رمت الأوضاع الأمنية والسياسية في دول الجوار بثقلها على نشاط الدبلوماسية الجزائرية، وذلك في مسعى لرسم مقاربة جديدة وفق التغييرات الحاصلة في تونس وليبيا ومالي. وكشف وزير الخارجية، رمضان لعمامرة، في هذا الصدد، بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمر بأن يتم التركيز على دول الجوار وبالأخص دول الميدان التي تتقاسم معها الجزائر مصالح إستراتيجية وتعمل معها سويا على التصدي لظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وقال السيد لعمامرة، في تصريح للصحافة، عقب زيارته إلى موريتانيا، قبل التوجه إلى بقية دول الميدان، إنه ”حدثت تطورات إيجابية بالمنطقة بعد تحرير شمال مالي من الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليه”، غير أن الخطر، حسب رئيس الدبلوماسية الجزائرية، مازال قائما في المنطقة. وأعلن لعمامرة، في أول زيارة له بعد تعيينه خلفا لمراد مدلسي: ”نحن بصدد بلورة تصور استراتيجي يتماشى مع ظروف المرحلة المقبلة، وعلى هذا الأساس نقوم بمشاورات مع القيادات السياسية العليا لهذه البلدان”. وكشف لعمامرة، وهو رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي سابقا، أن الجزائر لديها أفكار تتقاسمها مع أشقائها في موريتانياومالي والنيجر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من هذه المشاورات بدأت في موريتانيا البلد الذي ”تربطنا به علاقات قوية ومتميزة تتسم بتطابق وجهات النظر وبالنظرة المستقبلية المشتركة للعمل الجماعي في منطقتنا”. وتمثل هذه الزيارة أهمية كبيرة في رسم معالم خريطة تحرك الدبلوماسية الجزائرية في المديين القريب والمتوسط، وذلك بالنظر إلى التطورات الأمنية والسياسية المتسارعة التي تعرفها مالي وليبيا وتونس التي تواجه تحديات أمنية، فرضت على الجزائر جهودا إضافية لمراقبة وتأمين الحدود. ومن هذا المنطلق، أعرب وزير الخارجية، في تصريحاته، عن أمله في أن ”نتمكن في نهاية هذه الجولة من الحصول على أفكار وتصورات تدفع بعملنا المشترك إلى الأمام، وهذا خدمة لأمن واستقرار ورفاهية المنطقة”. وينتظر أن يتم تفعيل الذراع السياسي والعملياتي والمخابراتي لأجهزة دول الميدان وتكثيف نشاطاتها، وذلك لإعادة الاستقرار والتنمية إلى المناطق الحدودية وفي الساحل، واحتواء النشاط الإرهابي الذي يتغذى من الانفلات الأمني والفقر، وهو التحدي المطروح على قادة دول الميدان. (الخبر الجزائرية)