ارتفع خام برنت القياسي إلى 107 دولارات للبرميل جراء استمرار الاضطرابات في إمدادات نفط ليبيا دون بروز مؤشرات على انتهاء الأزمة، كما ساهم في ارتفاع النفط توقعات بأن يقلص مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) برنامج التحفيز النقدي قريباً. وفي الساعة الثانية عشرة و37 دقيقة بتوقيت غرينتش زادت سعر برنت بدولار و31 سنتا ليستقر عند 107.12 دولارات مقارنة بسعر في وقت سابق بحدود 107.24 دولارات، كما زاد الخام الأمريكي بثلاثين سنتا ليبلغ سعره 93.35 دولارا للبرميل. وفي سياق متصل، رفع ثوار سابقون يطلبون بالرعاية الصحية إغلاق استمر ثلاثة أيام لمصفاة الزاوية مما أدى لتوقف إنتاجها، وذلك بعد التوصل لاتفاق بين المحتجين ومؤسسة النفط الوطنية. ويشكل إنتاج المصفاة قرابة 18% من حاجيات ليبيا من الوقود، وذكر الناطق باسم المؤسسة محمد الحريري أن المصفاة عاودت نشاطها، وهي التي تنتج 120 ألف برميل يوميا من الوقود والمشتقات النفطية، وفضلاً عن دورها على المستوى الوطني تغطي المصفاة 70% من حاجيات الغرب الليبي. وما تزال الإضرابات والاحتجاجات تعطل صادرات النفط من ليبيا جراء إغلاق مليشيات مسلحة ومحتجين لحقوق نفط وموانئ تصدير وخطوط أنابيب، ويقول رئيس شركة إيني الإيطالية باولو سكاروني إن الوضع في البلاد يزداد سوءا. ويقول أندريه كريوشينكوف، المحلل لدى مؤسسة في تي بي كابيتال "ما زال برنت يلقي بعض الدعم من تجدد أعمال العنف في ليبيا، مما بدد الآمال في أن تنجح الحكومة في إنهاء الاحتجاجات الواسعة، وتحقيق زيادة كبيرة في الإمدادات قبل نهاية العام". وأشار ساكاروني اليوم في مقابلة تلفزيونية إلى أن شركته -وهو أكبر منتج للنفط والغاز بليبيا- ملتزمة بالعمل في هذا البلد رغم ما سببته الاضطرابات السياسية المتنامية هناك من خفض للإنتاج، مضيفا أن إيني تنتج قرابة 60% خلال العام الجاري مما ينبغي عليها إنتاجه. وكان صندوق النقد الدولي حذر أمس من أن استمرار الاضطرابات بقطاع النفط سيؤدي لانكماش اقتصاد ليبيا خلال العام الجاري بنسبة 5.1%، وبعدما كان الإنتاج النفطي يناهز مليون ونصف مليون برميل يومياً قبل اندلاع الاحتجاجات في جويلية الماضي تراجع بشدة إلى ربع مليون برميل يومياً في الوقت الحالي.