كرّم رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي خلال موكب إحياء الذكرى 56 للاستقلال عائلات الشهداء من اليوسفيين وفي مقدمتهم أرملة الزعيم الراحل صالح بن يوسف إلى جانب عائلة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. وضمّن المرزوقي الكلمة التي ألقاها صباح اليوم بقصر قرطاج اعتذارا باسم التونسيين لكل من تم النيل من كرامته ولكل من ناضل "ضد الاستبداد الأجنبي أو المحلي" ليلحقه بعد ذلك الضيم والاضطهاد وحتى الاتهام بالتخوين مؤكدا في هذا الصدد ضرورة مصالحة حقيقية بين التونسيين.كما دعا المرزوقي التونسيين إلى ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره، من أجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل واستنكر ما عاشته تونس في الآونة الأخيرة من محاولتين لضرب هذه الوحدة الأولى من خلال حادثة إنزال العلم المفدى واستبداله "بآخر غريب عنا" و محاولة تدنيس المصحف الشريف وهي "جريمة فظيعة ونكراء". وقال أن هاتين المحاولتين تحملان "نية تفتين واضحة" مثمنا "الهبة" التي اشترك فيها كل التونسيين والتي تنطوي كما قال "على دلالات عميقة على تمسك الشعب التونسي بمقدساته خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمصحف الشريف والعلم المفدى". وقال رئيس الجمهورية إن "الوطن لا يبنى من لون واحد ومادة واحدة لأنه تعددي بطبعه وهو دليل على ثرائه وعامل تكامل لا تفرقة" مبينا أن تونس ستدفع الثمن باهظا من الدم والدموع إذا اضطرت إلى التصدي بالقوة "للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب". (وات)