اودع الزميل قبل ان يكون المدير نصرالدين بن سعيدة السجن ، وكما يقال " الحي يروّح " ليكون بذلك اول اعلامي بعد الثورة يتم ايقافه لم تكن التهمة خطيرة بشكل يستوجب ايقاف المتهم لما قد يشكله من خطر على الامن العام فالمسألة لا تعدو ان تكون مجرد سوء تقدير جعله يقدم على نشر صورة فاضحة في زمن تميز باندلاع ثورة غيرت كل المفاهيم واطلقت العنان لحرية التعبير .... سوء تقدير لا يختلف في شيء عن سوء تقدير القاضي عند قراءته لحيثيات قضية فيصدر حكما خاطئا قد يستحيل تداركه ليضيع حق مظلوم جراء اجتهاد خاطئ كان بالامكان ان تسارع النيابة باصدار قرار حجز للجريدة عوض حجز صاحبها لكن ما شاهدناه هو بقاء العدد المعني بالقضية في السوق وايداع ناشريه سجن الايقاف التحفظي والنتيجة ان جنت تونس في رصيدها نقاطا اضافية ستسيء حتما ترتيبها في مجال الحريات لدى الراي العام العالمي الذي وحده يحدد مقدار ما يمكن ان يدخل صناديق الدولة من مداخيل واردة من الاستثمار ومن السياحة .. فمن من السياح سيقرر حمل مايوه السباحة في حقيبته ان تحدى كل شيء وقرر زيارة تونس ؟ لقد نجح قرار ايقاف الاعلاميين ثم قرار ايداع مدير الجريدة السجن في ان تحتل تونس صفاحات وسائل الاعلام الدولية فتحدثت عنها الفيغارو ولومند ونيويورك تايمز ووكالة الانباء الفرنسية ورويتر و.... وفي ان تصنف ضمن الدول القامعة لحرية التعبير بعد ان احتلت بلادنا صفحات تلك الوسائل بثورة نظيفة وانتخابات شفافة اهلت بلادنا لتتموقع ضمن افضل الدول لقد اخطا نصرالدين بن سعيدة لكن العقاب كان اشد والرسائل كانت اعمق ولعل اهمها ما جاء على لسان الكاتب العام لنقابة الصحفيين عندما قال "ان ابواب السجن اضحت منذ قرار ايداع بن سعيدة به مفتوحة امام الصحفيين " فمن ترى سيكون اللاحق وباية تهمة ؟ في الانتظار تبقى اسئلة حارقة دون اجابة حول مأ تعمد له بعض الصحف الصفراء من هتك فاضح للاعراض منذ شهور طويلة وسط صمت مطبق افلا يعتبر ما ينشر مساسا باخلاق "الثورة "الحميدة