كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة: اعداد خطة عمل بكافة الولايات لتفادي توسع انتشار الحشرة القرمزية ( فيديو )    انس جابر تغادر بطولة مدريد من الربع النهائي    اسقاط قائمتي التلمساني وتقية    عين دراهم: إصابات متفاوتة الخطورة في اصطدام سيارتين    الحكومة تبحث تقديم طلب عروض لانتاج 1700 ميغاواط من الطاقة النظيفة    تأخير النظر في قضية ما يعرف بملف رجل الأعمال فتحي دمّق ورفض الإفراج عنه    كمال دقّيش يُدشن مركز إقامة رياضيي النخبة في حلّته الجديدة    باقي رزنامة الموسم الرياضي للموسم الرياضي 2023-2024    القصرين: ايقافات وحجز بضاعة ومخدرات في عمل أمني موجه    تراجع عدد الحوادث المسجلة ولايات الجمهورية خلال الثلاثي الأول لسنة 2024 بنسبة 32 %    طلبة معهد الصحافة في اعتصام مفتوح    بمناسبة عيد الشغل: الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية مجانا    هذه تأثيرات السجائر الإلكترونية على صحة المراهقين    على متنها 411 سائحا : باخرة سياحية أمريكية بميناء سوسة    نجلاء العبروقي: 'مجلس الهيئة سيعلن عن رزنامة الانتخابات الرئاسية إثر اجتماع يعقده قريبا'    القبض على شخص يتحوّز بمنزله على بندقية صيد بدون رخصة وظروف لسلاح ناري وأسلحة بيضاء    الليلة: أمطار غزيرة ورعدية بهذه المناطق    صفاقس: اضطراب وانقطاع في توزيع الماء بهذه المناطق    قفصة: تواصل فعاليات الاحتفال بشهر التراث بالسند    تحذير رسمي من الترجي التونسي لجمهوره...مالقصة ؟    الترجي الرياضي: نسق ماراطوني للمباريات في شهر ماي    تحذير من برمجية ''خبيثة'' في الحسابات البنكية ...مالقصة ؟    بنزرت: حجز أكثر من طنين من اللحوم    وزيرة النقل في زيارة لميناء حلق الوادي وتسدي هذه التعليمات..    سوسة: حجز كمية من مخدر القنب الهندي والإحتفاظ بنفرين..    أسعار لحم ''العلوش'' نار: وزارة التجارة تتدخّل    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    خبراء من الصحة العالمية يزورون تونس لتقييم الفرص المتاحة لضمان إنتاج محلي مستدام للقاحات فيها    اتصالات تونس تفوز بجائزة "Brands" للإشهار الرمضاني الأكثر التزاما..    عاجل/ تلميذ يعتدي على أستاذته بكرسي واصابتها بليغة..    إحداث مخبر المترولوجيا لوزارة الدفاع الوطني    الحماية المدنية: 18 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب "خطر إرهابي"..#خبر_عاجل    زيادة ب 14,9 بالمائة في قيمة الاستثمارات المصرح بها الثلاثي الأول من سنة 2024    تونس: تفاصيل الزيادة في أسعار 300 دواء    هام/ هذا موعد اعادة فتح معبر رأس جدير..    تفاقم عدد الأفارقة في تونس ليصل أكثر من 100 ألف ..التفاصيل    بطولة إيطاليا: جنوى يفوز على كلياري ويضمن بقاءه في الدرجة الأولى    عاجل : الأساتذة النواب سيتوجّهون إلى رئاسة الجمهورية    هدنة غزة.. "عدة عوامل" تجعل إدارة بايدن متفائلة    مفاوضات الهدنة بين اسرائيل وحماس..هذه آخر المستجدات..#خبر_عاجل    توزر...الملتقى الجهوي للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد    صدر حديثا للأستاذ فخري الصميطي ...ليبيا التيارات السياسية والفكرية    في «الباك سبور» بمعهد أوتيك: أجواء احتفالية بحضور وجوه تربوية وإعلامية    الخليدية .. أيام ثقافية بالمدارس الريفية    محاكمة ممثل فرنسي مشهور بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير فيلم    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" الصباح نيوز " تنشر النص الكامل لبيان حكومة جمعة
نشر في الصباح نيوز يوم 28 - 01 - 2014

ألقى اليوم مهدي جمعة كلمة امام نواب المجلس الوطني التاسيسي خلال الجلسة العامة لمنح الثقة لحكومته
وجاءت كلمة مهدي جمعة كما يلي:
بسم الله الرحمان الرحيم
السيد رئيس المجلس الوطني التأسيسي،
السيدات والسادة أعضاء المجلس المحترمين،
حضرات السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنّه لمن دواعي الفخر والإعتزازأن أقف اليوم أمامكم وتونس تحتفل في إرتياح عميق بالمصادقة على دستورنا الجديد. هذا المكسب التاريخيالذي يحييه العالم أجمع اليوم سيبقى مفخرة لشعبنا العظيم وأجيالنا المتعاقبةأمام كلّ الأمم.
