انطلقت مساء اليوم بنزل "المورادي" بقمرت اشغال مؤتمر جمعية القضاة التونسيين الحادي عشر تحت عنوان "استقلال السلطة القضائية استحقاق ثورة الحرية والديمقراطي " وحضر المؤتمر رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبعض الوجوه الحقوقية الأخرى مثل عميد المحامين السابق شوقي الطبيب والقاضي السابق مختار اليحياوي وام زياد والمناضل علي بن سالم وعدد من القضاة كنو ترفض تمسك السلطة بارث الماضي وافتتحت المؤتمر رئيسة جمعية القضاة التونسيين كلثوم كنو التي قالت أن القضاة خالوا بعد الثورة وبعد استعادتهم للجمعية أن المهمة ستكون أيسر ولكن مع تقدم السنة القضائية 2011و2012 قاموا بتحركات ساندتهم فيها مكونات المجتمع المدني انتهت بالمصادقة على قانون الهيئة الوقتية للقضاء العدلي وكانوا يظنون بعد ذلك انهم اجتازوا العقبة الاولى الا ان السلطة التنفيذية سرعان ما تمسكت بإرث الماضي المقيت. واضافت أن البلاد شهدت منعرجا خطيرا للعنف والتصفيات الجسدية وانغلاق الأفق السياسي باغتيال كل من بلعيد والبراهمي تلتهما الجريمة الإرهابية في حق الجنود التونسيين وتعمقت الأزمة في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب الذي تتحمل فيه السلطة المسؤولية الأولى من خلال الخلل الفادح في المنظومة الأمنية التي أدت الى تواتر الجرئم الإرهابية. وفي نفس الإطار أضافت أنها تلوم بعض مكونات المجتمع المدني والاحزاب السياسية لأن الجمعية لم تجد منهما وعيا وإسنادا لأن أصواتهما كانت مشغولة بالأزمة الحكومية. وتطرقت في ختام كلمتها للحديث عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا قائلة " لم يغادرنا منك غير الجسد الفاني وستبقى تعيش فينا الى الأبد" ثم تناولت الكلمة الناطقة الرسمية باسم هيئة القضاء العدلي وسيلة الكعبي ولاحظات قائلة أنها اليوم ترى هدف استقلالية القضاء يتحقق رغم العراقيل والصعوبات وانها تؤمن حسب ذكرها بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وان نور الحق سيخطف بصر الظلمة وسيرفع الإستبداد ويكون لشعبنا قضاء مستقل وطالبت من القضاة وكل من يؤمن بقضاء مستقل دعم الهيئة الوقتية للقضاء العدلي وذلك بمساندتها ونقد زلاتها. قبل الثورة الحديث عن القضاء كالحديث عن المخدرات ثم تناول الكلمة رئيس المرصد التونسي لإستقلال القضاء أحمد الرحموني وتحدث عن مسار جمعية القضاة قبل 14 جانفي يوم كان القضاة حسب ذكره يلاحقون ويوم كان الحديث عن استقلال القضاء كمن يتحدث عن المخدرات وقال أنه يستحضر ذلك بألم ولكن في نفس الوقت بافتخار واستحضر الرحموني ايضا خلال كلمته كيف دخل القضاة الى مقر الجمعية ونزعوا صورة المخلوع وتسلموا مفاتيح الجمعية ثم جابوا بعدها الطرقات واستعادوا ما كانوا يقولونه خفية وأصبحوا يقولونه علنا. مضيفا أنه رغم محاولة السلطة شق صفوف القضاة لكن الجمعية بقيت على العهد وبقيت أيضا منفتحة على جميع القضاة, وراى انه لا بد من التوحد في صفوف القضاة وفي نفس الإطار اضاف أن استقلال القضاء ليس له وجود الآن باعتبار أن مراكز القرار لا تريد سلطة قضائية مستقلة وجمعية القضاة كانت وستبقى حسب ذكره عنوانا للمبادئ والطموحات. الصراع مرير مع مراكز المصالح والنفوذ وقال بوبكر بن ثابت الكاتب العام للهيئة الوطنية للمحامين أن مطلب استقلالية القضاء مطلب الجميع رغم أن هنالك بعض نقاط الإختلاف مضيفا أنه لا يمكن ارساء مؤسسات حقيقية دون استقلال القضاء رغم أنه مطلب صعب المراس حتى على اصحابه لذلك فإن معركة استقلال القضاء ستكون صعبة حسب رأيه لانه سيكون صراعا مريرا مع مراكز المصالح والنفوذ. وساند رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الستار بن موسى بوبكر بن ثابت في أن استقلال القضاء مطلب الجميع وأضاف أنه لا حرية بدون سلطة قضائية مستقلة ولكن السلطة التنفيذية تسعى دوما حسب رأيه على القضاء على القضاء واستقلاليته. ولاحظ القاضي السابق مختار اليحياوي خلال كلمته بالمؤتمر أنه مهما تكون الصعوبات فقد كسبنا عدة أشياء مثل حرية التعبير. مضيفا أن بناء السلطة القضائية استحقاق أساسي من استحقاقات الثورة واستقلال القضاء مكسب يتم اكتسابه بالنضال المستمر وأضاف أن استقلال القضاء هو الطريق الذي سيفتح أمامنا حسب رأيه الإستحقاق الأكبر وهو استحقاق العدالة. وطالب مختار اليحياوي القضاة الشبان بتحقيق عدالة تليق بالثورة وليست عدالة مبتذلة. وتطرق خلال مداخلته عن الحديث عن الإستبداد الذي تعرض له القضاة في العهد السابق. وأكد المناضل علي بن سالم خلال مداخلته أن الشعب التونسي لن يفرط في استقلال القضاء وهو مستعد للتضحية من اجل تحقيق قضاء مستقل. ورأى محمد عشاب ممثل عن اتحاد الصناعة والتجارة أن القضاء المستقل يساعد في إصلاح المسار الإصلاحي للثورة الذي انعرج عن الأهداف التي رسمت والتي اندلعت من اجلها الثورة. وأجمع كل من عميد المحامين سابقا شوقي الطبيب ومختار الطريفي رئيس الكنفديرالية الدولية لحقوق الإنسان أن مطلب استقلال القضاء ليس مطلب القضاة فقط بل مطلب جميع مكونات المجتمع المدني لانه بدون قضاء مستقل لا يمكن أن نبني دولة ديمقراطية ولا يمكن ان نكفل حق المتقاضين وأنه عندما نحقق ذلك نطمئن بالتالي على حقوقنا وحرية بلادنا. القضاة المعزولون تعرضوا لمظلمة كبيرة وتحدث الحبيب الزمالي ممثل عن جمعية الدفاع عن القضاة المعزولين وقال ان القضاة المعزولين تعرضوا لمظلمة كبيرة سلطت عليهم دون ملفات تثبت تورطهم في الفساد وان هنالك منهم من تعرض الى حادث وتوفي وهناك من بترت ساقيه ومنهم ايضا من انقطع أبناؤه عن الدراسة نتيجة تلك المظلمة الكبيرة التي تعرضوا اليها ولاحظ انه لم يتحقق استقلال القضاء رغم أنه مطلب لطالما طالب به القضاة قبل وبعد الثورة.