قال رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسبي ان حزبه يتبنى النظرة التنويرية الاصلاحية للاسلام المعتدل القائم على مشروع حضاري يجمع بين الاصالة والتفتح ويعتمد قيم التسامح والتعايش والحكمة وينبذ الكراهية والعنف . وأوضح صباح اليوم الثلاثاء في افتتاح يوم دراسي حول الاسلام في تونس ان تونس بوصفها دولة حرة مستقلة ذات سيادة الاسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها وفق ما جاء في دستور 1959 وما تضمنه مشروع الدستور الحالي تعتز باسلامها وتعتبره مقوما اساسيا من مقومات هويتها وجزء لا يتجزأ من تاريخها دون تناقض بين الاسلام والديمقراطية على حد تعبيره . وبعد ان استعرض مختلف العوامل التاريخية والجغرافية والدينية والثقافية التي ساهمت في جعل تونس حسب قوله قلعة للمذهب المالكي وترفض أى محاولة لزرع المذهب الوهابي وبث الفتاوى الغريبة عنه قال قائد السبسي ان هذه الندوة تعد رسالة لكل من يريد تضليل التونسيين واحتكار الاسلام . ودعا بالمناسبة الى تحييد دور العبادة عن أي نشاط سياسي ودعم حرية المعتقد والاخذ بأسباب العلم والمعرفة والتقدم مستشهدا بعديد الايات القرانية ومذكرا بالدور التاريخي لجامع الزيتونة المعمور وبعلماء تونس وتأثيرهم في بلورة فكرى اسلامي معتدل اشع على كامل المنطقة المغاربية والعربية . وتتركز اشغال هذا اليوم الدراسي الذي ينتظم ببادرة من منتدى حركة نداء تونس لحوار الحضارات والاديان والثقافات ومؤسسة كونراد اديناور الالمانية على بحث ثلاثة محاور رئيسية تتعلق ب واقع الاسلام في تونس و الاجتهاد في تونس الى جانب تناول موقف علماء الزيتونة من الفكر الوهابي . وقد شهد هذا اليوم الدراسي حضور العديد من الشخصيات الوطنية على غرار مصطفى الفيلالي ورئيس جمعية دار الحديث الزيتونية فريد الباجي وثلة من رجال الفكر والدين والاساتذة الجامعيين المختصين في الفقه الاسلامي والاداب والقانون.