أَوَّدّ أَنْ أُعَبِّر عَنْ تَقْدِيرِي العَمِيقلِكَافَّة أَعْضَاء المَجْلِس الوَطَنِي التَّأْسِيسِيلِمَا بَذَلُوه مِنْ جُهُود جَبَّارَة لِصِيَاغَة دُسْتُور تَوَافُقِيّ،يَجْمَع كُلّ التُّونِسِيين. دُسْتُور يَضْمَن الحُقُوق وَالحُرِّيَّات، يُجَسِّد التَّدَاوُل السِّلْمِيّ عَلَى السُّلْطَة، وَيُؤَسّس لِجُمْهُورِيَّة جَدِيدَة.
لقد كانت المصادقة على الدستور لحظة فارقة في تاريختونس ومنطلقا لمصالحة وطنية حقيقية.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
يُشَرّفُنِي أَنْ أَتَوَلَّى اليَوم تَقْدِيم الحُكُومَة الّتِي كَلَّفَنِي بِتَشْكِيلِهَا السّيِد رَئِيس الجُمْهُورِيّة وَأَنْ أًعْرِض عَلَى مَجْلِسِكُمْ المُوَقَّر أَعْضَاءَهَا وَبَرْنَامَجَهَا لِنَيْل ثِقَتِكُمْ وِفْقًا لِلْقَانُونالتّأْسِيسِي المُتَعَلِّق بِالتَّنْظِيم المُؤَقِّت لِلسُّلَط العُمُومِيَّة.
وَقَدْ تَوَصَّلْت بِعَوْن الله وَفَضْلِه إِلَى تَكْوِين فَرِيق حُكُومِيّ عَلَى قَدْر كَبِير مِنَ الوَعْيبِدِقّة المَرْحَلَة. فَهَذِه الحُكُومَة اِسْتِثْنَائِيَّة لانْبِثَاقِهَا مِنْ تَوَافُق وَطَنِي فَرِيد مِنْ نَوْعِه، وَلِانْخِرَاطِهَا فِي خِدْمَة الصَّالِح العَاموَمَصْلَحَة تُونِس العُلْيَا، عَلَى أَسَاس الاِسْتِقْلاَلِيَّة وَالحِيَاد.
اِسْمَحُوا لِيالسَّيِّدَات وَالسَّادَة النُّوَّاب المُحْتَرَمِين أَنْ أُعَبِّر لَكُمْ عَمَّا أَشْعُر بِه مِنْ فَخْر وَاعْتِزَاز بِانْتِمَائِي لِهَذَا البَلَد العَرِيق، وَأَنْ أُحَيِّي مِنْ خِلاَلِكُمْ كَافَّة أَفْرَاد الشَّعْب التُّونِسِي فِي الدَّاخِل وَالخَارِج، وَأْعَاهِد نَفْسِيأَنْ أَكُون وَحُكُومَتِي أَوْفِيَاء لَه،وَلِثَوْرَتِه المَجِيدَة وَلِشُهَدَائِنَا الأَبْرَار. إِنّ تُونِس المُتَجَذِّرَة فِي الحَضَارَة الإِنْسَانِيَّةوَفِي هوِيَّتِهَا العَرَبِيَّة الإِسْلَامِيَّة، وَالمُنْفَتِحَة عَلَى الحَضَارَات وَالقِيَم الكَوْنِيّة، تَنْخَرِط بِثَبَات فِي عَهْد الدِّيمُقْرَاطِيَّة وَالحُرِّيَّة وَالكَرَامَة.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
إِنِّي أُنَوِّه مِنْ هَذَا المِنْبَر بِالمَجْهُودَات الَّتِي بَذَلَتْهَا الحُكُومَة المُتَخَلِّيَة بِرِئَاسَة أَخِي وَصَدِيقِي السَّيِّد عَلِي لَعْرَيِّض، مِنْ أَجْل الرَّفْعِ مِنْ قُدُرَات الدَّوْلَة وَتَعْزِيز الأَمْن وَمُعَالَجَة الصُّعُوبَات المُلِحَّة.
