أجلت اليوم الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الإبتدائية بتونس محاكمة الإرهابي زياد الغريبي قاتل الشّهيد الرائد رياض بروطة وفق ما اكده لنا محامي القائمون بالحق الشخصي الأستاذ فوزي الجبالي. وكان الإرهابي زياد الغريبي نفذ عملية قتل الشهيد في اطار ما يعرف بعملية "الذئاب المنفردة"، وقد اعترف المتهم أمام الباحث وامام التحقيق من انه التزم دينيا منذ 2014 وأصبح يحضر بعض الخطب الدّينيّة التي كان يلقيها الإرهابي كمال زروق وشخص آخر يكنّى بأبو أيوب التونسي، كما كان يتردّد على جامع حمزة بحي التضامن. وبعد خضوعه الى عمليّتين جراحيّتين على إحدى ركبتيه في 2015 واضطراره الى الراحة والمكوث بالمنزل لمدة طويلة نسبيا استغل فترة الراحة تلك في الإبحار على الأنترنيت والولوج الى المواقع التكفيرية التي تحرّض على "الجهاد" وشيئا فشيئا أصبح يعتقد بصفة جازمة صحة ما تدعو اليه تلك المواقع وهي اعتبار أعوان الأمن والجيش وأيضا السياسيين والصحفيّين كفّار ويجوز قتلهم لأنهم يقفون ضد تطبيق شرع الله كما اصبح مقتنعا بأنه لا بد من تركيز دولة الخلافة الإسلامية، وضرورة القيام باعمال إرهابية نوعية يرضي به الله. وفي مطلع 2016 فكّر في السفر الى سوريا والإلتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي ولتنفيذ مخططه فكر في اجتياز الحدود البرية التونسية الليبية خلسة ومن ثمة دخول التراب السوري والإلتحاق بداعش. ولتنفيذ مخطط الإلتحاق بتنظيم داعش بسوريا استقل في شهر جانفي 2016 الحافلة من محطة باب عليوة باتجاه مدينة تطاوين في اتجاه معبر راس جدير قصد اجتياز الحدود البرية خلسة والدخول الى التراب الليبي وأثناء الطريق علم أن هناك أحداث شغب بمنطقة بئر علي بن خليفة فقرر العودة الى تونس ومواصلة دارسته الجامعية بالقطب التكنولوجي بحي الغزالة اختصاص تكنولوجيا المعلومات، في شهر نوفمبر من نفس السنة رسخت لديه فكرة القيام بعمل "جهادي" يتقرّب من خلاله الى الله من ناحية ونصرة لتنظيم "داعش" من ناحية أخرى باعتبار أنه يعتبر نفسه فردا من أفراد ذلك التنظيم الإرهابي. قبل عمليّة ذبح الرّائد رياض برّوطة قبل ايام من العملية الإرهابية التي نفذها بساحة باردو والتي تمثلت في "ذبح الرّائد رياض برّوطة" أبحر الإرهابي زياد الغريبي على المواقع التكفيرية فعثر على مقطع فيديو لزعيم تنظيم داعش الإرهابي ابو بكر البغدادي كان يحث فيه نظرائه على السفر الى سوريا وايضا على القيام بعمليات ارهابية فردية تندرج ضمن المشروع "الجهادي" للتنظيم وبما أن الإرهابي زياد الغربي كان ولاءه وطاعته لزعيم داعش قرّر القيام بعملية نوعيّة ببلادنا فخطرت بباله في المرة الأولى فكرة استهداف السّياسيين أو الإعلاميين ثم رأى أنه أمر يصعب عليه نسبيا لأنه يتطلب القيام بعمليات رصد هؤلاء فعدل عن الفكرة وخطط للقيام بعملية ارهابية أخرى تستهدف اعوان الامن الذين يعملون في فرق مكافحة الإرهاب لأنه يعتبر جميع أعوان الأمن سواء هؤلاء أو غيرهم من الأعوان "جند الطاغوت" كما فكر في استهداف أحد اعوان الأمن الذين يقومون بحراسة سفارة فرنسا بالعاصمة ثم عدل عن مخطّطه خوفا من أن يفشل في تنفيذ المخطط وبعد ذلك خطط في القيام بعمليّة ارهابية نوعيّة بساحة باردو بحكم تواجد أعوان امن هناك. وتنفيذا لما عقد عليه العزم قرر استهداف اي عون أمن سيعترض سبيله بساحة باردو وذلك عن طريق الطّعن بسكين فاعد سكينا حادة كان يستعملها في سلخ أضاحي العيد. ليلة الواقعة ليلة الواقعة اعد الإرهابي زياد الغربي العدة وصنع غمدا ورقيا ليخفي به السكين التي جهزها للقيام بالعملية الإرهابية التي خطط لها ثم مع طلوع الفجر وعلى الساعة الثانية والنصف تقريبا استفاق من نومه وصلى صلاة قيام الليل ثم خلد بعد ذلك الى النوم مجددا وفي حدود الساعة الخامسة صباحا تحول الى جامع "عون الله" القريب من محل سكناه وصلّى صلاة الصبح ثم عاد الى منزله وقرأ ما تيسّر من الآيات القرآنية ثم استمع عن طريق هاتفه الجوال الى خطبة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي ابو بكر البغدادي تحث على