صرح امس راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ان على كل أعضاء حكومة الكفاءات الوطنية عدم الترشح للانتخابات القادمة واضاف ان الأمر يفترض ان ينسحب على رئيس الدولة المنصف المرزوقي الذي عليه ان لا يترشح كي لا يستغل منصبه لحملته القادمة . واضاف انه يتمنى ان يعيد المرزوقي ترشحه لانتخابات قادمة لانه سياسي من الصنف الأول على حد تعبيره بما يعني ان عليه الاستقالة من منصبه وفي هذا السياق عبر عماد الدايمي الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عن استغراب حزبه من إقحام رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تصريح تلفزي مساء الأحد لرئاسة الجمهورية في التجاذبات الحاصلة . وطلب الدايمي خلال ندوة صحفية عقدها اليوم الاثنين بمقر الحزب بالعاصمة من حركة النهضة ونقلة فحواها وكالة تونس افريقيا للانباء، تجنب فرض أي شروط قبلية على الحوار الوطني ومصادرته وتوجيهيه خاصة ان المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية لم تكن مطروحة البتة في إطار التجاذبات السياسية بين مختلف الاحزاب وحتى في اعتصام الرحيل . وأبرز في هذا السياق الدور الوفاقي الذي يقوم به الرئيس محمد المنصف المرزوقي من أجل ضمان استقرار البلاد وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء فضلا عن رد الاعتبار للمؤسسة العسكرية وفق تقديره. كما أكد أن حزبه لن يساهم في أي صفقة مع قوى دولية متنفذة لتصفية الربيع العربي ولن يجرى أي مشاورات في غرف مغلقة وخلف الستار مبينا أن المرحلة الراهنة تستوجب الكثير من الوضوح والشفافية . وعبر عن رفض المجلس الوطني لحزب المؤتمر لكل أشكال الفراغ سواء على مستوى رئاسة المجلس الوطني التأسيسي أو على مستوى الحكومة ورفضه مسالة حل الحكومة قبل انطلاق الحوار الوطني وقبل التوصل الى وفاق وطني كما نصت على ذلك مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل . واعتبر أن حل الحكومة قبل انطلاق الحوار يمثل دعوة للفوضى والفراغ وعدم الاستقرار في وقت تشن فيه قوات الجيش والأمن معركة ضد الارهاب والإرهابيين . وشدد الدايمي على أن مواقف مختلف الاحزاب وخاصة شريكي المؤتمر في الحكم لا تلزم حزبه ما لم تتخذ هذه المواقف بالتشاور وفي اطار تنسيقية الترويكا . وفي اشارة الى اللقاء الذي جمع مؤخرا بباريس بين رئيس حركة النهضة ورئيس حركة نداء تونس أكد الدايمي أن المشاروات بين الاحزاب الاخرى والاتفاقات الثنائية ونتائجها لا تعني طرفي الائتلاف الحاكم الاخرين .
وعلى خلفية تصريحات رئيس حركة النهضة بشأن التخلي عن قانون تحصين الثورة جدد الدايمي تمسك المؤتمر بتمرير هذا القانون أكثر من وقت مضى معتبرا أن في هذا القانون مصلحة وطنية وتلبية للمطالب الشعبية التي أطاحت بالنظام السابق. وبخصوص الازمة السياسية الراهنة أكد أمين عام لحزب المؤتمر ضرورة العودة الى الجادة وتحكيم الشعب في الانتخابات والعودة الى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة من أجل توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات شفافة .وثمن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل خاصة في ما يتعلق بالتمسك بشرعية المجلس الوطني التأسيسي واستئناف نشاطه في أسرع الاجال و بكامل صلاحياته داعيا المنظمة الشغيلة إلى هدنة اجتماعية تساهم في استقرار البلاد وتساعد على تحسين مناخ الاستثمار وجدد الدايمي استعداد حزب المؤتمر للحوار مع كل الأطراف المسؤولة والتفاعل مع مختلف المبادرات الجادة مؤكدا أن حزبه يبدى مرونة كبيرة حيال تكوين حكومة انتخابية تنطلق في العمل بعيد إنهاء أعمال التأسيسي .
واعتبر أن التحرك الاحتجاجي بباردو المتمثل في اعتصام الرحيل على الرغم من شرعية بعض مطالبه قد تم الاستيلاء عليه من قبل بعض الاطراف الانقلابية وفق تقديره ودعا في نفس السياق أحزاب المعارضة الى الاقرار بفشل المحاولة الانقلابية التي سعت اليها من خلال اعتصام الرحيل على حد تعبيره.
على صعيد اخر أكد الدايمي ان حزبه شارك في تدارس واقرار حركة الولاة الاخيرة على اثر تفعيل لجنة التعيينات بين وزراء الترويكا لاعادة النظر في بعض التعيينات المثيرة للجدل مشددا على أن هذه التعيينات تمت استباقا للحوار الوطني وسعيا لتحييد الادارة خلال الفترة القادمة على حد قوله. امّا القيادي في المؤتمر ووزير التجارة عبد الوهاب معطر فقد صرح اليوم على موجات اذاعة شمس اف ام ان قيادات من حركة النهضة اتصلت بحزبه وأعلمتهم ان تصريحات الغنوشي هي زلة لسان لا تمثل موقف الحركة. كما افاد معطر أن تصريحات الغنوشي تبين وجود صفقة بينه وبين الباجي قائد السبسي...مضيفا ان كان المبدا هو الحياد فانه يقبل بذلك شرط ان ينسحب الامر على رئيس المجلس التاسيسي مصطفى بن جعفر كذلك