كَمَا أُشِيد بِالدَّوْر البَنَّاء الَّذِي قَام بِه الرُّبَاعِي الرَّاعِي لِلْحِوَار الوَطَنِي فِي هَذَا الظَّرْف الصَّعْب وَالدَّقِيق الّذِي تَمُرّ بِه بِلَادُنَا، وَأَتَقَدَّم بِالشُّكْر وَالإِمْتِنَان إِلَى كُلّ الأَطْرَاف الَّتِي سَاهَمَت فِي إِنجَاح هَذِه المَرْحَلَة.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
إِنّ هَذَا التَّوَافُق عَلَى أَهَمِّيَّتِه، يَنْبَغِي أَنْ لاَ يُنْسِينَا الصُّعُوبَات الّتِي مَا تَزَال تَحُفّ بِالمَسَار الإِنْتِقَالِيّ، وَهْي صُعُوبَات أَمْنِيَّةٌ، اقْتِصَادِيَّةٌ، اجْتِمَاعِيَّة وَسِيَاسِيَّة.
وَ لَقَد جَرَت العَادَة أَن يَتَقَدَّم رَئِيس الحُكُومَة المُّكَلَّف بِبَرْنَامَج عَمَل شامل،إِلَّا أَنَ الظَّرْف الإِسْتِثْنَائِي يُمْلِي عَلَيّ أَنْ أَتَوَجَّه إِلَيكُمْ بِبَيَانيُرَكِّزعَلَى الأَوْلَوِيَّات وِفْقًالِلْوَضْعِ الحَرِج وَالدَّقِيق.
فَهَذِه الحُكُومَةهَدَفُهَا الأَسْمَى السَّيْر بتُونِسنَحْوَ انْتِخَابَات عَامَّة حُرَّة نَزِيهَة وَشَفَّافَة لَا يَرْتَقِي إِلَيْهَا أَيُّ تَشْكِيك.
وَإِنّ الوَاجِب الوَطَنِي يَدْعُو الجَمِيع لِدَعْمِهَا.
هَذِه مُهِمَّتُنَاالّتِي سَنَنْخَرِط أَنَا وَالفَرِيق الحُكُومِي بِكُلّ طَاقَاتِنَا لإِنْجَاحِهَا. إِلاَّ أَنّ الوُصُولإِلَى الإِنْتِخَابَاتيَسْتَدْعِي الإِرْتِكَاز عَلَى دِعَامَتَيْن رَئِيسِيَّتَيْن:
الأُولَي نَشْر الأَمْنِ وَالطُّمَأْنِينَة
إِنّ بِلَادنَاتُوَاجِه تَحَدِّيَّات أَمْنِيَّة كَبِيرَة وَخَطِيرَة.إِنّ الجَرِيمَة النَّكْرَاء الَّتِي ارْتُكِبَتفِي حَقّ الشَّهِيدَيْن شُكْرِي بِلْعِيد، وَالحَاج مُحَّمّد البَرَاهْمِي، رَحِمَهُمَا الله شَكَّلَت صَدْمَة لِلتُّونِسِيين. وسَوْف نَعْمَل عَلَى تسخيركُلّ الإِمْكَانِيَّات لِلْكَشْف عَنِ الحَقِيقَة وَ تقديم كل الجناة إلى العدالة.
فَكَيْف نَضْمَن حُرِيَّة التَّعْبِير وَالتَّنَظُّم وَالتَّنَافُس الإِنْتِخَابِي الشَّرِيف بَيْنَمَا الإِرْهَاب يُهَدِّدُنَا؟
إِنّ جَيْشَنَا الوَطَنِيّ البَاسِلوَقُوَّات أَمْنِنَا الدَّاخِلِيّ وَالدِّيوَانَة هُمْ حُمَاة السِّيَادَة وَالجُمْهُورِيَّة وَحُمَاة الثَّوْرَة وَالدِّيمُقْرَاطِيَّة، دَفَعُوا غَالِيًا ثَمَن تَضْحِيَّاتِهِمْ وَيُوَاصِلُون بِكُلّ طَاقَاتِهِمْ الذَّوْد عَنْ حِمَى الوَطَن.
إِنَّهُمْ جَدِيرُون بِكُلّ تَقْدِيروَإِكْبَاروَبِكُلّ دَعْم وَرِعَايَة، وَعَلَيْهِمْنُعَوِّل وَبِهِمْ نَتَصَدَّى لِهَذِه التَّهْدِيدَات.وَسَنُعَزِّز فِي هَذَا المَجَال التَّعَاوُن وَالتَّنْسِيق مَعَ أَشِّقَّائِنَا فِي البُلْدَانِ المُجُاوِرَة وَنُثَمِّن عَالِيًا مَا يَبْذُلُونَه مِنْ إِسْهَام لِتَأْمِين المَنَاطِق الحُدُودِيَّة المُشْتَرَكَة.
