كنا قد نشرنا امس خبر تحول راشد الغنوشي في زيارة الى الجزائر، للمشاركة في اشغال المؤتمر الخامس لحركة النهضة الجزائرية. وفي هذا الاطار اكد راشد الغنوشي، أن حكومة علي العريض لن تقدم استقالتها مثلما كان متفقا عليه في بداية جلسات الحوار الوطني، كما نفى الغنوشي في حوار له مع الشروق الجزائرية ، أن تتحمل حركته سبب ذلك، ودافع عن أداء الحركة التي تتولى تسيير الجهاز التنفيذي. وأطلق الغنوشي مصطلح "الردة" على حالة الوضع الذي تعيشه مصر وبدرجة أقل في تونس، نتيجة لما اعتبره حملة تستهدف الاسلاميين في البلدين، ونصح إسلاميي الجزائري بالبحث عن مرشح توافق لخوض غمار الرئاسات. وفيما يلي نص الحوار : "ماذا يعني حضوركم مؤتمر حركة النهضة، وهو الدائم مع الحركات الإسلامية؟ تتقاسم حركة النهضة والحركات الإسلامية في الجزائر نفس المعالم والتصورات والآفاق، من منطلق مرجعيتنا الإسلامية، فنحن نرفض العنف للوصول إلى الغايات والأغراض السياسية، كلاهما وأنا أتحدث عن حركتنا وحركة النهضة التي أنا ضيفها اليوم وضيف الجزائر، تدين الإرهاب وتلتقي، كما قلت، في عدة مراجع فكرية ومنها المفكر العظيم مالك بن نبي الذي وضع شروط النهضة، ونلتقي كذلك في المرجعية الإسلامية الوطنية ونلتقي في إستراتيجية الوحدة المغاربية. أزمة سياسية كبيرة تعرفها تونس، وتتهمون بأنكم أحد مسبباتها؟ أود أن أشخص لك الوضع أولا، تونس الآن تعيش مرحلة انتقالية ثالثة، تستعد للانتخابات التي تتوج مسارها الانتقالي بنجاح، تونس الآن تستعد لاستكمال صياغة الدستور، وتشكيل هيئة انتخابية مستقلة تشرف على الانتخابات، كما أن تونس بصدد تحديد موعد الانتخابات والاتفاق على حكومة محايدة لإدارة الانتخابات القادمة، حتى تنزع أية طريقة للتشكيك في الانتخابات لأنها ستجرى تحت حكومة محايدة حكومة تقنوقراطية، وهنالك عمل جاد في مؤتمر الحوار الوطني الذي يستأنف أعماله الأسبوع القادم، وهو الذي سيشرف على كل العملية بما في ذلك تشكيل حكومة وطنية مستقلة ليست سياسية. والحديث أن حركة النهضة هي المتسببة في الأزمة السياسية، فهو كلام به الكثير من التجني، نحن في مرحلة انتقالية بعدما خرجنا من مرحلة القمع التي جسدتها ثكنة كانت تسير بطريقة قمعية من شرطي هو الآن فار والثكنة انهارت، ولهذا آثرنا منذ البداية العمل وفق إطار توافقي، رغم أن أعرق الديموقراطيات في العالم تستلزم للحكم الحصول على أغلبية لا تزيد عن 50 بالمئة، ولأننا لم نتعود بعد على أجواء الديمقراطية والحرية فنحن نكابد المعاناة، ولكن بالتدريب وطول النفس سيتبين الحق من الباطل، ويتبن جهد كل طرف. يفترض أن تنتهي اليوم مهلة العريض كرئيس للحكومة، وفق ما اتفق عليه في الحوار الوطني، لماذا تخليتم عن الوعد بالاستقالة؟ أعلن الرباعي المشرف على الحوار عن توقيف العداد باعتبار أن هنالك عوامل وأسباب خارجة عن نطاق الحكومة والمؤتمر الوطني، وتمثل السبب في المحكمة الإدارية التي عطلت عملية فرز الهيئة الانتخابية ونحن إزاء عملية متكاملة فيها الجانب الحكومي الذي أعلن أنه سيستقيل بعد توفر الشروط الأخرى وهي إفراز الهيئة الانتخابية المستقلة، وأن يتم ختم الدستور ونحن إزاء علمية بثلاثة فروع إذن، فرع انتخابي هو انتخاب الهيئة المستقلة لانتخابية واستكمال الدستور والثالث استقالة الحكومة ينبغي أن تستكمل على نفس المسار، فإذا تعطل أحد منها يتعطل المساران الآخران، ولن يستكمل حتى يصلح العطب. أعلنت تونس الحرب على الإرهاب، وتزامن هذا مع إعلان الجهاديين التونسيين في سوريا العودة، هل يشكل لكم هذا مثار تخوف؟ لا أبدا، هنالك أخطار لا شك ولكن العنف في تونس ظاهرة إلا أنها ظاهرة معزولة ليس لها أي سند شعبي، ولا مبررات لها سواء سياسية أو مجتمعية، وإنما هي رد فعل على مرحلة بن علي هؤلاء ورثتهم الثورة، ولكن الثورة ألغت الأسباب التي يستند إليها العنف، بعدما أطلقت الثورة الحريات وأعطت الإمكانية لكل من يريد العمل في الإطار السلمي، سواء بتكوين جمعية أو يؤسس حزبا يعمل في إطار القانون لم يبقى إذن هنالك مبرر موضوعي سوى التأثر ببعض الجماعات العنيفة والإرهابية الدولية وبالتالي لا نرى للعنف مستقبلا في تونس. إذن أنتم مرتاحون؟ لا نقول إننا مرتاحون، لكننا مطمئنون، لأنه لا يوجد مستقبل للعنف في البلاد، ولكن تواجد أخطار الجماعات والممارسات العنفية تبقى ممكنة في أي دولة وتكفي جماعة صغيرة تستطيع تنفيذ عمل استعراضي، من شأنه إحداث إرباك ولكنه لا تمثل تهديدا للنظام السياسي المستند لإرادة شعبية حقيقة. هل يمكن القول إن حصر النشاط الإرهابي في تونس مرتبط بشكل كبير بالتنسيق الأمني مع الجزائر؟ مما لا شك فيه، فهنالك تعاون كبير بين الجيشين وبين المصالح الأمنية في الدولتين، والتنسيق بين تونسوالجزائر أفرز نتائج جد إيجابية في مجال محاربة الإرهاب نتيجة للخبرة الكبيرة والوسائل التي في الجزائر. أود التأكيد أن التعاون، ليس في المجال الأمني فقط، بل هنالك تعاون اقتصادي وتجاري كبير. وفي الجانب السياسي؟ نحن نتعاون مع أشقائنا في كل المجالات. هل زيارتكم للرئيس بوتفليقة تمثل نوعا من التنسيق السياسي لتجاوز الأزمة؟ نعم، التقيت الرئيس بوتفليقة، الذي لي معه علاقة صداقة لسنوات، وتناولنا عدة جوانب منها ما تمر بها تونس والعالم العربي. شعوب الربيع العربي أوصلوا الإسلاميين إلى الحكم، والآن يطردونهم، ما تفسير ذلك؟ هنالك حالات ردة، حصلت في بعض الأقطار العربية، وبالخصوص في مصر، لكن المظاهرات في مصر بالآلاف، وهذا ما يدل أن الشعب متمسك بثورته وبحريته وذرائع الانقلاب لم تنطل على غالبية المصريين، الذين يعملون على وقف الثورة المضادة عبر الشباب والشابات والشيوخ والعجائز. ما نصيحتك لإسلاميي الجزائر في الرئاسيات، مرشح إسلامي أم الوقوف إلى جانب مرشح توافق؟ الأفضل لهم، الوقوف إلى جانب مرشح توافق، ولو من خارج التيار الاسلامي، هذه هي قناعتي سواء الأمر في تونس أو هنا في الجزائر (الشروق الجزائرية)