قرضت وزيرة شؤون المرأة والأسرة سهام بادي شعرا عنونته بال"دردشة" ونشرته منتصف نهار اليوم على صفحتها على "الفايسبوك". والملاحظة الأولى هو أنّنا اكتشفنا لدى الوزيرة مواهب مخفية في قرض الشعر غير أن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا ترى الوزيرة تفعل في توقيت يفترض أن تكون مخصصة جهدها فيه للعمل الحكومي. الملاحظة الثانية الذي تستنتج من هذا الشعر في مثل هذا التوقيت هو أن الحكومة ووفق ما يبدو تقوم به الوزيرة بادي قد جاوزت مرحلة تصريف الأعمال إلى مرحلة تصريف الأفعال وتصفيفها في نمط شعري يعكس مواقف سياسية يفترض أن لا تبديها الوزيرة في مثل هذا الظرف بالذات لتجنيب الوضع العام التصعيد فهي تجدها تصف بعض الأطراف ب"قطيع الأغنام" كما شتمت وعاتبت البعض لتعطيلهم دواليب الدولة، على حدّ قولها، والحال أنها قدمت الدليل على أنها بقرضها الشعر ونشره أوقفت دواليب الدولة ولم تعطلها، فهل كان من الأفضل لسهام بادي في الربع الساعة الأخير أن تقدم الدليل على أنها مواكبة لأوضاع الأسرة والمرأة والطفل حتى يبقى ذلك في أذهان الناس عوض أن تقرض الشعر؟
وفي ما يلي النص الكامل للشعر وفق ما ورد في الصفحة الخاصة لبادي :
حين تحاورني لا تجعل الحبل حول رقبتي حتى استطيع الكلام ولا تغلل بقيدك يداي حتى استطيع السلام أم انك حسبت أنني طوع يمينك بمجرد إشارة إبهام أو تكون صدقت لعلك ؟ انك صقر واني الحمام؟ أقول لمن توهم انه العملاق هل حسبتم أننا أقزام ؟ أم ان البعض قد نسي ان الشعب يعرف الأزلام حاورني بجد واطرح ما تريد أم حسبته سيناريو لاحد الأفلام أم مجرد لحن تعزفه لنغم من الانغام حدد لي ماذا تريد أم انه اختلط عندك الحلال والحرام حدد هدفك وغايتك بوضوح ولا تكن رجاءا صانعا للأوهام أما يكفي من تعطيل وخسارة بالأشهر والأيام والبلد تحتاج لمن يعمل ويصحى لا للذي يصنع المستقبل في المنام حاور الكل ولا تستثني أم حسبت البقية عن الحوار صيام أم انه لك حسابات أخرى أوضح لي فانا لا أجيد فن الأرقام انطلق وحاور ثم .. لكل مقال مقام فحذاري من الاستغفال أم حسبت انك راعيا لقطيع من الأغنام وأنك وحدك من يحدد والناس في سبات نيام