وَإِذَا كَانَ الإِرْهَاب يُهَدِّد وُجُود الدَّوْلَة،فَإِنّ التَّهْرِيب وَالجَرِيمَةَ وَالتَّحْرِيض عَلَى الفَوْضَى تَسْتَهْدِف كِيَانَهَا الإِقْتْصَادِي وَالمَالِي. إِنَّنَاعَازِمُون عَلَى التَّصَدِّي لِهَذِه التَّهْدِيدَات، وَفَرْض سُلْطَة القَانُون وَتَخْصِيص الإِمْكَانِيَّات وَالوَسَائِل الضَّرُورِيَّة لِذَلِك.
إِنَّنَا مَدْعُوُّون جَمِيعًا لِحِمَايَة الحُرِّيَّات وَحَقّ التَّنَظُّم بِتَفَادِي التَّحْرِيض عَلَى العُنْف وَالدَّعْوَة لِلْكَرَاهِيَّةوَارْتِكَاب الإِعْتِدَاءَات عَلَى المُنَافِسِين السِّيَاسِيّين.
مِنْ هَذَا المِنْبَرسَيِّدِي الرَّئِيس، أَقُولُهَا بِكُلّ وُضُوح، إِنَّ لِلثَّوْرَة دَوْلَةٌ تَحْمِيهَالاَ مَكَان لِلإْرْهَاب بِبِلاَدِنَا.
إِنَّنَا شَعْب يَنْبُذ العُنْف، وَهي مَعْرَكَة مَصِير، نَتَحَمَّل فِيهَا مَسْؤُولِيَّاتِنَا دِفَاعًا عَلَى مَشْرُوعِنَا المُجْتَمَعِي الحَضَاري، وَنِظَامِنَا الجُمْهُورِي، وَدِيمُقْرَاطِيَّتِنَا الفَتِيَّة.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
إِذَا كَانَ بَسْطُ الأَمْن وَالطُّمَأْنِينَة هُوَ الدِّعَامَة الأُولَى لِتَحْقِيق الوُصُول إِلَى الإِنْتِخَابَات فَإِنَّ الدِّعَامَة الثَّانِيَةهى :
مُعَالَجَةَ الوَضْعِ الإِقْتِصَادِي وَالمَالِي.
لَقَدْ قَامَتْ ثَوْرَتُنَا المَجِيدَةعَلَى أَهْدَاف نَبِيلَة، أَسَاسُهَا الحُرِّيَّة وَالكَرَامَة، وَرُفِعَتْ خِلاَلَهَا مَطَالِب مَشْرُوعَة كَالتَّشْغِيل، وَمُقَاوَمَة الفَسَاد، وَرَفْض الإِقْصَاء وَالتَّهْمِيش، وَرَدّ الإِعْتِبَار لِلْجِهَات المَحْرُومَة.
وَخِلَال السَّنَوَات الثَّلَاث المَاضِيَة سَعَت الحُكُومَات المُتَعَاقِبَة إِلَى الإِسْتِجَابَة لِهَذِه الأَهْدَاف وَالمَطَالِب مِن خِلاَل :
- تَوْسِيعِ حَجْم التَّدَخُّل لِفَائِدَة الفِئَات الضَّعِيفَة،
- وَ تَكْثِيف الإِنْتِداَبَات فِي القِطَاعِ العُمُومِي
- وَ التَّرْفِيعِ فِي حَجْم الأُجُور
وأَدَّى كل هذا إِلَى تَفَاقُم كُلْفُة الرَّوَاتِب بِدَرَجَة غَيْر مَسْبُوقَة، وَتَضَخُّم حَجْم الدَّعْم بِنِسْبَة تَفُوق 300% .
وَعَلَيْنَا أَنْ نَكُون اليَوْم صُرَحَاء مَعَ أَنْفُسِنَا.
وَالسُّؤَال المَطْرُوح هُوَ:
- هَلْ اِقْتَرَنَتْ هَذِه الإِجْرَاءَات الإِسْتِثْنَائِيَّة بِمَزِيد البَذْل وَالعَطَاء ؟
- هَلْ سَاهَمَتْ فِي تَحْسِين الإِنْتَاجِيّة ؟
- هَلْ سَاهَمَتْ فِي تَحْسِين مُسْتَوَى عَيْش المُوَاطِن ؟
لِنَسْأَل التُّونِسِيّيّن عَنْ جَدْوَى هَذَا التَّمَشِّي القَائِم عَلَى تَزَايُد الإِنْفَاق العُمُومِيّ، وَاللُّجُوء إِلَى التَّدَايُن فِي ضَوْء تَقَلُّص نِسْبَة النُّمُوّ؟
الجَوَاب بَصَرَاحَة سَيَكُون حَتْمًا بِالنَّفْي.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
لَمْ يَعُدْ بِالإِمْكَان اليَوْم الإِسْتِمْرَار فِي نَفْس الطَّرِيق، وَإِلَّا أَصْبَحَتْ ثَوْرَتُنَا مُهَدَّدَة فِي مَبَادِئِهَا وَأَهْدَافِها. إِنَّنَا مُطَالَبُون بِاعْتِمَاد حُلُول تُمَكِّن مِن إِسْتِرْجَاعِ قِيمَة العَمَل وَثِقَة الشُّرَكَاء.
