حقق النادي الصفاقسي فوزه الأول في الموسم وأطاح بمتصدر الترتيب في أعقاب مباراة شيقة. تألق الملعب التونسي في التغطية في وسط الميدان وفي نسج هجمات معاكسة خطيرة بينما فعل أصحاب الأرض كل شيء لكنهم انتظروا 83 دقيقة لتسجيل أول هدف لهم في الموسم. رامي الجريدي، حارس الملعب التونسي، كان أفضل لاعب في المباراة بتصديه لفرص لا تحصى وتسديدات من كل الزوايا وكان فعلا أسدا في عرينه ومن سوء حظه أن هزيمة فريقه تزامنت مع إصابة خطيرة غادر بسببها الميدان إثر هدف حمدي رويد. الإصابة نتجت عن احتكاك بين هذين اللاعبين في كرة الهدف الثاني لكن رويد، والحق يقال، لا يتحمّل أية مسؤولية في إصابة الجريدي لأنه سدد الكرة برأسه قبل حصول الالتحام ولأن الجريدي خرج للتصدي للكرة بصفة متأخرة. سجل هدف البقلاوة المهاجم محمد السليتي (72) بعد مجهود ذكي داخل المنطقة وتسديدة قوية جدا. وعدّل لأصحاب الأرض فاتح الغربي (83) الذي كان طليقا في منطقة الملعب التونسي وسدد بساقه اليسرى كرة أرضية قوية جدا في الزاوية القريبة قبل أن يضاعف حمدي رويد النتيجة للنادي الصفاقسي بتسديدة رأسية من بعد أمتار قليلة بعد مخالفة نفذها ماهر الحدّاد بذكاء خلف المدافعين. الفوز أنقذ عديد الرؤوس في النادي الصفاقسي وخاصة المدرب الألماني رينهارد شتومبف الذي نكاد نجزم أن التعادل أو الهزيمة كانا سيرميان به خارج صفاقس بعد المباراة مباشرة. أمّا الملعب التونسي، فمن غير المقبول أن ينسى أنصارها المستوى الجيد الذي قدّمه لاعبوها اليوم ومنذ بداية الموسم وأن يركّزوا على التغييرات التي قام بها نبيل الكوكي يعد هدف السليتي وقبيل هدفي النادي الصفاقسي. وإجمالا، "افتكّ" النادي الصفاقسي فوزا صعبا وغاليا ومستحقا لكن "البقلاوة" كانت تستحق نقطة على الأقل. ورغم بعض المناوشات بين اللاعبين ورغم اندفاعهم المبالغ فيه أحيانا، في ظل صمت غريب من حكم اللقاء نبيل عقير، إلاّ أن مباراة اليوم كانت من أفضل ما شاهدنا لا هذا الموسم فحسب بل منذ مواسم.