تزامن ترشح منتخبنا الوطني لكرة القدم الى المربع الذهبي لكأس الأمم الافريقية بمصر مع نتائج الباكالوريا و"السيزيام" ، ليلقي هذا التزامن ظلال الفرح على التونسيين ، بعد ليلة ليست ككل الليالي تعالت فيها الزغاريد في البيوت ، واحتفلت فيها الجماهير التونسية في مختلف المدن الى ساعة متأخرة بإنجاز "العبور" . لا حديث هذا الصباح الا عن الانجاز الذي حققه منتخبنا الوطني بعد اقتلاعه مساء أمس بملعب السلام بالقاهرة بطاقة التاهل إثر مباراة بطولية وانتصار بثلاثية تاريخية وضعت حدا للأحلام الملغاشية ، لتفتح الأبواب على مصراعيها أمام نسورنا الذين كانوا في مواجهة أمس "كواسر جارحة" شرسة على الميدان، لا تساوم في كسب الرهان . منتخبنا الذي وصفوه ب"منتخب التعادلات" انتفض في الدور الثاني وقلب المعطيات ليظهر في ثوب مختلف وأداء مغاير وروح أخرى ، وبعد استماتته وأدائه المقنع ضد منافس عتيد في حجم المنتخب الغاني ارتقى مردود وعطاء زملاء وهبي الخزري ضد منافسهم الملغاشي إلى درجة التميز ، ليكذبوا تكهنات كبار المحللين وأبرز المختصين المتابعين لهذه النهائيات باعتبار أن لا أحد راهن على بلوغهم مربع الذهب ، لاسيما بعد بدايتهم الباهتة والمتذبذبة في الدور الأول ، وعجزهم على تحقيق ولو انتصار يتيم. زغاريد الفرح دوت في كل زاوية ومكان من بنزرت إلى بن قردان ، لتتواصل الاحتفالات الى آخر الليل على كل الألوان ، من جمهور متعطش للفرح لم يسعد بترشح منتخبه إلى هذا الدور منذ 2004 ، انستهم التجاذبات والصراعات وتبادل الاتهامات والمناوشات ، التي يعيش على وقعها التونسيين "صباحًا مساءً وقبل الصّباحِ وبعد المساءِ ويوم الأحدْ" على عبارات المبدع الراحل محمد الصغير أولاد أحمد . اليوم وقد كبر الحلم بتحقيق عناصرنا الوطنية لانجاز جديد الأحد المقبل بكسب بطاقة العبور الى نهائي كأس القارة السمراء ، رغم قوة منافسنا السنغالي وشراسة أسود التيرنغا ، فان الجماهير التونسية ستعد الساعات لموعد المباراة على أمل آداء بطولي جديد ، حتى تعيش على إيقاع فرحة أكبر وإنجاز أفضل ، مادام المستحيل ليس تونسيا .