وَيملي هَذَا الوَضْع :
- وَقْف النَّزِيف وَتَدَهْوُر الوَضْعِ المَالِي،
- دَفْع عَجَلَة الإِقْتِصَاد،
- إِحْدَاث مَوَاطِن الشُّغْل
- إِسْتِئْنَاف إِنْجَاز مَشَارِيع البنية التَّحْتِيَّة، وَغَيْرِهَا مِنَ المَرَافِق،
- تَنْمِيَة الجِهَات وَضَمَان تَوَازُنِهَا،
- تَرْشِيد مَنْظُومَة الدَّعْم وَإِصْلَاح أَنْظِمَة التَّقَاعُد وَالتَّأْمِين عَلَى الصِحَّة،
- إِنْقَاذ المُؤَسَّسَات العُمُومِيَّة وَإِنْعَاش المَالِيَّة العُمُومِيَّة،
وَتَتَطَلَّب كُلّ هَذِه العَنَاصِر إِصْلَاحَات هَيْكَلِيَّة وَمَوَارِد مَالِيَّة لاَ نقدر على توفيرها بإمكانياتنا الذاتية وحدها. إِنَّنَا نُعَوِّل عَلَى أَنْفُسِنَا، وَعَلَى تَضَامُن التُّونِسِيين، وَنَتَطَلَّع إِلَى مُسَانَدَة أَشِقَّاء تُونِس وَأَصْدِقَائِهَا وَإِلَى مُؤَسَّسَات التَّمْوِيل لِدَعْمِنَا فِي هَذِه المَرْحَلَة الدَّقِيقَة مِن الإِنْتِقَال الدِّيمُقْرَاطِي.
لَا شَكّ فِي أَنّ إِسْتِكْمَال وَإعْتِمَاد الدُّسْتُور، وَتَرْكِيز الهَيْئَة العُلْيَا المُسْتَقِلَّة لِلْإِنْتِخَابَات، وَالشُّرُوع قَرِيبًا فِي صِيَاغَة القَانُون الإِنْتِخَابِي وَوُضُوح العَمَلِيَّة السِّيَاسِيَّة، هم كَفِيلون بِدَعْم مِصْدَاقِيَّتِنَا الدوليّة وَاسْتِرْجَاع ثِقَة جَمِيع شُرَكَائِنَا فِي الخَارِج .
وَعَلَى ضَوْء تَطَوُّر مُؤَشِّرَاتِنَا الاِقْتِصَادِيَّة فَإِنَّنَا نَتَطَلَّع لَاحِقًا لِإِعْدَاد قَانُونِ مَالِيَّة تَكْمِيلِيّ يَسْتَفِيد مِنْه المُوَاطِن، وَيَضْمَن مَزِيد إِحْكَام التَّوَازُنَات الكُبْرَى وَالرَّفْعِ مِنَ القُدْرَة التَّنَافُسِيَّة لِاقْتِصَادِنَا الوَطَنِي. وَإِزَاء كُلّ هَذِه الرِّهَانَات فَإِنَّ تُونِس بِحَاجَة إِلَى "هدوء اِجْتِمَاعِي".
وَإِنِّي عَلَى يَقِين مِنْ أَنَّ رُوح التَّعَاوُن وَالتَّوَافُق بَيْن المُنَظَّمَات الوَطَنِيَّة المُسَاهِمَة فِي الحِوَار الوَطَنِي، كَفِيلة بِتَحْقِيق هَذَا الهَدَف السَّامِي.
أَدْعُو مِنْ أَعْلَى هَذَا المِنْبَر إِلَى تَفْعِيل العَقْد الِاجْتِمَاعِيّ الَّذِي تَمّ إبرامه تَحْت قُبَّة هَذَا المَجْلِس المُوَقَّر فِي الذِّكْرَى الثَّانِيَة لِلثَّوْرَة وَإِنْشَاء المَجْلِس الوَطَنِي لِلْحِوَار الِاجْتِمَاعِي.
وَبِالتَّأْكِيد سَيَتَعَافَى اِقْتِصَادَنا وَيَنْمُو طَالَمَا أَسَّسْنَا لِثَقَافَة العَمَل وَالبَذْل وَالجُرْأَة وَالمُبَادَرَة.
