أرجع سمير الوافي انقطاع البث عن برنامجه "لمن يجرؤ فقط " على قناة التونسية إلى عدم تمكّن فريق البرنامج من إنهاء عملية التركيب للجزء الثالث من الحلقة بعد أن تم بث الجزأين الاول والثاني. وأكّد على صفحته الخاصة على "الفايسبوك" أن سبب انقطاع البرنامج مسألة تقنية لا علاقة لها بأي جهة رسمية مثلما تدايول في عدد من صفحات التواصل الاجتماعي. كما كتب الوافي : "ارجو ان تثقوا بي لا توجد اي اسباب اخرى عدى الخلل التقني...ولو وجدت سأجرؤ على كشفها لكم...ضيفي تعرض الى ضغوطات كبيرة قبل التسجيل نعم...وقد أثر ذلك عليه...أطراف انزعجت من محتوى الحلقة نعم...وقد عبروا عن ذلك...لكن لا توجد صنصرة ولا نية لايقاف الحلقة أبدا مهما حدثت ضغوطات...وغدا ستعاد كاملة وبمستوى تقني عال...أعتذر على الخلل في وقت حساس من الحلقة...كنا نصارع الوقت لنصل بالحلقة الى موعد البث...سجلنا البارحة ( المقصود فجر الاحد) منتصف الليل ونصف وانهينا في الساعة الرابعة صباحا...فريق البرنامج لم ينم ذهب الى المونتاج والوقت يهرب...هزمنا الوقت وداهمنا الموعد والحل التقني الذي استعملناه فشل". وكان سمير الوافي استدعى في الحلقة الأولى لبرنامجه الجنرال المتقاعد أحمد شابير مدير عام الامن العسكري (المخابرات العسكرية ) وسمير ابن علي السرياطي. 9 جانفي 2011 وعن تاريخ 9 جانفي 2011، والاجتماع الأمني الذي حضره وزريري الدفاع والداخلية ومدير عام الأمن الرئاسي والمدير العام للأمن العسكري والأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي، بيّن شابير الضيف الأول في برنامج "لمن يجرؤ" انه ليس اجتماعا لمقاومة أو دراسة ما يحدث وانما هو اجتماع سطحي اخذت فيه الأمور ببساطة وطلب فيه بالالتزام بما هو مخطط سابق لتدخل الجيش مبينا أن رضا قريرة وزير الدفاع الوطني لم يكن راض على اجتماع 9 جانفي وتبين أن هناك نوع من التعدي على حقوق الوزراء، مشيرا إلى أن قريرة طلب بعد ذلك الاجتماع بأن لا تأخذ التعليمات إلا منه في إشارة إلى أن لا يتم أخذ أي تعليمات من السرياطي باعتبار وجود إرباكات في الأمن.. حول عودة الغنوشي إلى تونس وفي إجابة عن سؤال الوافي عن دخول الإسلاميين إلى تونس، قال شابير انهم تلقوا معلومة مخابراتية بعد ذلك الاجتماع وقبل يوم 13 جانفي 2011 مفادها عودة راشد الغنوشي إلى تونس، فتم وضع خطة على أن تحوّل وجهة الطائرة التي ستنقل الغنوشي إلى مطار النفيضة باعتبار أن عودة الغنوشي ستوتر الأحداث لن تمت في العاصمة نظرا لامكانية حضور العديد من انصاره بما يزيد في تعكير الوضع في البلاد. رشيد عمار وفي ما يتعلق بالجنرال الأول رشيد عمار وعن درجة ولائه وإخلاصه لبن علي، قال شابير انه من المنطلق العسكري هناك ولاء في إطار تراتيب الجيش، مبينا أهمية وجود الثقة بين الجنرال الأول وبن علي. وأضاف : " لا شك في الولاء...صحيح كانت هناك إشاعات تفيد ان يوم 16 ديسمبر 2010 تاريخ صدور معلومة بنشرية "ماغرب كونفيدنسال" تقول انني سأعوض رشيد عمار...مع الأسف الإشاعات كثرت في تلك الفترة ولم يصدر أمر بإطلاق النار بتاتا من رئيس الجمهورية...ولو صدر الأمر لكانت هناك إجابة اما بنعم أو بلا من رشيد عمار ولكن لم يصدر أي أمر" وكانت الإجابة هذه ردّا عن سؤال الوافي عن مدى صحة كون عمار هو الرجل الذي قال لا لبن علي. ونفى شابير أن يكون رشيد عمار قد انقلب عليه وانما الأمر يتعلق باختلاف في الآراء الأمر الذي خلق مسافة بينه وبين عمار. وعن مدى صحة كون عمار لم يقابل بن علي الا مرة واحدة في حياته يوم 14 جانفي، أكّد شابير صحة الخبر. وفي إجابة عن سؤال الوافي ان كان عمار هو بطل الثورة، أجاب شابير : "الجيش هو بطل الثورة...ولا يمكن اختزال مؤسسة الجيش في شخص عمار...وعمار مجرد صورة إعلامية...كما أنه كان متعففا عن السلطة...والحكم يوم 14 جانفي كان على قارعة الطريق...ولكن فكرة الانقضاض عليه لم تكن تراودنا...وان شاء الله لا نندم على ذلك...