ذكرت صحيفة الفجر الجزائرية بأنّ التواجد المخيف لمقاتلين تونسيين وليبيين في الجزائر ينذر بخطورة الوضع الأمني، كما ينذر بمستقبل مخيف على الحدود بين الجزائر وتونس. وفي ما يلي نص المقال كاملا :
استثمر زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، في عملية تجنيد القاعدة لأزيد من 200 تونسي للالتحاق بصفوفها بالعراق أثناء الحرب الثانية التي قادتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحول وجهتهم إلى الجزائر حيث نفذوا تحت لوائه جملة من العمليات الإرهابية ولا يزالون إلى اليوم ينشطون ضمنها بعدما وسعوا نطاقها إلى ليبيا وتونس ودول أخرى.
كشفت مصادر ”الفجر” أن أزيد من 200 إرهابي تونسي تنقلوا إلى العراق أثناء حربها الثانية، بعدما تلقوا تدريبات من القاعدة التي أوهمتهم بأنهم سيحاربون الاحتلال الأمريكي، حيث تم استقطابهم بمعية عدد كبير من الليبيين، الجزائريين والموريتانيين إلى مراكز تدريب بالجزائر ومالي، حيث تم تدريبهم عسكريا على أيدي أمراء القاعدة، خاصة أبو زيد وبلعور، إلى جانب سفيان فصيلة أبي حيدرة، وسعداوي عبد الحميد، غير أن هؤلاء الإرهابيين الذين تم تجنيدهم لسنوات بعد إغرائهم بتوجيههم إلى العراق، تحولوا إلى أرقام إضافية في قائمة الإرهابيين الذين أسالوا الكثير من الدماء، وقتلوا وشردوا وحرموا البلاد من الأمن والاستقرار في الجزائر.
وأضافت مصادرنا أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال حربها على الإرهاب من القضاء على عدد كبير من الإرهابيين من جنسيات غير جزائرية، على غرار الليبيين والتونسيين، ولا تزال قاعدة المغرب الإسلامي تقوم بعمليات تجنيد في صفوف الإرهابيين بالمناطق المجاورة، واعتداء بلعور على قاعدة الغاز بتيتغنتورين، خير دليل على ذلك، فقد تم التأكد من وجود بين الإرهابيين ال32 الذين شاركوا في الهجوم، عناصر من جنسيات غير جزائرية، كما تم قبل أيام القضاء على إرهابي من جنسية تونسية ينشط ضمن تنظيم القاعدة في شمال مالي وذلك على يدي طوارق الأزواد. وتوصف علاقة ”جهاديين” تونسيين وليبيين بالقاعدة بكونها قديمة، ووجدت منذ تولي حسان حطاب مقاليد الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث كان مسؤولا عن إنشائها وتورط في تجنيد عدة مقاتلين تونسيين نفذوا جملة من الاعتداءات ضد قوات الأمن في عدة مناطق من البلاد، خاصة الشرقية حيث يتواجد عدد كبير من المقاتلين المغاربيين، بدليل ما وقع في منطقة خنشلة قبل فترة، حيث أحصت القوات الأمنية وجود 125 إرهابي في صفوف القاعدة من جنسيات مختلفة من بينهم تونسيون وليبيون، وكان الإرهابي سعيود سمير، الذي تم إلقاء القبض عليه في أفريل من عام 2007، قد كشف تورطه بمعية أمراء آخرين في تجنيد إرهابيين تونسيين وتكليفهم بمهمات داخل التراب الوطني.
ويبقى هذا التواجد المخيف لمقاتلين تونسيين وليبيين في الجزائر ينذر بخطورة الوضع الأمني، كما ينذر بمستقبل مخيف على الحدود بين الجزائر وتونس، حيث تحرص قوات الأمن على اليقظة تحسبا لتأزم الأوضاع ولمراقبة نشاطات أتباع دروكدال.