تعيش منطقة جبل الشعانبي من ولاية القصرين منذ أوائل الاسبوع الماضي على وقع أحداث جعلتها محط أنظار جميع التونسيين . حيث جدّ يوم الاثنين الماضي ،انفجار لغم خلف إصابات ل3 أعوان من الحرس الوطني والجيش بينهم عون حرس بترت ساقه والذي صرح بعد العملية أنهم كانوا على علم قبل صعودهم للجبل بأنه ملغم وبالرغم من ذلك خاطروا بحياتهم وقاموا بعمليات التمشيط مشيرا الى انه يفضل إصابته هو على إصابة احد المواطنين وقال عون الحرس في تصريحات اعلامية ان المجموعات المسلحة المتحصنة بالفرار بالجبال يهددون امن البلاد مبينا ان بعض المواطنين يساندونهم وهو شيء خطير وهم يسيطرون على قرية صغيرة ويتدربون فيها وتتالت بعد ذلك الانفجارات حيث ، جدّ بعد الانفجار الاول بيوم، انفجار لغمين اخرين تسببا في اصابة اكثر من 10 اعوان حرس وجيش ووصل الامر الى بتر ارجل بعضهم وكانت اخر الاعتداءات التي تعرض لها أعوان الحرس والجيش الوطنيين ، اليوم، حيث وحسب المعطيات الرسمية التي تحصلت عليها "الصباح نيوز" من مصادر امنية وطبية بمستشفى القصرين تفيد بانفجار لغم رابع بجبل الشعانبي خلف 4 اصابات تراوحت بين بتر الارجل واصابات على مستوى العينين والراس . وفيما يتعلق بموقف وزارة الداخلية ، صرح ، محمد علي العروي ،في وقت سابق من الاسبوع المنقضي بان الجماعات الارهابية المتحصنة بجبال الشعانبي هي بالاساس مجموعتين، واحدة في جبل الشعانبي وتضم 15 شخصا والثانية تضم 20 شخصا في ولاية الكاف قرب الحدود الجزائرية". وحول القاء القبض على اطراف مورطة مع الجماعات الارهابية قال العروي انه تمّ إلقاء القبض خلال عمليات التمشيط المتواصلة منذ ديسمبر 2012 على 37 عنصرا خطيرا تمّ إيداعهم على ذمّة القضاء، مؤكدا أنّه تمّ أيضا الكشف عن مخابئ عديدة للسلاح لكنّ الوحدات المختصّة تفضّل عدم كشف التفاصيل لدواع أمنيّة. يجدر التوضيح ان جبل الشعانبي يعتبر فضاء غابيا تتوفر فيه شروط يبحث عنها الارهابيين مثل المخبأ اضافة الى انه شريط جغرافي رابط بين تونسوالجزائر ويساهم في مرونة الحركة بين تراب البلدين المتجاورين تبعا لنسق الضغط الامني من هذا الجانب أو ذاك ويشار الى أن هذا الشريط الحدودى يمتد على طول حوالي 45 كلم مناطق ولاية تبسةالجزائرية وعلى عرض 25 كلم توغلا في عمق التراب التونسي وأساسا عديد مناطق ولاية القصرين سيما معتمدية فوسانة وفي هذا الإطار يربط جبل الشعانبي العديد من القرى نذكر منها بالخصوص قرية البراطلية والدغرة ويتصاهر أبناء هذه القرى فيما بينهم وهم ينتمون الى عشائر لها ارتباطات تاريخية بالمنطقة على غرار أولاد القاهرى و اولاد السمعلي وأولاد القرمازى وقد جعلت هذه العوامل من المجال أكثر تماسكا وملتحما في اتجاه نشاط اقتصادى واحد هو التهريب الملجأ الوحيد في ظل غياب النشاط الفلاحي والصناعي بهذه المنطقة ويرجح العديد متساكني الجهة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن تكون هناك علاقة موضوعية بين الجهاديين وعدد من المهربين خاصة في ظل الوضع الامني الذى وصفوه بالهش ويعتبرون أن الاحداث التي جدت تمثل انحرافا خطيرا يجب التصدى مؤكدين على ضرورة السيطرة على المسالك التهريبية التي يمكن أن تكون مصادر تمويل لهذه الجماعات كما سجل المتساكنون بمنطقة بولعابة وهي قرية محاذية لجبل الشعانبي تحركات غير عادية في الايام الفارطة اذ لاحظوا زيارات أشخاص غرباء عن القرية كما رجحوا وجود بعض الافراد الذين يؤمنون تزويدهم بالمواد الغذائية وبالدعم اللوجستي وقال بعضهم انهم ينسقون مع وحدات الامن المتمركزة بالمنطقة من أجل الوصول الى هؤلاء الاشخاص وانهم لن يبخلوا بمد أعوان الامن بأية معلومات متاحة وذلك حفاظا على سلامة المنطقة من خطر الارهاب ومن أجل التصدى لكل من يريد الاضرار بالبلاد مؤكدين أنه رغم وضع البطالة المستشرى في المنطقة فانهم سيدافعون على راية الوطن مهما كان الثمن. ولسائل ان يسال عن دور الجزائر في الموضوع ومدى مساهمتها نظرا لانها الاقرب جغرافيا الى منطقة الصراع،فقد أعلنت اليوم قيادة الجيش الوطني الشعبي بالجزائر حالة الطوارئ القصوى، وذلك تحسباً لأي تسلل لمتشددين من تونس كما ان أجهزة الأمن الجزائرية رصدت منذ أيام أن الإرهابيين الذين تسللوا من ليبيا إلى تونس طلبوا من قيادة الجماعات الإرهابية بالجزائر الدعم لفك الحصار عليهم في ولاية الكاف. وللحيلولة دون تسلل هؤلاء إلى الجزائر أو إلى تونس تم تشديد الحراسة والدفع بقوات الجيش إلى الحدود عبر كل الولاياتالشرقية من ولاية تمنراست جنوباً إلى ولاية الطارف شمالاً، كما تم استعمال طائرات حربية لمسح الحدود". ونختم بتصريح الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الوطني العميد مختار بنصر والذي خص به "الصباح نيوز" حيث أكد أن الخسائر البشرية في صفوف الحرس والجيش لن تثنيهم عن مواصلة عملية التمشيط والكشف عن المجموعات الإرهابية.. وأضاف قائلا:"نحن مصرّون على مواصلة العمل.. وهذه ضريبة الدفاع عن الوطن وأنهم في عملية حرب ضدّ المجموعات المتحصنة في جبل الشعانبي وليس بإمكانهم التراجع الآن".