تقرر اليوم الجمعة اطلاق برنامج تدخل عاجل لمقاومة البعوض بمنطقة ضفاف البحيرة حيث تم اكتشاف 4 حالات اصابة بمرض الملاريا وذلك في أعقاب جلسة عمل للخلية الوطنية القارة لمقاومة الحشرات بالادارة العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية. وقدم العضو بالخلية كاهية مدير بوزارة الصحة جابر دعبوب ثلاث فرضيات حول أسباب حدوث هذه الاصابات بالملاريا لدى أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 21 و28 سنة ويقطنون بمنطقة البحيرة بالعاصمة في مساحة لا تتجاوز 30 أو40 مترا مشيرا الى ان المصابين يخضعون حاليا للتقصي الوبائي.
وتتمثل الفرضية الاولى حسب جابر دعبوب في ان تكون هذه الحالات متأتية مما يسمى بحمى مستنقعات المطارات الناجمة عن تنقل البعوض المسبب لهذا المرض من طائرة قادمة من منطقة موبوءة ولم يقع اخضاعها الى عملية التعقيم برش المبيدات مشيرا الى ان المصابين من متساكني ضفاف البحيرة القريبة من المطار ولم يتنقلوا الى خارج البلاد لمدة تتجاوز السنة. أما الفرضية الثانية فتتعلق بامكانية تنقل الطفيلي المسبب للمرض عن طريق وجود أشخاص حاملين للفيروس في اشارة الى ان منطقة ضفاف البحيرة تأوي عديد الاجانب الافارقة الى جانب مجموعة من اللاجئين المعتصمين منذ أشهر أمام مقر المفوضية الاممية العليا لشوون اللاجئين الكائنة بالمنطقة أما الفرضية الثالثة لتسجيل حالات الملاريا بمنطقة البحيرة فتكمن في انتقال المرض عن طريق الحقنة باعتبار ان المصابين يقطنون نفس الحي وينتمون الى نفس الشريحة العمرية بحسب ممثل وزارة الصحة الذي استبعد في المقابل امكانية تواجد البعوض المسبب لمرض الملاريا انوفال بالمياه الراكدة بمنطقة البحيرة. ودعا ممثل وزارة الصحة المواطنين الى اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة لازالة ما يمكن ان يكون مصدرا لتكاثر البعوض مؤكدا على أهمية التحسيس بأن كل ماء راكد يمثل مخفرا لتوالد البعوض في مدة لا تتجازو 21 يوما.
وشدد على ضرورة تفادى ركود المياه بالمنازل والاقامات الخاصة وتعهد وصيانة المسابح والدهاليز بصفة مستمرة وعدم القاء الفضلات المنزلية بالاودية وبمجارى المياه. ومن جهته بين مدير الهياكل والمحيط بالادارة العامة للجماعات المحلية محمد هادى توج ان وزارة الداخلية ستوجه اليوم الجمعة برقية لكافة ولايات الجمهورية بشأن اطلاق حملة خاصة لمقاومة البعوض لاسيما من خلال تجفيف مواقع تراكم المياه وجهر الاودية واستعمال التضبيب الحراري عند اللزوم.
واستعرض المشاركون في هذا الاجتماع من ممثلي الوزارات والادارات المعنية على المستويين المركزي والجهوي أبرز محاور البرنامج الوطني لمقاومة الحشرات الذي يجرى العمل به منذ التسعينات. كما اشار المتدخلون بالخصوص الى أهم العراقيل التي تعيق تنفيذه على الوجه الاكمل ومن بينها بالخصوص نقص الموارد البشرية والمالية والتجهيزات اضافة الى عقلية المواطن التونسي التي اعتبروه غير متعاون ومساهمته محدودة في الجهود المبذولة للقضاء على الحشرات والعناية بالبيئة وسلامة المحيط عموما.