تفاجأت الساحة السياسية مؤخرا بالإعلان عن تأسيس حزب جديد بعنوان الشعب يريد. "الشعب يريد" هو شعار خاض به رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد حملته الانتخابية التي قادته للفوز برئاسة الجمهورية في انتخابات 2019 في دورتها الثانية. و في تصريح للصباح نيوز اعلن نجد خلفاوي، المدير التنفيذي لحزب "الشعب يريد" ان فكرة الحزب جاءت بناء على قناعة ان الطبقة السياسية اليوم تحتاج روحا شبابية و ان الحزب يسعى الى ترسيخ الحكم المحلي من خلال تنسيقيات في الجهات ستكوّن نفسها و تنتخب أعضاءها و سيكون هناك هيئة تنفيذية على مستوى وطني. وفسّر الخلفاوي بأن التفكير في هذا الحزب لم يكن اعتباطيا وإنما مواصلة للتغيير الثوري الذي تعيشه تونس منذ تاريخ الثورة في 17 ديسمبر 2010 والتي أُريد إجهاضها في 14 جانفي 2011 كما أشار لذلك الرئيس قيس سعيد في خطابه بمناسبة عيد الثورة. و جاء في نص البيان التأسيسي لحزب الشعب يريد انه لن يكون للأعضاء المؤسسين أي دور سياسي، إنما دورهم تنظيمي فقط ، يقتصرعلى تركيز أسس المشروع من خلال الإشراف على تركيز الهيئات المحلية، كما لن يكون للحزب رئيس ولن ينبني على الهيكلة التقليدية للأحزاب حيث سيكون اتخاذ القرارات بالأغلبية داخل الهيئة التأسيسية التي تنتهي مهامها آليا عند انتخاب الهيئات المحلية وتنظيم المؤتمر العام الأول للحزب . و صرح المدير التنفيذي للصباح نيوز أنه سيتم فتح باب الإنخراط والعضوية عند الانتهاء من تأسيس الحزب وسيكون الإنخراط حقا مشروعا لكل تونسي لا ينتمي لأي حزب آخر كما أن كل المؤسسين لهذا الحزب لم يُعرف عليهم أي إنضمام سابق لأي حزب من الأحزاب . واشار مؤسسو الحزب الى التأكيد على جاهزية الحزب وقواعده للقيام بدورهم الوطني ورسالتهم والتزاماتهم الثابتة ازاء المصالح الوطنية العليا وخصوصا ما تعلّق منها بتحقيق إرادة الشعب التي عبّر عنها في الانتخابات الرئاسية الفارطة والدفاع عن الثوابت التي أرساها الرئيس قيس سعيد ومن أهمها تحقيق العيش الكريم لكل مواطن وتمكين الشباب من الآليات التي يحقق بها أهدافه . وكان الحزب قد تأسس بشكل رسمي في جوان 2020 لكن تأخر الإعلان عنه بسبب الأزمة الصحية في البلاد. كما أضاف نجد خلفاوي ان الحزب يضم نشطاء من المجتمع المدني لم يعرف عنهم انتماءهم لأحزاب سياسية من قبل كما ان احد شروط الانضمام للحزب هو عدم التحزب لأي عضو جديد. و في سؤال للصباح نيوز عن مدى جدوى بعث حزب بشباب غير متحزب أضاف نجد خلفاوي، المدير التنفيذي لحزب "الشعب يريد" :"سنجرب و سنتعلم مثلهم، و سنخوض تجربة العمل السياسي من بابها الواسع، و عموما من سبقونا في السياسة لم يغيروا شيئا بل أغرقونا في متاهات اقتصادية و اجتماعية و سياسية، لذلك ليس لدينا تخوف من كوننا حديثي عهد بالنشاط السياسي بل ان عملنا لسنوات في مؤسسات المجتمع المدني يؤهلنا لخوض التجربة دون أي تخوف" اما بشان مدى علاقة الحزب بتوجهات رئيس الجمهورية قيس سعيد، فقد أدلى نجد خلفاوي المدير التنفيذي للحزب للصباح نيوز ان" الشعب يريد": حزب يتبنى أفكار الرئيس ومشروع الرئيس و لكن لا علاقة له بالرئيس في شخصه" كما اردف الخلفاوي ان أبواب الحزب مفتوحة للجميع ممن يشتركون معهم في ذات التوجهات . هذا و قد جاء في البيان التأسيسي لحزب الشعب يريد، بكونه حزب سياسي وطني يعمل في إطار الدستور ووفقا أحكام المرسوم عدد 87 لسنة 2011 المؤرخ في 24 سبتمبر 2011 المتعلق بالأحزاب السياسية وفي إطار النظام الجمهوري على الإسهام في بناء تونس الحديثة، الديمقراطية المزدهرة والمتكافلة ويسعى إلى ترسيخ الحكم المحلي والتمييز الإيجابي المنصوص عليهم في الدستور. ويقول مؤسسوه في بيانه التأسيسي انهم مجموعة من شباب تونس ساهموا في الحملة التفسيرية لرئيس الجمهورية قيس سعيد وهذا الحزب هو امتداد لمشروع الشعب يريد وليس غاية في حد ذاته. و قال نجد خلفاوي في تصريحه للصباح نيوز ان :"الهيئة التأسيسية لحزب "الشعب يريد" اتفقت ان الحزب لا لا يقوم على التفرد بالرأي والتركيبة التقليدية للأحزاب وليست له أي علاقة بأي حزب اخر بل هو حراك يهدف إلى تجديد الحياة السياسية وتشجيع الشباب على المشاركة في قضايا الشأن العام، لذلك فإنه لا يمكن الترشح لعضوية الهياكل المحلية والمركزية سوى لمن لم يتحمل مسؤولية سابقا داخل حزب سياسي كما لن تقل تمثيلية الشباب داخل أي هيكل من هياكل الحزب عن 80% ولن تقل تمثيلية المرأة عن 50% كما لن تقل تمثيلية الشباب العاطل عن العمل من أصحاب الشهادات العليا ومن غير حاملي الشهادات العليا عن 30% من أعضاء الهياكل المنتخبة..." و الجدير بالذكر ان بعض المراقبين يعتبرون ان انبعاث هذا الجزب الجديد هو محاولة من انصار رئيس الجمهورية قيس سعيد لإسناده و دعمه سياسيا و الدفاع عن مبادئه و توجهاته ، فيما ينتظر آخرون موقفا من الرئيس الذي طالما اعلن انه مستقل عن كل الأحزاب و ان حزبه الوحيد هو الشعب