جميع البرامج الإنتخابية تشريعية منها أم رئاسية ماانفكّت تؤكّد على حق الصحة للمواطن بما في ذلك دستور الجمهورية الثانية غير أنّ الواقع أبعد ما يكون عن تحقيق حلم مرضى السرطان بولاية قابس في قدرة الحكومات المتعاقبة وضع حد لقصة معاناتهم في التنقّل إلى ولايتي صفاقس وتونس لجلب أدويتهم الخصوصية، وحيث بلغت مطالب تكفّلهم بالأدوية الخصوصية 2500 مطلبا طيلة سنة2019 على مستوى المركز الجهوي للصندوق الوطني للتأمين على المرض بقابسالمدينة، تضاف إليها مطالب بقية المراكز المحلية بقابس الجنوبية و الحامة لتبلغ تقريبا حدود السنة المنقضية 4000 طلب تكفّل. مركز لتخزين الأدوية الخصوصية:أقرّه مجلس وزاري دون إنجاز "الصباح نيوز" عادت إلى الوعود الحكومية والمجالس الوزارية على مستوى جهوي أم مركزي دون وجود جواب مقنع لفئة لايمكن وصف حجم المأساة التي يُكابدونها بشكل دوري في ظل صمت مريب من جميع الأطراف المتداخلة وباتت الخشية من أن يتحوّل هذا الملف إلى معرض تجاذبات ومزايدات ولعلّ آخر بصيص أمل ما ورد بالنقطة 65 التي أفرزها المجلس الوزاري المضيّق الذي انعقد بقصر الحكومة بالقصبة بتاريخ 22أوت2019 المخصّص لمسيرة التنمية بقابس والذي أقرّ "الشروع في استغلال مركز لتخزين الأدوية الخصوصية قبل موفى سنة2019 في إطار اتفاقية تبرم للغرض بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض والمستشفى العسكري بقابس". مطالب تكفّل تُوجّه نحو صفاقس وتونس من جهته أكّد رئيس المركز الجهوي للصندوق الوطني للتأمين على المرض بقابسالمدينة محمود غريس ل"الصباح نيوز" بأنّ جميع مطالب التكفّل المقدّمة من المرضى يتمّ توجيهها نحو الإقليم الطبي للجنوب بصفاقس أو الإقليم الطبي بتونس مضيفا أنّه بعد أخذ القرارات في الملفات يتم الإتصال بالمضمون فيهم اجتماعيا بالموافقة الذين بدورهم يتحوّلون إلى مدينة صفاقس حيث مصحة الضمان الإجتماعي لجلب حاجته من الدواء. غريس أضاف موضّحا "الإشكالية طُرِحت منذ أكثر من أربعة سنوات بخصوص تسليم الأدوية في إطار تقريب الخدمات للحد من تنقّل المواطنين والصعوبات التي تعترضهم وقد تمّ إثارة الموضوع مع المستشفى العسكري لكن يبدو أنّه بحكم وجود أطراف متداخلة تهم الصحة من جهة والدفاع من جهة أخرى بقي الإشكال مطروحا دون نتيجة تذكر، غير أنّه في انتظار انطلاق عمل الإقليم الطبي المحلي بجهة قابس الذي ينتظر تركيز المقر وهي خطوة ايجابية ستُمكّن من التعجيل في النظر في الملفات التي كانت توجّه إلى صفاقس مع وجود مطالب أدوية بصدد معالجتها على مستوى جهوي على غرار التمديد في الأدوية". المعدّل الزمني لإيداع مطالب التكفّل رئيس المركز الجهوي لقابسالمدينة للصندوق الوطني للتأمين على المرض أفاد أنّه في هذا الظرف الإستثنائي تمّ طرح موضوع جلب الأدوية على غرار ولايات مجاورة كمدنين مبيّنا أنّه بالإمكان التنسيق المشترك مع المصالح المعنية والسلط الجهوية في هذا الخصوص لجلب الأدوية مثلا مرة في الأسبوع. هذا وبخصوص المعدّل الزمني الذي يستوجبه مطلب التكفّل أكّد محمود غريس أنّ المعدّل يتراوح بين 20يوما والشهر وهده العملية إجرائيا في هذا الظرف بالذات تأخذ على غرار المسار العادي على الأقل أسبوعين آخرين إن لم يكن أكثر من حيث تجميع المطالب والتنسيق مع المصحة لتوفير الدواء ومن ثمّ جلبه من قِبل المريض. كما أنّهم كمركز جهوي بقابسالمدينة فإنّهم يقومون بإيداع مطالب التكفّل بمعدّل مرتين في الأسبوع عبر البريد السريع. يُذكر وأنّه بصفة استثنائية تؤمّن مصالح الإدارة الجهوية للصحة بقابس عملية جلب الأدوية الخصوصية لمستحقّيها من ولاية صفاقس باعتبار ظرف جائحة كوفيد19 لصعوبة تنقّل المرضى وفي ظل غياب وسائل النقل العمومية. ملف ينتظر تغيير "اللوجيسيال" عديدة هي الملفات المعطّلة بجهة قابس وظلّت قراراتها حبرا على ورق سيّما منها معالجة معضلة التلوّث كسكب الفوسفوجيبس في البحر وغيرها التي تمّ اتخاذ فيها قرارات بقيت دون توفّر إرادة للتنفيذ هذا إلى جانب ماتقرّر كذلك في مجلس وزاري مضيّق بخصوص "استحثاث اجراءات احداث المركز الجهوي للعلاج بالأشعة بالمستشفى الجهوي بكلفة جملية للمشروع 3مليون دينار"، وهي كلّها ملفات تنتظر تغيير "اللوجيسيال" الذي تحدّث عنه رئيس الحكومة الياس الفخفاخ في التعامل والتنفيذ. فهل سيطال جزء من هذا التغيير ولاية قابس. أم أما آن للجهة أن تستنهض قواها الحية و تجعل من هذه الملفات ذي أولوية بمكان؟