تحت عنوان "رسائل برقية الى عبير" كتب الناشط السياسي سمير عبد الله تدوينة على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي موجها لها من خلالها عديد "الأسئلة الحائرة" ، حول اختزال الحزب الدستوري الحرّ في شخصها فقط واحتلالها كل المنابر في ظل غياب بقية قيادات الحزب وغيرها من المسائل التي تطرح نقاط استفهام "حارقة". وفي ما يلي نص التدوينة: رسائل برقيّة الى عبير : 1- الحزب الدستوري الحرّ يختزل في شخصك فقط ..حتّى أنّ الجميع يتحدّث عن " حزب عبير" ..أين هيّ بقيّة قيادات الحزب ؟..لماذا لا نراها في الاعلام تتحدّث وتناقش وتجادل ..؟؟ لماذا أنت بالذّات تحتلّ كلّ المنابر ؟ أين هوّ تعدّد الآراء والمقاربات داخل الحزب ؟ 2- بورقيبة ثمّ بن علي زجّا بالاسلاميين في السّجون ..لكن هل حلاّ المشكل ..هل انتهى التيّار الاسلامي وفكره من البلاد..؟ حدث العكس تماما ..النهضة استثمرت وضع الضحيّة والاضطهاد داخليّا ودوليّا ..واستقوت وزادت انتشارا وتمكّنا..وكل الأنظمة العربية التي واجهتهم بالقمع والمحاكمات فشلت في " استئصالهم" .. القمع ليس هوّ الحل ..والفكر يواجه بالفكر..الرجعية تواجه بالتقدّم ..والظّلام يواجه بالنّور وتجذير الحداثة..وفي كلمة الصّراع معهم لا يمكن أن يكون الاّ سياسيّا وفكريّا ..ولا بديل آخر.. 3- دستورنا ليس كلّه سيّء ..هوّ كرّس الحقوق والحريّات وهذا مكسب هام ..لكنّه يتوجّب اصلاحه في باب النظام السياسي لارساء الدّولة القويّة العادلة تغيير الدستور يستوجب أغلبيّة الثلثين ..يعني يفرض ضرورة التحالف مع القوى الأخرى في البرلمان ..وانت ترفضين هذا التحالف من حيث المبدأ ..لأنّك تعتبرين كل تلك القوى " متواطئة ومدّت أيديها للنّهضة" ..!! ثمّ ألا تعلمين أنّ القانون الانتخابي لا يسمح لحزب واحد بالاستئثار بالأغلبيّة ؟ النّداء في أوج قوّته في 2014 وتعبئة الشارع لفائدته لم يحصل الاّ على 86مقعدا يعني بعيدا عن أغلبيّة ال 109 مقاعد 4-نعم النّظام السّابق حقّق مكاسب اقتصاديّة واجتماعية لكنّه ارتكب أخطاء في الحريّات وحقوق الانسان وفي ارساء منوال تنمية غير عادل بين الجهات والفئات ..والقيام بقراءة نقديّة لتاريخنا ليس ب " قلبان فيستة" ..بل واجب وشرط أساسي لتقدّم الأمم واستخلاص الدّروس من أخطائها ..أين هيّ هذه القراءة النقديّة ؟ 5- نختلف فيما حدث في 14 جانفي : ثورة أو انتفاضة أو انقلاب ..لكن لا بدّ من الاقرار أنّ في ذلك التاريخ حدث زلزال تاريخي وسياسي واجتماعي في تونس .. تونس تغيّرت..وعقارب الساعة لن تعود الى الوراء ..والتاريخ لن يعيد نفسه الاّ في شكل مهزلة 6- من حقّك أن ترفضين المنظومة الحاليّة ..وأنا أنتقدها وبجرأة وشجاعة : الفساد- الانتهازيّة - تهميش الكفاءات ..خيارات اقتصادية واجتماعية خاطئة ولم تستجب لطموحات الشعب ..لكن لا بدّ من الاقرار أن تلك المنظومة وفّرت فضاء واسعا من الحريّات جعلت من تونس الأولى بل الوحيدة عربيّا في هذا المجال ..وتلك الحريّات هيّ التي مكّنتك من الانتشار الواسع في الاعلام ومن تأسيس حزب و حق تنظيم الاجتماعات والترشّح للانتخابات ..ولنكن صادقين مع أنفسنا : هذا لم يكن متاحا لا لك ولا لأي مواطن تونسي في ظلّ النّظام السابق.. 7- التونسي والناخب التونسي بالخصوص ملّ من النّظر الى الوراء..الى ال rétroviseur ..تونس في أمسّ الحاجة الى النّظر الى المستقبل ..التونسي ينتظر حلولا لواقعه ومشاغله : الصحّة- التعليم- النّقل- المقدرة الشرائية - غلاء الأسعار -.. التونسي ينتظر حلما كبيرا لتونس جديدة متقدّمة ومتصالحة مع ذاتها وتاريخها /