وَتَحْقِيقا لِهَذِه الأَهْدَاف، فَإِنّ كُلّ التُّونِسِيِّين مَدْعُوُّون لِتَبَنِّي مَا سَنَتَّبِعُه مِنْ تَوَجُّهَات تَعْتَمِد عَلَى مَزِيد العَمَل، وَالقَطْع مَعَ السُّلُوكِيَّات الضَّارَّة بِاقْتِصَادِنَا الوَطَنِي.فَلَا مَجَال لِلتَّسَامُح مَعَ الفَوْضَى، وَتَعْطِيل العَمَل، وَعَرْقَلَة الإِنْتَاج، مَعَ ضَمَان حَقّ المُوَاطِنِين فِي التَّظَاهُر القَانُونِي وَالاِحْتِجَاج السِّلْمِي.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
إِذَاتَوَفَّقْنَا إِلَى نَشْر الأَمْن وَالطُّمَأْنِينَة، وَمُعَالَجَة الوَضْع الاِقْتِصَادِي وِالمَالِي نَكُون قَدْ وَفَّرْنَا عَامِلَيْن أَسَاسِيَّيْن لِتَعْزِيز الإِسْتِقْرَار وَخَلْق المُنَاخ المُلَائِم لِلاِنْتِخَابَات.
غَيْر أَنَّ ذَلِك لَن يُكْتَب لَه النَّجَاح مَا لَمْ تَتَوَفَّق الحُكُومَة إِلَى تَحْقِيق إِلْتِفَاف كَافَّة التُّونُسِيِّين وتماسكهم حَوْل هَذِه الأَهْدَاف فِي ظِلّ تَوَافُق وَطَنِي وَاسِع.
إِنَّ التَّحَوُّلاَت الاِجْتِمَاعِيَّة وَالاِقْتِصَادِيَّة وَالثَّقَافِيَّة وَالدِّيمُغْرَافِيَّة، حَوَّلَت الشَّبَاب إِلَى فَاعِل اِجْتِمَاعِي كَبِير وَلَكِنَّهَا جَعَلَتْه أَيْضًا أَكْثَر هَشَاشَة، فَضْلًا عَنْ تَقَلُّص فُرَص الاِنْدِمَاج المهني بِسَبَب عَجْز الاِقْتِصَاد الوَطَنِي عَلَى اسْتِيعَاب الخِرِّيجِين مِن الجَامِعَات وَالمَدَارِس العُلْيَا.
بِحُكْم هَذِه العَوَامِل مَازَال التَّشْغِيل يَتَصَدَّر الصُّعُوبَات الاِجْتِمَاعِيَّة الّتِي تُوَاجِهُها تُونِس، وَالّتِي تَرَاكَمَت عَلَى مَرِّ السِّنِين.
الشُّغْل حَق، وَسَأَكُون صَرِيحًا مَعَكُم لِأَنّ مَعْرَكَة التَّشْغِيل طَوِيلَة، وَشَاقَّة، وَمُعَقَّدَة. الدَّوْلَة تَتَحَمَّل مَسْؤُولِيّتَها، وَلَكِن عَلَى الشّبَاب أَيْضًا أَنْ يَتَحَمَّل قِسْطًا مِن المَسْؤُولِيَّة، مِنْ خِلَال امْتِلاَك زِمَام المُبَادَرَة، وَاكْتِسَاب المَهَارَات، وَالتَّعْوِيل عَلَى النَّفْس.
إِنَّ تُونِس تَزْخَر بِالطَّاقَات الهَائِلَة مِنَ الشَّبَاب المُتَعَلِّم وَالمُتَكَوِّن، وَبِإِمْكَانِها أَنْ تَتَحَوَّل مِن نَمُوذَج يَعْتَمِد الاِمْتِيَازَات التَّفَاضُلِيَّة لِلْيَد العَامِلَة، إِلَى نَمُوذَج يَعْتَمِد القِيمَة المُضَافَة العَالِيَة القَادِر عَلَى جَعْلِها وُجْهَة تِكْنُولُوجِيَّة وَرَقْمِيَّة مَرْمُوقَة.
سَوْف نُعَزِّز بَرَاِمج الرَّفْع مِنَ القُدْرَة التَّشْغِيلِيَّة، مَعَ التَّسْرِيع فِي تَفْعِيل الإِسْتِرَاتِيجِيَّة الجَدِيدَة لِلتَّكْوِين المِهنِي.
وَهْوَ مَا يُمَكِّنُنَا مِنْ دَعْم النَّسِيج الاِقْتِصَادِي لِبِلاَدِنَا لِخَلْقِ الثَّرْوَة وَ الحَدِّ مِن تَفَاقُم البِطَالَة. وَإِنِّي عَلَى ثِقَة مِنْ أَنّ القِطَاع الخَاصّ سَيَقُوم بِدَور رِيَادِي عَلَى مُسْتَوَى خَلْق فُرَص الشُّغْل وَالتَّدْرِيب وَخَاصَّة لِفَائِدَة حَامِلِي الشَّهاَئِد العُلْيَا.
