ألقى يوم أمس الإربعاء راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة محاضرة حول تجربة الإنتقال الديمقراطي في تونس نظمها مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن. وقد قدم الغنوشي معالم التجربة في تونس، مشيرا إلى أنّ حركة النهضة منذ الإنتخابات ركّزت على عامل التوافق بين الأطراف السياسية المختلفة وذلك لإدراكها بصعوبة المرحلة الإنتقالية وحتمية تظافر الجهود لإنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي، وفق ما جاء في الصفحة الرسمية للغنوشي. كما أكد أن الدستور التونسي الجديد لن يكون دستور حزب معين أو دستور أغلبية صغيرة ولكنه يجب أن يكون دستور الغالبية العظمى من التونسيين بجميع تياراتهم، مبينا أنّ ذلك يحتّم البحث على توافقات وتنازلات من جميع الأطراف حتى يجد الجميع انفسهم في هذا الدستور. وأشار إلى أنه بعد جولات الحوار الوطني بأجزائها المختلفة من حوارات بين الأحزاب وحوارات مع منظمات المجتمع المدني فإن الطريق أصبح ممهدا الآن للتوافق حول الصيغة النهائية للدستور في الأسابيع القريبة. ومن جهة أخرى، أكد أن الدستور الجديد يجمع بين قيم الإسلام من حرية وعدالة وقيم الحداثة والديمقراطية وأنه سيضمن مبدأ المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين كأرضية للحقوق والواجبات. كما تحدث راشد الغنوشي عن التحديات التي تواجهها التجربة التونسية والممثلةأساسا في التحديين الإقتصادي والأمني، مؤكّدا أن هذه التحديات هي تحديات معقدة تحتاج إلى علاجات بالاعتماد على عديد من الوسائل. وعبّر الغنوشي في نهاية محاضرته عن أمله في أن تنظم الإنتخابات القادمة في نهاية السنة الجارية و أن يشارك فيها الجميع، وأضاف : "يجب أن تكون إنتخابات شفافة وحرة ونزيهة" ودعا الغنوشي أصدقاء تونس إلى زيارتها خلال فترة إجراء الإنتخابات القادمة للمشاركة في مراقبة سيرها. وأكد كذلك أن نجاح التجربة في تونس ليس مهما لتونس فقط ولكن لجميع أرجاء المنطقة لأن تونس يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به باعتبارها أول دولة عربية مسلمة تتبنى النموذج الديمقراطي