أمام تفاقم الصراعات الايديولوجية والتجاذبات السياسية دعت بعض الأطراف من بينها النائب الثاني لرئيس مجلس نواب الشعب طارق الفتيتي الى ضرورة الاتفاق على حوار وطني جديد يجمع الرؤساء الثلاثة والمنظمات الوطنية والاحزاب السياسبة، باعتبار ان الأجواء المشحونة اليوم تعيدنا الى سنة 2012 اي "زمن الترويكا". وفي هذا السياق، قال رئيس كتلة الاصلاح والقيادي في حركة مشروع تونس حسونة الناصفي في تصريح ل"الصباح نيوز" ان الدعوة للحوار الوطني امر مطلوب لكن يتطلب تحديدا للمواضيع التي سيتم طرحها ومخرجاتها، حتى يكونا حوارا هادفا وبناء. واضاف الناصفي ان هنالك عدة دعوات لتنظيم حوار وطني شامل لكن مواضيعه تختلف من طرف الى اخر وكل يرى الاولويات حسب وجهة نظره، اذ ان هنالك من يدعو الى تعديل الدستور واطراف تطالب بتغيير النظام السياسي والبعض يرى وجود اشكال في البرلمان ومن بينهم من يرى ضرورة الخروج الى الشارع،،، قائلا:" وهو مايؤكد وجود تضارب كبير في مواقف الداعين لحوار وطني الامر الذي يستوجب تحديد المواضيع التي ستطرح قبل الحديث عن انعقاد حوار وطني يجمع جميع الفرقاء والفاعلين". وعن اولويات المرحلة والتي يجب طرحها عند عقد حوار وطني، افاد الناصفي انها تتمثل في اولويات اقتصادية واجتماعية ثم سياسية، موضحا: "يجب اليوم اخراج البلاد من الازمة الاقتصادية والإجتماعية التي زادت تعقيدا بسبب وباء كورونا.. لنجد الحلول معا.. ثم نتحدث عن أولويات سياسية التي بها اختلافات كبرى فهنالك من يرى يجب تعديل الدستور والبعض يتحدث عن تفعيل الدستور الحالي.، ونحن اليوم ليس لنا اغلبية برلمانية تخول تعديل الدستور او النظام السياسي او تنقح القانون الانتخابي بشكل مريح.. وجهات النظر مشتتة على غرار تشتت البرلمان.. وما نقدر عليه اليوم توحيد الاراء والمواقف في المسألة الاقتصادية والاجتماعية اما اذا كنا سنخوض في المسالة السياسية فان المسالة ستتطلب كثيرا من الوقت ولا توافق اليوم في هذا الموضوع". وعاد الناصفي ليؤكد ان الاولوية اقتصادية واجتماعية ولن يكون هنالك اتفاق بين الفرقاء السياسيين في الوقت الحالي حول المسائل السياسية، مضيفا:"بالمشهد السياسي الحالي ان نتحدث عن اتفاق او تقارب في وجهات النظر في الشان السياسي والاولوية في الملف السياسي تنقيح القانون الانتخابي الحالي قبل تنقيح الدستور مثلما يطالب البعض باعتبار ان القانون الانتخابي يتطلب اغلبية عادية وهذا ممكن... والهدف من التنقيح للقانون الانتخابي هو ترشيد الحياة السياسية ونضمن اغلبية قادرة على الحكم ومعارضة واضحة وقال الناصفي ان المسؤولية مشتركة والجميع يتحمل اليوم مسؤولية ما يحصل وخاصة الائتلاف الحاكم ومكونات المشهد البرلماني. واعتبر الناصفي المشهد الحالي بالبلاد بانه مشهد غير ايجابي وفيه خور وسلبيات ومظاهر سيئة.