القيام باعمال ارهابية ثم تسلح بعد بالسكين واخفاها بكم قميصه باليد اليمنى. في حدود الساعة السابعة و15 دقيقة تحوّل الى محطة الحافلات القريبة من محل سكناه واستقل الحافلة باتجاه ساحة باردو وعند وصوله قبالة مجلس النّواب لمح عون أمن مكلف بالحراسة بمنطقة الأمن بباردو امام المنطقة كان يحمل سلاح "شطاير" ففكر في استهدافه وذلك بذبحه فمر من امام منطقة الأمن ثم عاد أدراجه لينفذ العملية ولكنه لم يجد عون الأمن بنفس المكان الذي كان تركه فيه فقرر مواصلة السير في اتجاه مجلس المستشارين بباردو كي لا يثير الإنتباه ثم عاد مجددا ليمر من امام منطقة الأمن بباردو على امل ان يجد ذلك العون لذبحه ولكنه لم يجده مرة ثانية فاتجه نحو مجلس نواب الشعب وعلى مستوى مفترق باردو جلب انتباهه وجود اطارين امنيين كانا يقفان قبالة فرع الإتحاد الدولي للبنوك فواصل سيره في اتجاه البنك ثم انعرج الى النهج الخلفي للبنك قصد رصد الاطارين الأمنيين ثم توغل بعد ذلك بشارع الحبيب بورقيبة بباردو وبعد أن اقتنى قارورة ماء معدني توجه الى محطة الحافلات القريبة من مكان وقوف الإطارين الأمنيين وبقي يترصد تحركاتهما ولما تأكد أنهما كانا في الحديث وغير منتبهين الى ما يدور حولهما توجه نحوهما دون أن يثير الريبة والشك فيه ولما اقتربا خلفهما قرابة مسافة المترين تقريبا استل السكين التي كانا أخفاها بكم يده اليمنى ومباشرة نحر بواسطتها احد العونين والذي اتضح أنه يدعى (رياض بروتة) وكان أثناء نحره الشهيد بروطة يردد عبارات "الله اكبر" ثم توجه نحو عون الأمن الثاني الذي كان رفقة بروتة واعتدى عليه بواسطة نفس السكين واصابه بوجهه فتدخل عون امن ثالث وتشابك معه فسقطت السكين من يده في الأثناء كان "رياض بروتة" يحاول الفرار رغم الدماء التي تنزف منه بغزارة فالتحق به الى غاية الطريق الوطنية رقم 5 لمواصلة الإعتداء عليه بواسطة السكين ولكنه تمكن من الصعود على متن سيارة مواطن لنقله الى المستشفى في الأثناء يقول الإرهابي زياد الغريبي أنه لمح عون امن آخر في الجهة المقابلة فاتجه نحوه ومباشرة اعتدى عليه باللكم والضرب ولكن العون تمكن من الإفلات منه. بعد ذلك توجه الى "النافورة" بساحة باردو وفي الأثناء اقبلت مجموعة من اعوان الأمن والقوا عليه القبض. التفكير في استهداف سفير دولة عربية وكشف الإرهابي زياد الغريبي خلال الأبحاث والتحقيقات بأنه فكّر في استهداف سفير احدى الدول العربية لانه يعتبر أن السفير تابع لدولة منافقة فضلا من أن زعيم داعش ابو بكر البغدادي أفتى بمحاربة تلك الدولة وللغرض قام بتدوين الأعمال التحضيرية التي سيقوم بها بوثيقة استعداد لتنفيذ مخططه، وقد دوّن بالوثيقة أوقات عمليّة الرّصد التي يجب أن يقوما بها قصد استهداف السفير ثم عدل عن الفكرة لأنه تاكد أنه يستحيل عليه تنفيذ المخطط بمفرده. وكشفت الأبحاث والتحقيقات أن الإرهابي زياد الغريبي كان حضر لدروس كان يلقيها الشيخ فريد الباجي لانه كان يعتقد ان فريد الباجي يدعو في خطبه الى عبادة القبور والإحتفال بالمولد النبوي الشريف وهي بدع حسب رأيه وجب تكفير الدّاعي اليها ولكنه تاكد ان عقيدة فريد الباجي سليمة لذلك عدل عن فكرة ادراجه ضمن مخططه (مخطط الإستهدا") كما كشفت الأبحاث أنه عثر بأجهزة الكمبيوتر التي كان يستعملها الإرهابي زياد الغريبي أن هذا الأخير كان يستعمل كلمات مفاتيح تحمل اسماء كل من نعمان الفهري، شفيق جرّاية، يسرى محنوش وأمير قطر وفريد الباجي للولوج الى الأنترنيت وقد أكد خلال الأبحاث أنه ولج الى الأنترنيت وبحث عن معطيات تتعلق بشفيق جراية ولكن بالنسبة لبقية الشخصيات فإنه لا يتذكر ان كان أجرى فعلا بحثا عبر الأنترنيت حول تلك الشخصيات أم لا كما كشفت الأبحاث والتحقيقات أن الإرهابي زياد الغريبي كان يتابع نشاط الطائفة الشيعية في تونس وبانه اطلع على فيديو يحرض على قتل تلك الطائفة كما كان يطّلع على عديد الإصدارات الإرهابية للجناح الإعلامي لما يعرف ب"قاعدة الجهاد ببلاد الرافدين" وهي اصدارات كان الأمير السابق للتنظيم ابو مصعب الزرقاوي يحرّض فيها على القتال و"الجهاد" في سبيل الله.