الجزائر نيويورك (وكالات) خرج أمس الجيش الجزائري عن صمته بعد 4 أيام من التكتم على عملية اقتحام قواته الخاصة لمنشأة «تقنتورين» للغاز بعين أميناس بالجنوب الجزائري وتصفيته عددا من الإرهابيين وتحرير مئات الرهائن الجزائريين والأجانب ووقوع قتلى بين المحتجزين مؤكدا أنه لم يكن أفضل مما كان وأن تدخله كان الخيار الأخير وهو ما أفضى الى تجنب مجزرة حقيقية في صفوف الرهائن في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأنباء الموريتانية إن من تبقى من الخاطفين فخخوا موقع احتجاز من تبقى لديهم من الرهائن. وأفاد مساء أمس التلفزيون الحكومي الجزائري، بأن الخاطفين أعدموا 7 رهائن في عين أميناس، مما يفسر إعلان الجيش دخوله في المرحلة النهائية للعملية العسكرية. وأكدت تقارير جزائرية أنه تم القضاء أمس على 11 إرهابيا و إنقاذ 85 رهينة في الوقت الذي باشرت فيه قوات من الجيش تفكيك ألغام زرعها الإرهابيون في محيط مجمع منشأة الغاز. ويأتي توضيح الجيش الجزائري ردا – على ما يبدو – على سيل الانتقادات الغربية لتعامله مع أزمة الرهائن بالقوة وعدم استشارة الدول المعنية بالأزمة والتي كان لديها رهائن من بين المحتجزين في مجمع الغاز فيما دعا مجلس الأمن الدولي الى التعاون مع الجزائر في المحنة الحالية أما الخارجية الأمريكية فقالت على لسان الوزيرة هيلاري كلينتون «لا احد يعرف أفضل من الجزائر شراسة الإرهابيين», مشيرة إلى ضرورة تعزيز التعاون مع الجزائر ودول أخرى في المنطقة في حربها ضد الإرهاب. وحسب قيادة الجيش الجزائري لم يكن هناك من خيار آخر للتعامل مع الأزمة موضحة أن التدخل واقتحام المنشأة تم في ظروف صعبة ومعقدة وبررت العملية بأنها جاءت كرد فعل على قرار الإرهابيين القضاء على كل الرهائن وارتكاب مجزرة حقيقية. وأمس أكدت مصادر أمنية جزائرية أنه تم القضاء على ارهابيين إثنين فيما تم تحرير 6 رهائن جدد كما تم العثور على 15 جثة متفحمة بالكامل يعتقد أنها لعناصر من المجموعة الارهابية. وكالة الأخبار الموريتانية: الخاطفون يفخخون موقع احتجاز الرهائن وفي آخر حصيلة أعلنتها الجهات الرسمية الجزائرية، تم تحرير حوالي 673 رهينة في الاعتداء من بينهم 573 جزائريا وأكثر من 100 من الرهائن الأجانب ال132، في حين مازالت عملية إخراج مجموعة تحصنت بالمحطة الغازية مستمرة. ويعني ذلك أن 32 رهينة أجنبية يكونون إما بين الخاطفين إلى غاية اللحظة أو قتلوا. وحسب المعلومات المسربة فإن الخاطفين من جنسيات مختلفة وأن من بينهم تونسيين وليبيين وجزائريين وموريتانيين ومقاتلين من النيجر وشخصا تضاربت الأنباء حوله هو من قاد العملية ويعتقد أنه إما كندي أو فرنسي. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن مجموعة مختار بلمختار (الشهير ببلعور) التي تبنت العملية تمكنت من اختراق منشأة « تقنتورين» للغاز بتجنيدها موظفين سابقين عملوا في المنشأة إما طباخين أو سائقين ما سهل عليها عملية الاقتحام. وحسب تقارير جزائرية فإن حارس المنشأة أنقذ الجزائر من كارثة حقيقية حيث أمكن له تشغيل صفارة الإنذار الخاصة بالأخطار الإرهابية قبل أن يقتل برصاصة في الرأس فأغلق المهندسون كل الأجهزة وأفرغوا الأنابيب من الغاز ولو لا ذلك لأمكن للإرهابيين تفجير أنابيب الغاز في كل المنطقة.