وَلَنْ يَهْدَأ لَنَا بَالحضرات النواب الكرام حَتَّى نُحَقِّق تَقَدُّما عَلَى مُسْتَوَى مَزِيد إِدْمَاج أَبْنَائِنا وَبَنَاتِنا، مِن خِلَال دَعْم وَتَطْوِير مَنْظُومَة المُرَافَقَة وَالإِحَاطَة بِالبَاحِثِين عَنِ الشُّغْل.
وَ لَن يَكُون لِلْكَرَامَة أَيّ مَعْنَى، طَالَما لَمْ نُقَاوِم الفَقْر، وَلَمْ نُطَوِّر بَرَامِج التَّنْمِيَة الجِهَوِيَّة. لَا بُدَّ مِن تَعْزِيز شَبَكَة الرعاية الاِجْتِمَاعِيَّة وَتَحْسِين المَقْدِرَة الشِّرَائِيَّة لِلْمُوَاطِنِين.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
تُونِس بِحَاجَة إِلَى كُلّ أَبْنَائِها وبناتها بِالخَارِج وَإِلَى الِاسْتِفَادَة مِن خِبْرَاتِهِم. سَنَعْمَل عَلَى تَوْثِيق الرّوَابِط الّتِي تَجْمَعُهُم بِوَطَنِهِم وَسَنُعَزِّز حُضُورَهُم وَمُشَارَكَتِهِم فِي الشَّأْن الوَطَنِي وَسَنْوَاصِل تَفْعِيل المَجْلِس الأَعْلَى لِلتُّونِسِيِّين بِالمَهْجَر.
وَسَتَسْعَى هَذِه الحُكُومَة إِلَى تَوْسِيع مَجَالَات التَّعَاوُن مَعَ أَشِقَّائِنَا فِي الفَضَاء المَغَارِبِي، وَالمِنْطَقَة العَرَبِيَّة، وَفَتْح آفَاق جَدِيدَة لِمُؤَسَّسَاتِنَا الاِقْتِصَادِيَّة فِي القَارَّة الإِفْرِيقِيَّة، وَمَزِيد التَّعَاوُن مَعَ شُرَكَائِنا فِي أُورُوبا وَأَمَرِيكا وَآسِيا.
إِنّ اعْتِمَاد الدُّسْتُور وَالتَّقَدُّم الحَاصِل فِي العَمَلِيَّة السِّيَاسِيَّة، وَالتَّوَافُق حَوْل إِنْهَاء المَرْحَلَة الِانْتِقَالِيَّة، يُعْطِى صُورَة إِيجَابِيَّة لِبَلَدِنا، وَيجَلَب لَها مَزِيد الِاحْتِرَام. وَسَتَعْمَل الدبلوماسية التونسية عَلَى تَوْظِيف هَذا المَكْسَب، مِنْ خِلَال عَلَاقَاتِنا الخَارِجِيَّة، وَحضورنا فِي المَحَافِل الدَّوْلِيَّة.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
- بِقَدْر مَا سَعَت القُوَى المُنَاضِلَة ضِدّ الدِّكْتَاتُورِيَّة عَلَى إخْتِلَاف أَطْيَافِها حَشْدَ قُوَاهَا لِلإِطَاحَة بِالنِّظَام القَدِيم
- وَبِقَدْر مَا أَطْلَقَته ثَوْرَة الشَّبَاب مِن أَجْل الحُرِيَّة وَالكَرَامَة مِنْ آمَال
- بِقَدْر مَا تَضَرَّرَت بِلَادُنا مِن الاِسْتِقْطَابَات وَالتَّجَاذُبَات الحِزْبِيَّة وَالعَقَائِدِيَّة وَالإِيدْيُولُوجِيِّة وَغَيرِها، وَمِن مُحَاوَلَات التَّفْرِيق وَإِلْغَاء الآخِر.
وَإِنِّي أَسْتَحْضِر الرُّوح التَّضَامُنِيَّة الّتِي عِشْنَاها جَمِيعا بَعْد الثَّوْرَة. وَهْي نَفْس الرُّوح الّتِي حَرَّكَت الهِمَم لِنَيْل الاِسْتِقْلَال
وَالّتِي صَنَعَت دَوْمًا التَّحَوُّلَات الكُبْرَى فِي بلادنا تُونِس. وَهْيَ الرُّوح المَطْلُوبَة اليَوْم لِوَضْع تُونِس فِي دَائِرَة النَّجَاح. هذه الروح سوف تجعل من تونس بعد الثورة وبدستورها الجديد بلدا أجمل وأنظف ممّا كان عليه زمن الإستبداد وتضعه ضمن الدُّوَل الرَّائِدَة فِي مَجَال الاِنْتِقَال الدِّيمُقْرَاطِي.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
إِنّ الوَاجِب يَدْعُو الجَمِيع لِلعَمَل المُشْتَرَك لِإِعْدَاد مَنَاخ سَلِيم لِلإِنْتِخَابَات وَالإِنْضِوَاء تَحْت رَايَة وَاحِدَة وهِي المَصْلَحَة العُلْيا لِلْوَطَن.
