حذر اطباء مختصون في التغذية ومنظمة الدفاع عن المستهلك من خطورة استهلاك المياه المعدنية المعروضة تحت اشعة الشمس وفي درجات حرارة مرتفعة. ونبهوا خلال يوم تحسيسي التام الجمعة بالعاصمة ببادرة من منظمة الدفاع عن المستهلك حول ظروف حفظ ونقل وعرض المياه المعدنية الى التداعيات الصحية الناجمة عن اساليب نقل وعرض المياه المعدنية تحت اشعة الشمس وفي درجات حرارة مرتفعة او بيعها على قارعة الطريق في الفضاءات غير المنظمة. وحثوا المستهلكين مع حلول فصل الصيف خاصة على عدم اقتناء المياه المعدنية من الاكشاك والدكاكين والفضاءات التي لا تحترمالطرق الصحية في عملية عرض وبيع هذه المياه. وصرحت اكرام بوصفارة من الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه ان الديوان وبمعية الاطراف المعنية بصدد اعداد مشروع كراس شروط خاص بضبط معايير النقل والخزن والعرض قصد بيع المياه المعلبة المعدة للاستهلاك البشرى مشيرة الى ان المشروع في طور المصادقة من طرف وزارة الصحة. وشدد سليم سعد الله النائب الاول لرئيس منظمة الدفاع عن المستهلك على ان ظاهرة بيع قوارير المياه المعدنية من طرف العديد من الاكشاك والدكاكين على قارعة الطريق تفاقمت بشكل ملحوظ خلال السنتين الفارطتين في ظل عدم توفر الرقابة اللازمة. واقترح للغرض امكانية تغليف القوارير المياه المعدنية بغلاف كرتوني لحمايتها من اشعة الشمس مشيرا الى ان كلفة الغلاف الواحد التي تبلغ 65 مليما يمكن عدم حملها على المستهلك من خلال عرض ومضات اشهارية عليه. وافاد رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك لطفي الخالدي من جانبه ان العديد من المحلات تعمد الى نشر قوارير المياه المعدنية على معدل مساحة 50 مترا مربعا على قارعة الطريق تحت اشعة الشمس الحارقة والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة بما قد يوثر بشكل كبير على جودة المياه. وابرز ان المياه المعدنية تظل معروضة لاكثر من اسبوعين في الهواء الطلق وعرضة للحرارة الامر الذي قد يساهم في فقدانجودتها. ودعت الدكتورة رنا الغيلوفي من المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية المستهلك الى عدم اقتناء قوارير المياه المعدنية التي تحمل علامات تكسير او تلك التي تتضمن جسيمات عائمة وظاهرة للعيان داخلها. واقرت بان الظروف الحالية لنقل وعرض قوارير المياه المعدنية لا تحترم المواصفات المعمول بها موصية بوجوب فحص القوارير مليا ومراقبة تاريخ تعليبها والتاكد من انها محفوظة في اماكن باردة تحترم مواصفات التخزين الجاري بها العمل على مستوى التوزيع. ونبه الدكتور عبد المجيد عبيد مختص في التغذية الى مخاطر تعبئة المياه المعدنية في قوارير بلاستيكية تمت عادة رسكلتها محذرا من ان عرض قوارير المياه المعدنية تحت اشعة الشمس الحارة قد يودى لاحقا الى ادخال تغيرات على مذاق المياه وحتىتركيبتها من خلال ظهور مخاطر كيميائية وميكروبيولوجية جرثومية وفق رايه. ونفت الدكتورة ثريا عطية من الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتوجات في هذا الصدد قطعيا مسالة تعليب المياهالمعدنية في قوارير بلاستيكية تمت اعادة رسكلتها ملاحظة ان منظومة المياه المعدنية في تونس مهيكلة وتحترم المواصفات خاصة على مستوى الوحدات. في المقابل اعتبرت ان الاشكال الحقيقي حسب رايها مرتبط بوجوب تطبيق القانون خاصة في الجانب الرقابي على مستوى البيعللمستهلك. ودعت منظمة الدفاع عن المستهلك الى مزيد التركيز على ترشيد الثقافة الاستهلاكية للمواطن التونسي. وكشفت من جانب اخر ان الوكالة بالتعاون مع الجهات المختصة بصدد الاعداد لمنظومة يقظة غذائية تتولى رصد الاخلالات مسبقا حتى يتسنى لها اتخاذ القرار بسحب المنتوج الغذائي من السوق في حالى تسجيل اخلالات قد تضر بصحة المواطن. وبلغ الانتاج من المياه المعدنية سنة 2012 حوالي مليار لتر في حين يقدر معدل الاستهلال الفردي السنوي من المياه المعدنية بنحو 106 لترات فيما يصل معدل الاستهلاك الشهري في فصل الصيف قرابة 110 ملايين لتر من المياه المعدنية.