تونس-الصباح : مرت عدة أشهر منذ الإعلان عن قرب إصدار كراس شروط متعلق بتنظيم نقل وطرق خزن المياه المعلبة الذي يهدف إلى ضمان ظروف أفضل لخزن ونقل المياه المعلبة تستجيب لمعايير السلامة الصحية. فضلا عن تشديد إجراءات مراقبة عمليات نقل المياه المعلبة. في الانتظار تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة نقل المياه المعلبة بطرق لا تحترم قواعد السلامة الصحية. وكان من المنتظر أن يصدر كراس الشروط المذكور خلال السنة الماضية، وقد أعزت مصادر ل"الصباح" في مقال سابق أن تأخر صدوره كان لأسباب فنية إجرائية تتعلق أساسا بالتحوير الحاصل في الجهة المشرفة على قطاع المياه المعدنية. بما أن ديوان المياه المعدنية أصبح يخضع منذ أوت 2008، لإشراف وزارة الصحة العمومية وذلك تحت أمر عدد 2864 لسنة 2008 مؤرخ في 11 أوت 2008.. لكن ها أن الصيف على الأبواب، ودرجات الحرارة على أشدها، والأهم هو في استمرار فيالق الشاحنات التي تنقل المياه المعلبة دون أدنى احترام لمعايير السلامة من أبرزها تغطية المياه بغطاء واقي من أشعة الشمس، والنقل أثناء الأوقات المسائية أو أثناء الليل. غير أن الملفت للانتباه ومع تزايد الشكوك إزاء عدم وجود بوادر لإصدار كراس الشروط المذكور الذي من شأنه ردع المخالفين وحماية المستهلكين، وضمان وصول المنتوج إلى المستهلك او إلى صغار الموزعين في ظروف نقل صحية، تزايدت في الآونة الأخيرة وعلى جميع الطرقات ظاهرة نقل المياه البلاستيكية المعلبة في وضح النهار وتحت اشعة الشمس الحارقة، دون عناء تغطيتها أو حمايتها من أشعة الشمس. علما وأن تعريض قوارير المياه المعلبة للشمس ليس فقط يفقدها خصائصها من حيث جودتها ونقاوتها، لكن أيضا تتعرض للتلف ويصبح استهلاكها خطرا على صحة المستهلك. ضرورة نقل المياه أثناء الليل يذكر ان من بين ملامح الإجراءات الجديدة التي تضمنها كراس الشروط المذكور التشديد على ضرورة نقل المياه المعلبة من وحدات الانتاج أثناء الليل وتغطية قوارير المياه بغطاء يضمن عدم تعرضه للشمس وخزنها في مكان جاف وخال من الرطوبة بعيدا عن مواد ملوثة أو مواد غذائية أو سلع أخرى مهما كان نوعها..كما سيتم تمكين أعوان المرور من حجز الشاحنات أو العربات في صورة مخالفتها للقواعد الصحية لنقل المياه المعلبة.. جدير بالذكر في هذا السياق أن إعداد كراس الشروط لنقل وخزن المياه المعلبة، سبقه قيام اللجنة الوطنية لمراقبة قطاع المياه المعلبة التي تضم عدة أطراف وهياكل ذات العلاقة، بدراسة ضافية للتجاوزات والنقائص الحاصلة بالقطاع وثبت أن معظمها متأت من عدم احترام ظروف نقل صحية للمنتوج من قبل الموزعين أساسا، على اعتبار أن انتاج المياه المعلبة يخضع لكراس شروط يضبط تنظيم واستغلال وانتاج المياه المعلبة. ومن المعروف، أن نقل المياه المعلبة دون اتخاذ إجراءات سلامة صحية تضمن حماية قوارير المياه من التلف خاصة بسبب أشعة الشمس الحارقة، يؤثر سلبا على جودة المياه المعدنية ويمكن أن يؤدي إلى ضرر بالغ بصحة المستهلك. وهو ما يحتم الإسراع بإصدار كراس الشروط ينظم نقل وخزن المياه المعلبة وخاصة أن الصيف على الأبواب ودرجات الحرارة شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال هذه الفترة. كراس شروط ومواصفات تونسية جدير بالذكر أن مراقبة قطاع المياه المعدنيّة الحارّة والباردة تخضع لكرّاس شروط ولمختلف المواصفات التونسيّة على غرار كرّاس الشّروط المصادق عليه بمقتضى قرار من وزير السّياحة والصّناعات التقليديّة، مؤرّخ في 08 مارس 2004 والذي يضبط الشّروط العامّة لتنظيم الاستغلال والإنتاج بقطاع المياه المعلّبة. والمواصفة م.ت 09.33 (1993) الصّادرة عن وزير الصّناعة لسنة 1997 المتعلّقة بالمياه المعدنيّة الطّبيعيّة التي أثبتت الدّراسات خصائصها ومنافعها الطبيّة، والمواصفة م.ت 09.83 (1993) الصّادرة عن وزير الصّناعة لسنة 1997 المتعلّقة بالمياه المعلّبة حسب الثّلاثة أصناف (مياه عيون طبيعيّة، مياه العيون ومياه الطّاولة)، والمواصفة م.ت 15.23 (1983) المتعلّقة بتأشير الموادّ الغذائيّة المعبّأة وعرضها. 19 وحدة تعليب ويتمّ حاليا استغلال 19 منبع مياه معدنية باردة في مشاريع تعليب مياه و50 منبع مياه ساخنة في مشاريع محطات استشفائية وحمامات معدنية. وتبلغ طاقة الإنتاج الجملية لوحدات التعليب 291 ألف قارورة في الساعة وهي موزعة بين 14% قوارير بلورية و86% قوارير بلاستيكية. وبلغ الاستهلاك السنوي في سنة 2008، ما يناهز 483 مليون لتر بينما لم يتجاوز 54 مليون لتر سنة 1987. وبذلك فإن معدل الاستهلاك الفردي السنوي سجل قفزة هامة إذ مر من 4 لترات سنة 1987 ليصل إلى قرابة 66 لترا سنة 2008.