اعتبر منجي الرحوي النائب في مجلس نواب الشعب في تصريح ل "الصباح نيوز" أن الأحداث الأخيرة التي عرفتها تونس والمواجهات بين أمنيين ومحتجّين هي نتاج للفقر وتجاهل أبناء الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية لمطالبهم المشروعة في التشغيل والكرامة وتحقيق أبسط مقومات العيش الكريم، مُبينا أن من يقف وراءها طرف واحد وهو الجوع والفقر والحرمان وهو الطرف الذي وحّدهم ودفعهم الى التظاهر والاحتجاج بالليل والنهار. وأضاف "المحتجون لا نحدد لهم ضوابط فالشارع ملك للشعب والشعب أكبر انتصار حقّقه خلال هذه العشرية هو أخذ الشارع دون خوف أو ترهيب، ولا يمكن الا أن ننحاز الى هذه التحرّكات ودعوتنا أن تأخذ أشكال أكثر تنظم وأكثر اتساع وسنشارك فيها ودعونا مناضلينا ومناضلاتنا الى المشاركة فيها ودعمها وتأطيرها وتقديم لها ما يمكن تقديمه من أجل أن تصوّب هذه الحركة الاحتجاجية مسار الثورة، بعد أن تم خنق مسارها ". "النهب والتخريب ليس حجّة على المحتجّين" وبسؤالنا بوجود قصر في هذه التحرّكات مع تخريب عدد من المؤسسات العامة والخاصة أجاب "كل هذا يُعتبر من مخاطر الطريق، ففي كل الاحتجاجات في العالم وفي أكثر البلدان تقدّما وتحضّرا رأيناها ويتم خلع ونهب، وهو أمر طبيعي ككل الاحتجاجات وليست حجة على الاحتجاجات والمحتجين." وبيّن أن أغلب الاحتجاجات ليلا هو أمر واقع وتاريخ ليست أول مرّة "هم مجموعة من الشباب الناقمين المحرومين والمهمشين وعلى الأمن أن لا يخطئ كما أخطأ سابقا، بعد المشاهد التي برزت فيها سب وقذف وتجاوزات وعنف غير مقبول تماما" "اختيارات المشيشي من البداية كانت خاطئة" وبخصوص التحوير الوزاري الذي أجراه رئيس الحكومة هشام المشيشي أعتبر الرحوي أن القيام بتحوير وزاري بعد أربعة أشهر ونصف من موافقة نواب مجلس الشعب على حكومة المشيشي الأولى يعني أن اختياراته من البداية كانت خاطئة، وهي فترة غير كافية لتقييم الوزراء، مشيرا الى أن التغيير لم يكن بسبب التقييم بل تحت ضغط الكتل الوازنة كحركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة، وفيه جانب من تنحية وزراء رئيس الجمهورية ، "ولا يمكن القول أن للحكومة برنامج أو نأمل منها". "القطيعة تمت بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية" وذكر الرحوي أن رئيس الحكومة بدأ في المُشاورات والحوارات دون التوجه الى رئيس الجمهورية وكان أخلاقيا أن يتوجه اليه منذ الخطوات الأولى فهو من عيّنه رئيسا للحكومة، وحتى في مستوى المشاورات تجنّب تغيير وزيري الدفاع والخارجية حتى يتجنب الاتصال برئيس الجمهورية قيس سعيد ولهذا اليوم يجب القول أن القطيعة قد تمت بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. "الحكومة تُعبّر عن الفساد والإفساد" وذكر أن القطيعة تمت بواسطة كتل برلمانية بعينها متورّطة في العديد من القضايا وهي كتل تعبّر عن منظومة "الفساد والإفساد حقيقة" ومن دعمتها لا يمكن أن تكون حكومة تعبّر عن انتظارات الشعب بل مُعبّرة بشكل حقيقي عن "الفساد والإفساد".