بطريقة مفاجئة ودون سابق إنذار، تم رسميا إيقاف العمل مع الشركة المكلفة بالتصرف واستغلال مصب برج شاكير بمنطقة سيدي حسين السيجومي بداية من يوم 1 جويلية الجاري. وعلى خلاف ما جرت به العادة اتخذ القرار دون اصدار طلب عروض لاستغلال المصب من قبل شركة جديدة او حتى ضبط او تحديد بديل ظرفي لها. ايقاف للخدمات وجد معه 70 عاملا وموظفا انفسهم دون مرجع نظر، وليس لهم اية فكرة عن مؤجرهم لشهر جويلية والاشهر القادمة.. يعملون بالحد الادنى ليس لهم أي آلات للتصرف في النفايات، في نفس الوقت حالة العطالة التي دخل فيها مصب برج شكير اكبر مصب للفضلات في تونس، يرجح ان يكون لها الاثر الكبير على الوضع البيئي في مدن تونس الكبرى، اريانة ومنوبة وتونس العاصمة وبن عروس خلال الايام القليلة القادمة فهو المصب الذي توجه له فضلاتهم اليومية.. وتؤكد التجارب السابقة ان أي تعطل في دورية عمل مصب برج شاكير من شانه ان يشكل الازمة على مستوى حالة النظافة وانتشار الاوساخ والتصرف في النفايات في المدن الاربع. مصدر من الشركة المتخلية التي كانت مكلفة بالتصرف واستغلال مصب برج شاكير افاد "الصباح"، ان الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات كانت قد قدمت مقترحا للتمديد في مدة الاستغلال ل8 أشهر إضافية لكن بطريقة مفاجئة، تم ايقاف التعامل مع انتهاء العقد الذي يمتد على سنتين وينتهي يوم 30جوان 2019. ودون وضع أي بديل تُرك المصب أمام المجهول وهو ما دفع على ما يبدو بشيخة مدينة تونس إلى إصدار بلاغ استباقي لامكانية حدوث طارئ في تجميع الفضلات.. اما بالنسبة لعمال وموظفي مصب برج شاكير، فقرار إنهاء التعاقد مع الشركة، كان ارتجاليا عشوائيا، لم يأخذ بعين الاعتبار الازمة الاجتماعية التي يمكن ان يخلفها.. فبين ليلة وضحاها وجد 70 عاملا وموظفا أنفسهم في وضع ضبابي لا يعلمون من هو مؤجرهم او لفائدة من يعملون.. أمام نقص حاد في التجهيزات والآليات الضرورية للعمل خاصة وان المصب بصدد استقبال ما بين 3 آلاف و3.5 ألاف طن من الفضلات يوميا منذ 5 أيام دون القدرة على حسن استغلالها ورسكلتها او ردمها.. وحسب ما توصلت له "الصباح" من معطيات، فقد تم اتخاذ قرار إنهاء التعاقد مع الشركة المستغلة لمصب برج شاكير من قبل وزير الشؤون المحلية والبيئة على خلفية الحريق الذي جد بداية الشهر الفائت (بين 4 و5 جوان 2019) في المصب.. وفي المقابل لم تصدر الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات خلال الفترة الماضية كراس الشروط التي على اساسها يفتح طلب عروض من اجل اعتماد شركة جديدة للتصرف واستغلال المصب بدل المتخلية والتي تنتهي مدة عقدها يوم 30 جوان 2019. وفي تصريح ل"الصباح" اوضح بدر الدين الاسمر مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، ان العقد المبرم مع الشركة انتهى بطبعة يوم 30 جوان، ولم يقع التمديد لها نظرا لانه لم يتم احترام عدد من البنود في العقد المبرم معها وخيرت الوكالة ووزارة الشؤون المحلية والبيئة عدم التمديد، ومن المنتظر ان يصدر اليوم طلب العروض الجديد الذي على اساسه سيفتح باب المنافسة من جديد فيما يهم استغلال مصب جبل برج شاكير ليتم لاحقا اختيار الشركة الجديدة وتنطلق في العمل رسميا بداية من يوم 1 سبتمبر 2019. وذكر بدر الدين الاسمر ان شركة عمومية ستتكفل بتسيير المصب خلال شهر جويلية واوت وستعمل الوكالة خلال الفترة القادمة على توفير كل التجهيزات والآليات المطلوبة من اجل حسن تسيير العمل داخل المصب وتجويد الخدمات التي يوفرها. وطمأن مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، عمال وموظفي برج شكير، مؤكدا انهم احد ركائز المصب وان الدولة لن تسمح بان يلحقهم أي ضرر كان.. وهي ملتزمة بالاتفاقية الاطارية التي ينضوون ضمنها منذ 2014.. وبين ان الدولة قد اخذت كل الاحتياطات اللازمة فيما يهم مصب جبل برج شكير وهي تتحمل المسؤولية كاملة في حسن تسيير المصب والتصرف في النفايات خلال الفترة القادمة. وللاشارة أنشئ مصبّ جبل برج شاكير سنة 1999 ويعتبر أكبر مصبّ نفايات في تونس يمتدّ على أكثر من 120 هكتارا كانت في السابق مساحة مزروعة بأشجار الزيتون واللوز والحبوب. تصله يوميّا شاحنات محملة بفضلات ليتكدس فيه سنويا مليون طن من النفايات المختلطة. ريم سوودي