تطرقت الشقيقة "الصباح الاسبوعي" في عددها الصادر اليوم الى التهديدات التي يواجهها الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. وقالت الصباح الاسبوعي انه أمام تهديدات عماد دغيج (حماية الثورة بالكرم) باسقاط حكومة «مهدي جمعة» بعد يومين من تكوينها اذ أكد ذلك في فيديُو مصور، اعتبر اتحاد الشغل أحد ابرز الأطراف التي كانت وراء إعداد خارطة الطريق والمساهمة في فكّ الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد ان مثل هذه التنظيمات الهجينة قد فاتها القطار اذ قال بوعلي المباركي الأمين العام المساعد (القاطن بالكرم وكذلك المهدّد بالقتل): «أفضل ردّ على هذا الشخص هو عدم الردّ، فالقطار يسير ورئيس الحكومة مهدي جمعة مسنُود من أغلب الأحزاب السياسية التي غلبت المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، وقدّمت تنازلات للخروج من الازمة». اما بخصوص التهديدات المستمرة التي يتلقاها الاتحاد والتي تستهدف خاصة الأمين العام حسين العباسي وآخرها رسالة مكتوبة بخط اليد تمّ تسليمها لوزارة الداخلية فيها تهديد للعباسي بتفجيره. وهنا يقول بوعلي المباركي: «التهديدات التي نتلقاها وما حدث لنا دلالة واضحة على أن بعض الجهات لا تريد الخير لهذه البلاد فتسعى لاستهداف النقابيّين حتى لا يواصل الاتحاد دوره الوطني، لكننا سنواصل كلفنا ذلك ما كلفنا''. عائلات تحت الضغط والخوف.. ويُذكر أن حسين العباسي يخضع منذ فترة طويلة لمراقبة مشدّدة سواء في تحركاته أو على منزله وحتى عائلته باعتبارها هي الأخرى قد تلقت تهديدات جديّة وخاصة ابنه الذي أصبح يزاول دراسته وهو تحت حراسة مشدّدة حتى داخل الفصل اذ تمّ تضييق الخناق على حسين العباسي بالتهديدات الإرهابية بعد ان قطع الاتحاد العام التونسي للشغل خطوات هامة في انقاذ البلاد من الازمة وجنّد الى جانبه أكبر ثلاث منظمات. الأمن يتفطن إلى بوعلي المباركي مهددا ويقبض على مشبوه فيه وبالإضافة الى ان عديد النقابيين مستهدفون بالعقوبات الإدارية في عملهم وعلاقاتهم على أشدّ التوتر مع اطراف التفاوض من سلط إشراف ومسؤولين وحتى الوزراء؛ فإن التهديدات بالتصفية تستهدف أيضا عديد الرموز على غرار بوعلي المباركي الذي تفطن الأمن الى انه مهدّد وتم القبض على شاب كان دائم المراقبة لتحرّكات بوعلي، وقد وقع ايقافه أمام منزل الأمين العام المساعد يترصّد عودته. وقد أحيل على انظار العدالة؛ لكن بوعلي المباركي ظل تحت الحراسة تماما مثل عائلته، ولا يعرف شيئا عما آل اليه الأمر مع الموقوف الذي كان يترصّده وتمت احالته على إدارة مجابهة الإرهاب بالإضافة الى الامين العام المساعد سمير الشفي الذي أصبح بدوره لا يتحرك الا بمرافق لحمايته بعد ان تلقى هو الآخر تهديدات بالتصفية. رسالة لإفشال الحوار لكنّها تعطلت في البريد ووصلت الاتحاد بعد 14 ديسمبر والملفت للانتباه ان الرّسالة الموجّهة الى حسين العباسي رغم ما تتضمّنه من تهديد بالتصفية السياسية بامتياز إذ نشرالاتحاد العام التونسي للشغل جملة واحدة لأسباب امنية( "لقد قررنا يوم 14 جانفي ان تلقى حتفك يا عباسي فإما ان تلتقي بحركة النهضة او تنتهي حياتك"). وقد تلقت مصالح اتحاد الشغل الرسالة يوم 18 ديسمبر الجاري بينما لوحظ ان الرسالة تم إيداعها بمكتب بريد شارع قرطاج يوم 10 ديسمبر على أمل ان يتلقاها حسين العباسي قبل يوم 14 ديسمبرآخر موعد للإعلان عن نتائج الحوارالوطني. وحسب ما فهمه النقابيّون فإن الرسالة لها علاقة كبيرة بالحوار الوطني وفيها محاولة للتأثير على حسين العباسي والرباعي الراعي للحوار وترهيب قيادات اتحاد الشغل التي ساهمت في نجاح الحوار لكن اصحاب الرسالة خذلهم البريد حيث وصلت الرسالة الى مقر اتحاد الشغل بعد 14 ديسمبر ولم يتمكنوا من افشال الحوار. واعتبر النقابيون ان الرسالة رغم انها تتضمّن تهديدا واضحا بتفجير مقر الاتحاد وتصفية النقابيّين فإن من ورائها الذين أمضوْا باسم "النهضة" هدفهم الإرباك والإغراق، لانه ليس من مصلحتها نجاح الحوار الوطني. وبالإضافة الى انه لا علاقة لحركة النهضة بهذه الرسالة فإن بعض الأطراف حاولت استغلال العلاقة بين الاتحاد والنهضة لمزيد توتير الأجواء وهي رسالة صادرة عن مجموعة يائسة لم تقدر على إفشال الحوار، فاختارت طريق التخويف وتوريط غيرها والإساءة اليه؛ وحتى النقابيون فهم متفهّمون لذلك رغم اختلافهم الشديد مع "النهضة" و "التريكا" وما لحقهم من تهديدات ب''سحل العباسي'' وحرق سيارة المولدي الجندوبي واعتداءات 4 ديسمبرالشهيرة..