إلى غاية اليوم هناك بصيص من الأمل ولكن خوفي كل الخوف أن نندم يوما ما باعتبار الوضع الذي تعيشه البلاد ووجود هواة من السياسيين يسبقون المصلحة الشخصية على مصلحة البلاد ". كما نفى شابير وجود علاقة بين الجنرال عمار وأمريكا، مشيرا إلى أنّ عمار تكوّن في فرنسا ولم يتكون في أمريكا وعن خروج شابير من الباب الصغير جراء توتر علاقتع مع رشيد عمار، قال : "ما حزّ في نفسي عند ذلكالظرف الذي كانت تمرّ به البلاد...كما هو الشأن بالنسبة لوزارة الداخلية في تلك الفترة التي أبعدت إطارات أمنية كفأة". قاعة عمليات تدير تونس وبيّن شابير إلى وجود قاعة عمليات في تلك الفترة تدير تونس وكانت تروّج عددا من الإشاعات وتضخّم بعض الأحداث...واستبعد شابير ان يكون عمار وراء هذه العمليات. وأكّد شابير في البرنامج أن الأمن كان مخترقا خلال أحداث الثورة من قبل جهات أجنبية. وأوضح شابير أنّ الأمن في تلك الفترة تخلى عن بعض مواقعه وسلّم سلاحه للجيش. وأشار إلى أنّ الجيش الوطني تابع الأحداث وكان هناك تنسيق سابق للأحداث بين الدفاع والداخلية للنظر في الوضع العام في البلاد، خاصة بعد وقوع عدد من الأحداث منذ 2006 مثل عملية سليمان والتي تعتبر اختراق أمني كبير حيث أنه لم يقع التفطن لهمس وأحداث رديف. وأضاف المدير السابق للأمن العسكري أن أغلب المعلومات التي كانت تصل إلى بن علي كانت تهدف إلى تخويفه وإجباره على مغادرة البلاد ، مبينا أن تلك العملية تمت من قبل مخابرات أجنبية اخترقت الجهاز الأمني أيام المخلوع.وقال المتحدث انه لم يكن هناك انقلاب يوم 14 جانفي وانما تم فقط إبعاد بن علي والتخلص منه بأقل التكاليف. واكد وجود اتصالات داخل الشبكة الأمنية تدعو الأمنيين إلى مغادرة مواقعهم وتركوا أسلحتهم مستبعدا أن يكون هذا الاختراق قد تم من قبل جهات داخلية في إشارة إلى وجود اختراق أجنبي. وأشار إلى أنه تم رصد مكالمات داخل الشبكة الأمنية تدعو الأمنيين إلى مغادرة مقراتهم، متأسفا عن عدم وجود بحث جدي في الغرض في الإبان. وقال شابير:" في إعتقادي أن الامن اخترق من جهات أجنبية...ولا يمكن أن يتم ما حدث من أطراف داخلية...وكأنّ هناك قاعة عمليات تخطط كلّ شيء...والأكيد أن المخابرات الأجنبية كان لديها عملاء...وقد كان شخصا وحيدا مستهدف...وكلّ شيء كان موجه لرئيس الدولة لإبعاده ولو كان هناك انقلاب لتولى شخص ما الحكم مباشرة... وما وقع مؤامرة أمنية لتخويف بن علي...وبن علي استسلم يوم 13 جانفي من خلال ما جاء في خطابه ". علي السرياطي وفي هذا السياق، أكّد أحمد شابير أن علي السرياطي المدير العام للأمن الرئاسي السابق لم يتحرّى في المعلومات التي كان يبلّغها إلى بن علي، مضيفا : "لم أجد إجابة في هذا الموضوع...ولكن كل شيء يوحي بالريبة...وللأسف لم يقع التحري في الموضوع ...فالسرياطي له خبرة كبيرة في الدفاع والامن وليس من المقبول ان يبلغ اشاعات للرئيس دون التحري من ذلك" وحول تصريح مهدي بلقايد للقضاء بكونه سمع السرياطي يوم 14 جانفي يدعو بن علي للخروج من القصر باعتبار وجود زورق للحرس يحوم حول القصر وسيستهدف قصر قرطاج، قال شابير : "وجود زورق هذا أمر غير وارد...وتفسيري للأمور هو شعور السرياطي بالخطر...ويمكن أن يكون طلب السرياطي مغادرة بن علي كانت لتأمينه...ويمكن أن يؤكّد هذا التصريح لبلقايد شكوك رضا قريرة حول السرياطي...والسرياطي حاول السيطرة على اجتماع 9 جانفي... كما أنه كان يأمر وزيري الداخلية والدفاع وقريرة شكّ في كون السرياطي كان حينها يأمر بإمرته الخاصة وليس بإمرة بن علي... وأنا أوقفت السرياطي في القاعدة الجوية بالعوينة وما فعلته كان تنفيذ أمر...وإيقافه كان خوفا عليه وليس منه...ومن الصعب اليوم توجيه تهم للسرياطي...والمتهم بريء إلى أن تثبت إدانته والحكم على السرياطي مازال لم يبت فيه نهائيا...خاصة وأن الأمر جاء من رضا قريرة الذي يمكن أن يكون مازال لديه معلومات لم يصرّح بها بعد". وعن اعتذار رضا قريرة للسرياطي في السجن، قال شابير : "تعلم انّ السجن يحنن القلوب" 14 جانفي 2011 ومن جهة أخرى، أكّد شابير إلى أن مظاهرة 14 جانفي 2011 بشارع الحبيب بورقيبة لم تكن خطيرة ولم تكن سببا في إسقاط بن علي والدليل أنه قد وقع تفريقها دون صعوبات كما أنه لم يكن بإمكانها اقتحام قصر قرطاج.