أشاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الاول لرئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع بعهد جديد للتعاون مع روسيا اليوم الخميس أثناء زيارة مسؤولين روس في اشارة الى الجهود المصرية لاحياء العلاقات مع حليف قديم وبعث رسالة الى واشنطن بعد ان جمدت المساعدات العسكرية. ووصف الجانبان المصري والروسي الزيارة التي قام بها للقاهرة وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان بأنها تاريخية رغم ان المسؤولين لم يذكروا شيئا ينم عن ابرام اتفاقات كبيرة اثناء المؤتمر الصحفي المشترك لوزيري خارجية البلدين. وقال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري انه ليس من المستهدف ان تكون روسيا بديلا لأحد مقللا بذلك من تكهنات عن تحول كبير في السياسة الخارجية المصرية التي اتسمت بالتقارب مع واشنطن لأكثر من 30 عاما. وكانت مصر والاتحاد السوفياتي السابق حليفين وثيقين حتى السبعينات عندما اقتربت القاهرة من الولاياتالمتحدة التي توسطت في معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979. وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان السيسي أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويجو بأن الزيارة "تطلق اشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري". وأجرى شويجو والسيسي محادثات مستفيضة عن تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين. وقال ياسر الشيمي وهو محلل مصري لدى المجموعة الدولية للأزمات "الهدف منها بعث رسالة تقول ان مصر لديها خيارات وانه اذا كانت الولاياتالمتحدة ترغب في المحافظة على تحالفها الاستراتيجي مع مصر فانه يتعين عليها التخلي عن الشروط التي ألحقتها بالمساعدات العسكرية." وقالت واشنطن انها ستبحث استئناف بعض المساعدات التي علقتها وفقا للتقدم الذي تحرزه مصر في خطط الحكومة المؤقتة لاجراء انتخابات وهي خطة تقول الحكومة انها ملتزمة بتنفيذها. وفي اطار مساع لرأب الصدع في العلاقات مع مصر عبر وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن تفاؤل حذر بشأن العودة الى الديمقراطية خلال زيارته للقاهرة في الثالث من نوفمبر. وقال دبلوماسي غربي في القاهرة ان احتمال استئناف الولاياتالمتحدة المساعدات في اوائل العام القادم من العوامل التي تقلل من فرص ابرام اتفاق عسكري جديد كبير مع موسكو. وشكك محللون في الكيفية التي يمكن بها للدولة المصرية المثقلة بالديون ان تسدد تكاليف مشتريات اسلحة جديدة قائلين انه من المرجح ان يحتاج ذلك الى مزيد من الدعم المالي من الحلفاء الخليجيين الذين تعهدوا بتقديم 12 مليار دولار دعما للقاهرة منذ عزل مرسي. وتوجد علامة استفهام أخرى بشأن كيفية تكامل الأسلحة الروسية مع نظم الأسلحة التي حصلت عليها مصر من الولاياتالمتحدة. وتتلقى مصر نحو 1.3 مليار دولار في صورة مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة سنويا. لكن في التاسع من اكتوبر أعلنت واشنطن انها جمدت شحنات الدبابات والطائرات المقاتلة وطائرات هليكوبتر وصواريخ بالاضافة الى 260 مليون دولار مساعدات نقدية كانت ستحصل عليها مصر في انتظار احراز تقدم نحو الديمقراطية وحقوق الانسان. وانتهز التلفزيون الحكومي زيارة المسؤولين الروس لاجراء مقارنات مع السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأقام عبد الناصر علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي في الخمسينات استمرت حتى السبعينات. وبث التلفزيون الحكومي لقطات أرشيفية لاجتماعات عبد الناصر مع المسؤولين السوفيات. وقال وزير الخارجية المصري ان القاهرة تتطلع الى تنشيط العلاقات مع روسيا. وقال وزراء ان مصر وروسيا ستعيدان اجتماعات لجنة حكومية مشتركة تهدف الى تعزيز التعاون الاقتصادي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نحن مستعدون لمساعدة مصر في كل المجالات التي تسعى للتعاون فيها". وقال أيضا ان روسيا ستكون مستعدة لمساعدة مصر في تحديث مشروعات أقامتها بمساعدة سوفياتية في عهد عبد الناصر