تسارع في الأيام الماضية نسق انتشار فيروس كورونا حيث سجل حضوره في جميع قارات العالم تقريبا، وازدادت المخاوف أكثر بعد تسجيل عديد الإصابات بالفيروس بعدد من البلدان العربية، وارتفاع عدد الإصابات المسجلة في إيطاليا الى 75 حالة مؤكدة ووفاة شخصين. وفي ظل هذا الوضع، ومع اقتراب موعد عودة التونسيين بالخارج لاسيما من البلدان الأوروبية تزداد مخاطر هذا الفيروس أكثر من أي وقت مضى. وفي ظل تعدد التساؤلات، كشفت مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة «نصاف علية» ل"الصباح نيوز"، أن تونس لم تسجل أية حالة مشتبهة أو مؤكدة إصابتها بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن خطة وزارة الصحة مفعلة ومدعمة، وتونس على أتم الاستعداد لمجابهة أي طارئ فيما يخص انتشار الفيروس، وذلك من خلال تفعيل الوزارة للجنة الوطنية القارة التي أوكلت لها مهمة متابعة انتشار الفيروس الجديد والتنسيق مع ديوان الطيران المدني لمتابعة المسافرين ليس فقط الوافدين من وإلى الصين بل المسافرين من جميع أنحاء العالم. وفي سياق متصل أكدت نصاف ان ال10 تونسيين الذين تم إجلاؤهم مؤخرا من الصين في صحة جيدة، وتم رفع الحجر الصحي عنهم، بعد ان أثبتت التحاليل سلامتهم من الفيروس. واكدت أن تونس على أتم الاستعداد لمجابهة أية وضعيات محتملة بخصوص انتشار فيروس كورونا، من حيث الكفاءات والإمكانيات والخطط الوقائية، مشيرة إلى قدرة تونس على مواجهة حالات الإصابات المعزولة والإصابات المتعددة، كما أن جميع المستشفيات مهيأة ومستعدة للتعامل مع الإصابات المؤكدة أو المشتبهة وفق الإستراتيجية الموضوعة في الغرض. كما أكدت أن الوزارة خصصت ميزانية لتوفر الأدوية الضرورية لعلاج الفيروس في صورة انتشاره، كما تم توفر الكمامات الصحية بالأعداد الكافية بالإضافة إلى وجود كل مستلزمات الوقاية مع إمكانية تعزيزها. واستشهدت مديرة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة في ما يتعلق بقدرة تونس على مجابهة فيروس كورونا باعتراف منظمة الصحة العالمية بالإستراتيجية التونسية للترصد والتوقي من الفيروس التي اعتبرتها تجربة نموذجية، مشيرة إلى أن مؤشر انتشار الفيروس في تونس يعتبر متوسطا حسب منظمة الصحة العالمية. وعلى صعيد متصل أفادت محدثتنا تنظيم تونس في الأيام القادمة لدورات تكوينية لفائدة بلدان الإتحاد الإفريقي وبلدان البحر الأبيض المتوسط حول إعداد خطط اتصالية في كيفية التعاطي ومواجهة تطورات انتشار فيروس كورونا. وفي سياق متصل أكدت نصاف علية مواصلة العمل بالكاميرات الحرارية المركزة في المداخل الرئيسية للمطارات و الموانئ و المعابر للتقصي عن إرتفاع درجة الحرارة و إحالة الحالات المشتبه بها إلى وحدات العزل للتكفل بها، مشيرة إلى أن المخاوف تبقى قائمة و ليس هناك محصن من وصول الفيروس ، مؤكدة أنه لم يتم إلغاء إي رحلة قادمة إلى تونس بسبب الفيروس بإستثناء بعض وكالات الأسفار التي قامت بإلغاء بعض الرحلات الى البلدان التي انتشر بها الفيروس بكثرة . وأضافت علية أن جميع مستشفيات الجمهورية لديها خطة للعزل و الوقاية من إنتشار الفيروس و هو ما أكدته الوزارة من خلال العمليات البيضاء التي قامت بها للوقوف على مدى جاهزية الطواقم الطبية للتعامل مع الفيروس، كما أكدت أن الوزارة خصصت ميزانية لتوفير الأدوية الضرورية لعلاج اعراض المرض لا سيما منها ارتفاع حرارة الجسم والحمى والسعال، كما تم توفر الكمامات الصحية بالاعداد الكافية بالاضافة إلى وجود كل مستلزمات الوقاية مع امكانية تعزيزها. و بخصوص مخرجات الإجتماع الوزاري الذي نظمه المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض و الوقاية منها، أكدت "نصاف علية" أن الإجتماع تدارس تطورات إنتشار فيروس كرونا و الإجراءات التي يجب أخذها للوقاية و الحد من إنتشاره، كما أشارات إلى أن اللقاء كان فرصة لمشاركة الإستراتيجيات و الرؤى لمجابهة الفيروس، حيث أشارت إلى أن كل البلدان المشاركة قدمت إستراتيجياتها الخاصة بمجابهة الفيروس كما تم مناقشة جميع المقترحات و تقديم الإضافات لتدعيمها،و أكدت أن الإجتماع كان فرصة لتدعيم التنسيق بين البلدان الإفريقية للتوصل إلى خطة موحدة قادرة على مجابهة هذا الخطر الداهم. إستنفار عالمي تخوفا من الإنتشار الواسع لفيروس كورونا بدأت العديد من البلدان في الإنغلاق على ذاتها و قطع بعض تبادلاتها خاصة مع البلدان التي إستشرى فيها الفيروس، وإلى جانب الحجر الصحي الذي أقامته الصين على مدينة ووهان موطن إنتشار كورونا، بدأت عديد البلدان في إلغاء العديد من الرحلات ليست تلك القادمة من الصين فقط، بل حتى من بلدان شهدت هي الأخرى إرتفاع في عدد الإصابات المسجلة لديها. العراق مثلا أغلق حدوده البرية مع إيران، كما أعلنت الخطوط الجوية العراقية وقف رحلاتها من وإلى إيران، خوفا من انتشار الفيروس. كما أجلت إيطاليا ثلاث مباريات كانت مقرّرة لهذا الأسبوع على خلفية المخاوف من انتشار الفيروس. تركيا و الأردن أيضا قررتا منع دخول المواطنين القادمين من الصين و إيران و كوريا الجنوبية.