أدى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي بعد ظهر اليوم زيارة إلى مصنع مارتاك (جال قروب سابقا) بمنزل بورقيبة وذلك في إطار الاطلاع على وضعية عمال القطاع الخاص مثل كان الحال مع القطاع العام في السنة الماضية ، وتوجيه رسالة الاتحاد في دعمه للاستثمار الأجنبي بالبلاد شريطة احترامه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، وتأكيد مساندة الاتحاد لكل تجربة استثمار ناجحة. وأعرب الطبوبي عن اعتزازه وتقديره للحشد العمالي الرائع والتشكيلات النقابية الحاضرة في الاجتماع ، مؤكدا أن ذلك ليس غريبا عن نضال مدينة منزل بورقيبة الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ تونس ، وأن الحديث عن منزل بورقيبة يستدعي حتما الحديث عن عاصمة الجلاء، ومعارك التحرير ، والشهداء الذين سقطوا تراب الوطن بدمائهم الزكية ، وحملونا أمانة تاريخية . ورغم ثقل المسؤولية فنحن نتحملها بكل قوة من أجل الأمن الغذائي وكرامة المواطن وأنه لا خوف على تونس رغم صعوبة الوضع الذي تمر به البلاد ، مادامت هذه الإرادة الشعبية موجودة ،وهذه الإرادة العمالية؛ ولأن التونسيين لهم من الوعي والذكاء والإرادة ما يمكنهم من تحكيم صوت العقل والحكمة دائما، ونبذ العنف . وتطرق الطبوبي إلى تاريخ الاتحاد العام مذكرا بنضالات رجاله قيادة وقواعد ، في التحام رائع قائم على قاعدة الوفاء والإخلاص والصدق والنضالية، فكان الجميع يدا واحدة وإرادة واحدة ، اقتناعا بأن الحقوق تفتك ولا تعطى ، وأنه ما ضاع حق وراءه طالب . وأن الاتحاد خلق من رحم الشعب، وبني على ثوابت وطنية أساسية، وأن الانتماء إليه شرف فما بالك بتحمل المسؤولية في صلبه. من أجل ظروف عمل عادلة وأكد الطبوبي أن الاتحاد العام كما يساند الاستثمار الذي يسهم برأس المال ، يساند العمال الذين يمثلون قوة الإنتاج، وأن الاتحاد يقف إلى جانب المؤسسات التي تحترم القانون ، فتوفر ظروف عمل عادلة، والتغطية الاجتماعية للعاملين بها. وأن صورة التناغم بين المؤسسة والعمال هي الصورة التي نريدها لتونس أمام المستثمرين الأجانب؛ لأنها تمثل الماركتينغ الحقيقي . فالاتحاد داعية خير ، يدعم الاستثمار ولكن لا يسمح لأي كان أن يهين العامل أو يمس كرامة المواطن التونسي ، وذكر الطبوبي في هذا السياق بالمثل العربي "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ". وأنه يحيي بالمناسبة إدارة مصنع "مارتاك" التي تكرس الحوار الاجتماعي . وأكد كذلك أنه التقى منذ أسبوع رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد، وتلقى منه وعدا بأن تتمتع مؤسسة مارتاك بالتمييز الإيجابي في قانون المالية 2019. وقال : إن هذه المؤسسة تستحق الدعم فدعمناها،وكما ندعم المؤسسة فإننا ندعم استحقاقات العمال والعاملات. المعركة الاجتماعية متواصلة وتطرق الطبوبي إلى الجهات التي تتهم الاتحاد بالمطالبة بالزيادة في الأجور رغم صعوبة الوضع الذي تمر به البلاد ، فبين زيف هذا الادعاء ؛ لأن الاتحاد لم يطالب بالزيادة في الأجور، وإنما بتحسين المقدرة الشرائية، وأنهم لم يردوا نسبة 10% مما خسرنا من المقدرة الشرائية، ولذلك فإن المعركة الاجتماعية متواصلة ؛ لأننا نرفض تلاعب الحكومات المتعاقبة بمشاعر التونسيين الذين انتخبوها بناء على وعود قطعوها لهم .ولما أتحمل انا مسؤوليتي كاتحاد، فعلى الحكومات أن تتحمل مسؤوليتها كذلك؛ لأن خلاف ذلك يولد أزمة ثقة . فعندما أمضينا الاتفاقيات تعهدت الحكومة بمراقبة الأسعار ومقاومة الاحتكار والتهريب والفساد . وبين الطبوبي أن النهوض بالاقتصاد يتطلب كذلك العدالة الجبائية، إلا أن 75% منها تتأتى من العاملين بالفكر والساعد. وقد صرحت سيدة من أحد الأحزاب السياسية ، وقد كانت واضحة وصريحة ، أن تونس لن تكون في المستقبل الراعية والحامية لمواطنيها والمتمثلة لمسؤولياتهم، وهذا يعني رفع الدعم . وقال الطبوبي انهم يتهموننا بتشجيع العامل على عدم الإنتاج، في حين أن الإنتاج والإنتاجية يرتبطان بعوامل متعددة ومنها ظروف العمل والنقل والأكل وغيرها. هذا موقفنا من الانتخابات وأكد الطبوبي ان الاتحاد سيسهم في الانتخابات القادمة لوجستيا باعداد ثلاثة الاف مراقب ، وأنه سيساند من ستتقاطع برامجه مع برامج الاتحاد العام ، مذكر بأن أول حكومة في عهد الاستقلال اعتمدت برنامج الاتحاد العام . وحذر الطبوبي من العزوف عن الانتخابات، والتأثر ودعا إلى التسجيل والتصويت في الانتخابات القادمة ، وأنه سيضع برامجه على منصة الكترونية . وأضاف قائلا : إن معركتنا كذلك تتعلق بالسيادة الوطنية، والاستقلالية الوطنية. تونس دولة مستقلة ، ولكن مازالت أطراف خارجية توجهنا حيث تريد ، والاتحاد العام التونسي للشغل هو الوحيد الذي كان واضح الكلمة ، فقلنا للسفراء الزموا أماكنكم؛ فنحن شعب له كرامة وله تاريخ ونضالنا مستمر . وأن تونس هي أجمل بلد لشعبها وأرضها وثرواتها، وأن الثروات المادية تفنى ، ولكن الثروة البشرية باقية. لن نرشح العباسي وردا على سؤال "الصباح نيوز" إن كان الاتحاد العام التونسي للشغل سيرشح فعلا حسين العباسي للانتخابات الرئاسية القادمة نفى الطبوبي ذلك. وأكد أنه سيتم عقد ندوة وطنية أيام 2و3و4 ماي القادم حول شكل مشاركة الاتحاد في الانتخابات القادمة. وفي حديثه عن إغلاق قناة نسمة قال الطبوبي إنه يرفض اعتماد سياسة المكيالين في تطبيق القانون . إنه لمن الغريب وفق ما قيل لي أنه لم يتم تطبيق القانون منذ 4 سنوات، واليوم طبقوه على قناة ، ولم يطبق على غيرها ؛ لأن وراءهم طرفا سياسيا . إننا نريد في دولة القانون والحريات تطبيق القانون بالعدل والانصاف، ودون انتقاء.