نشرت صحيفة "الشروق أونلاين" الجزائرية أمس الأحد حوارا مع فوزي اللومي القيادي بنداء تونس. وقال اللومي إنّ حركة النهضة قد تجاهلت مطالب الشعب وإنّها رفقة حليفيها المؤتمر والتكتل فشلت على طول الخط. كما أضاف أنّ الحركة لا تملك شخصيات ذات كفاءة وتجربة وأنّ "أغلب قياداتها سجناء أو لاجئون"، مبينا التأثير القوي لراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة على القرارات، في حين أنّ المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت لا يقود تونس ومنشغل بالثقافة. وعبّر عن تفاؤله بدور الجزائر في دمقرطة المغرب العربي. وفي ما يلي نصّ الحوار كاملا كما ورد في الموقع : انتقد القيادي البارز وأحد مؤسسي حركة "نداء تونس" فوزي اللومي، اعتماد حركة النهضة لسياسة الإقصاء في تسيير البلاد، وأوضح في حوار ل"الشروق"، أن رابطات حماية الثورة هي عصابات إجرامية وإرهابية لها أهداف سياسية، وطالب بتصفيتها بما أنه لا أحد طلب منها حماية الثورة، وقال أنه يعتبر الجزائر مثالا يقتدى به في تونس، والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يقود البلاد بحكمة وهدوء في الاتجاه الصحيح، و"نحن متفائلون بدور الجزائر في دمقرطة المغرب العربي". "الشروق": رغم مرور سنتين على الثورة إلا أن تونس مازالت تعاني على مختلف المستويات، لماذا حسبكم؟ فوزي اللومي: تونس تعيش وضعا صعبا على جميع الجبهات خلال الفترة الانتقالية الثالثة الحالية، فالمجلس التأسيسي مستمر بمساوئه رغم أن تواجده حدد بسنة واحدة، ونفس الأمر بالنسبة للدستور، الذي لم يتم الفصل في شأنه إلى اليوم، والاقتصاد منهار وبطيء والأمن غير مستتب، الأمر الذي يستلزم التفكير في الانتقال إلى بر الأمان، وأنا متفائل بالانتخابات المقررة نهاية السنة الجارية، للانطلاق في إصلاح ما أفسدته السنون والدخول في مرحلة بناء تونسالجديدة، والسبب الرئيسي يتمثل في كثرة الوعود المقدمة للشعب بعد الثورة ولم تتحقق، غير أن حركة النهضة تجاهلت مطالب الشعب، وراحت تبحث عن الاستمرار والبقاء في الحكم على حساب تونس والتونسيين، ودون تقديم برامج واقعية ودون الاعتماد على الكفاءات. .حسبكم، هل تتحمل حركة النهضة مسؤولية ما تعيشه تونس من تأزم؟ نعم، كيف يمكن لسياسي غير كفء أن يتسلّم مقاليد الحكم والمسؤوليات؟ حركة النهضة رفقة حليفيها المؤتمر والتكتل فشلت على طول الخط، فالحركة لا تملك شخصيات ذات كفاءة وتجربة، فأغلب قياداتها سجناء أو لاجئون، غير قادرين على التسيير ولا يملكون برامج، حاولوا تغطية ضعفهم لاستقطاب الشعب بتقديم الوعود المزيّفة التي لم يحققوها، وإحصائيات كاذبة، وسارعوا بالمقابل إلى الاستيلاء على الإدارات ومراكز القرار لإحكام سيطرتهم مستغلين في ذلك أموال الدولة. الشارع التونسي منقسم في أمر من يحكم البلاد بين النهضة، الغنوشي والمرزوقي. حسبكم من يقود تونس؟ النهضة تقود البلاد من حي "مونبليزير" حيث مقر الحركة، لذا طالبنا بتحييد الوزارات السيادية تجنبا لسيطرة الفكر الحزبي على حساب الوطني، وما لذلك من انعكاسات سلبية على مستقبل البلاد، أما الغنوشي فتأثيره كبير وقوي على مختلف القرارات. وفيما يتعلق بمنصف المرزوقي، فهو رئيس الجمهورية لكنه لا يقود تونس، وهو منشغل بالثقافة وقد فشل في كل المبادرات. نحن نتمنى النجاح لحكومة علي لعريض، خاصة بعد ظهور إشارات توحي بنوايا صادقة للتغيير، فقط نؤكد على ضرورة إشراك الكفاءات والاهتمام بها للوصول بتونس إلى بر الأمان. حسب تقديركم فإن "نداء تونس" أحدث التوازن في الساحة السياسية؟ نعم، كان هدف تأسيس حزب "نداء تونس" تعديل الساحة السياسية، خاصة وأنه يجمع كل الحساسيات الديمقراطية، من يسار، نقابات، مستقلين، مجتمع مدني، حركات إصلاحية والدستوريين، ونحن نعتبره امتدادا للحركة الوطنية، وعليه وبعد الانطلاق في النشاط اكتشف الشارع أن "نداء تونس" خلق توازنا في الساحة السياسية بعد أن كانت النهضة تقود المشهد.
.وماذا عن العلاقات الجزائريةالتونسية؟ نحن نعتبر الجزائر مثالا يقتدى به، فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يقود الجزائر بحكمة وهدوء في الاتجاه الصحيح، وما اللحمة الوطنية التي باتت سمة الجزائريين إلا دليل على قوة الرجل، ونحن متفائلون بدور الجزائر في دمقرطة المغرب العربي لما تتمتع به من قدرات وكفاءات محنكة في مختلف الميادين، وهنا أود أن أشير إلى أمر مهم تتجاوزه عدة أطراف عن قصد، وهو أن الجزائر أول بلد سعى إلى إحداث التغيير والانفتاح الديمقراطي واستبق جميع الدول العربية.