في مرحلة الذهاب ربما ستجعل الفريق تحت ضغط أحبائه من أجل البطولة..؟ برهن شبان النادي الصفاقسي على علو كعبهم بفضل الإمكانيات الكبيرة وخاصة التعامل الذكي من قبل المدرب رود كرول مع المجموعة. النادي الصفاقسي سيكون الرقم الصعب ومنافسا جديا على البطولة وأنتظر أن يفاجئنا بلاعبين آخرين في مرحلة الإياب من خزان الشبان الذي بحوزته. لكن لا أعتقد أن طموح إدارة النادي هذا الموسم البطولة بل يبقى الفريق مرشحا لها ولا أعتقد أنه سيكون تحت ضغط الأحباء لأن خطاب الهيئة المديرة كان واضحا منذ بداية الموسم وهو تكوين فريق. ● يعيش الإفريقي على وقع عدة صدمات منذ بداية الموسم إلى الآن. كيف ترى بقية المشوار لهذا الفريق على الصعيدين المحلي والقاري؟ يمر النادي الإفريقي بفترة صعبة جدا، على اللاعبين التركيز في الميدان أولا، ثم اللعب من أجل سمعة النادي. عموما العمل الذي يقوم به المدرب شهاب الليلي ممتاز، فقد تمكن من التغلب على عدة صعوبات نفسية وذهنية خاصة وأعاد الفريق في البطولة المحلية وكأس رابطة الأبطال الإفريقية ببلوغ دوري المجموعات. ولكن من سوء الحظ أن الإتحاد الإفريقي قرر إبعاد فريق الإسماعيلي المصري من المسابقة بعد عودة النادي الإفريقي بانتصار ثمين من مصر ربما هو الأحلى للأفاقة في المسابقة. الفريق حرم من الانتدابات لكن هناك فرصة للاعبين الشبان من أبناء النادي لتأكيد جدارتهم باللعب مع فريق الأكابر بعد مواسم طغت فيها الانتدابات الداخلية والخارجية التي أقلقت الأفارقة الذين يطالبون برؤية شبانهم مع الفريق. عموما يبقى النادي الإفريقي قويا بجمهوره الذي يقف سندا كبيرا. ● كانت مشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد مؤخرا في بطولة العالم مخيبة للآمال. بم تفسر تراجع مستوى كرة اليد التونسية؟ تمثل كرة اليد اللعبة الجماعية التي يمكن أن نحلم معها والذهاب بعيدا نحو العالمية بناء على النجاحات السابقة القارية والدولية وخروج عدة لاعبين نحو الاحتراف ضمن نواد أوروبية كبرى. لكن المشاركة في بطولة العالم الأخيرة كانت مخيبة للآمال. لاحظنا وجود مشاكل داخل المنتخب بين اللاعبين وأيضا عدم التفاهم وغياب الثقة مع المدرب. هذه الأسباب أعطت نتيجة سلبية جدا لم نكن ننتظرها وبصراحة منتخبنا الوطني مر بجانب الحدث في بطولة العالم ولا بد من التقييم والتقويم من الساهرين على كرة اليد التونسية صلب الجامعة والفنيين حتى تعود اللعبة إلى مسارها الصحيح مع مراجعة نظام البطولة بعد أن سمعت انتقادات كثيرة من بعض الفنيين ضد نظام البطولة الذي لا يمكن أن يطور مستوى اللعبة . ● سيكون المنتخب الوطني لكرة القدم على موعد مع كأس إفريقيا للأمم بمصر الصيف القادم. ما هي اقتراحاتك كلاعب دولي سابق على المدرب آلان جيراس؟ أكيد أن المدرب آلان جيراس محاط بإطار فني كفء ومن خلاله يعرف كل خفايا اللاعبين وبالتالي يجب أن تكون الإحاطة كبيرة باللاعبين والتركيز على الجانب الذهني وفرض الانضباط خاصة للوصول إلى دور متقدم في كأس إفريقيا للأمم. وأنا شخصيا أنتظر منتخبا متكاملا ومنسجم الخطوط وذا طابع هجومي. فمع هذا المدرب ننتظر النتائج والفرجة وأمامه متسع من الوقت لإعداد منتخب جيد وقادر على تحقيق الطموحات. ● لا شك أن المنافسة ستشتد في مرحلة الإياب على البطولة.. ما رأيك؟ ستكون مرحلة الإياب صعبة على جميع الفرق خاصة منها المشاركة في الكؤوس الإفريقية بسبب ماراطون المباريات، وهنا ستكون الأسبقية للفريق الذي يملك رصيدا بشريا ثريا لمجابهة الكم الهائل من المباريات .