إِنَّنَا نَتَطَلَّع جَمِيعا لِإِجْرَاء إِنْتِخَابَات عَامَّة نَاجِحَة، يُرِيدُها الشَّعْب حُرَّة وَنَزِيهَة وَشَفَّافَة.
نَحْن مُلْتَزِمُون بِتَوْفِير المُنَاخ المُلَائِم لِلتَّنَافِس الشَّرِيف، وَفِي ظِلّ اِحْتِرَام القَانُون الّذِي يَسْتَوْجِب تَحْيِيد الوُلَاة وَالإِدَارَات الرَّاجِعة إِلَيْهِم بِالنَّظَر، وَمُرَاجَعَة التَّعْيِينَات عَلَى أَسَاس مَبْدَأ الحِيَادِيَّة وَالكَفَاءَة وَالنَّزَاهَة فِي كُلِّ الوَظَائِف ذَات العَلَاقَة بِالِانْتِخَابَات.
- سَنَعْمَل بِانْسِجَام وَثِيق وَتَنَاسُق مَعَ سائر مُؤَسَّسَات الدَّوْلَة وَفِي طَلِيعَتِها رِئَاسَة الجُمْهُورِيَّة وَالمَجْلِس الوَطَنِي التَّأْسِيسِي.
- سَنُوَثِّق الصِّلَة بِكَافَّة الأَحْزَاب وَالمُنَظَّمَات وَكَافَّة مُكَوِّنَات المُجْتَمَع المَدَنِي.
- سندعم قوى العلم والعمل والإنتاج من رجال أعمال وفلاحين وعمّال وحرفيين ومستثمرين.
- سَنَعمل بِشَفَافِيَّة، وَنَكُون عَلَى نَفْس المَسَافَة مِنَ الجَمِيع، بدفع قُدُرَات إدارتنا للإمتياز، وَضَمَان حِيَادِها، وَحفضها من التَّجَاذُبَات وَالصِّرَاعَات السِّيَاسِيَّة.
إِنّ بِلَادَنا بِحَاجَة إِلَى مَزِيد مِن الحِوَارَات البَنَّاءَة لِقِيَام عَلَاقَة جَدِيدَة بَيْن الدَّوْلَة وَالمُجْتَمَع. كَمَا هِي بِحَاجَة إِلَى إِعْلَاء قِيَم الحُرِيَّة، وَتَكْرِيس اِحْتِرَام هَيْبَة الدَّوْلَة وَمُؤَسَّسَاتِها، وَقَوِانِينِها، وَرُمُوزِها، وَرَدّ الإِعْتِبَار لِلْعَلَم المُفَدَّى وَالإِلْتِزَام بِقِيَم العَمَل وَالعِلْمِ وَالمَعْرِفَة وَإِلَى دعم مكانة المٌثَقَّفِين، وَالنُّخَب وَالمُبْدِعِين، إِذْ بِمُسَاهَمَاتِهِم وَمُسَاهَمَات الجَمِيع نَبْنِي تُونِس الجَدِيدَة.
سيّدي الرّئيس، حضرات النواب الكرام
بَعْد نَيْل ثِقَتِكُم إِن شَاءَ الله تَنْطَلِق هَذِه الحُكُومَة ، فِي العَمَل عَلَى تَحْقِيق الأَهْدَاف الّتِي اسْتَعْرَضْتُها أَمَامَكُم.
وَإِنِّي حَرِيص مَعَكُم عَلَى أَن تَكُون هذه الحكومة:
-حُكُومَة مُلْتَزِمَة بِأَحْكَام الدُّسْتُور وَبِالتَّوَافُقَات الوَطَنِيَّةوبخارطة الطريق وَتَعْمَل عَلَى إِنْجَاح الاِنْتِخَابَات القَادِمَة
-حُكُومَة تَنْتَصِر لِأَهْدَاف الثَّوْرَة تُدَافِع عَن قِيَم الجُمْهُورِيَّة، وَتَضْمَن الحُقُوق وَالحُرِّيَّات،
-حُكُومَة تَعْمَل عَلَى إِعْلَاء شَأْن الدَّوْلَة، تُقَاوِم العُنْف وَالإِرْهَاب، وَتَتَصَدَّى لِكُلّ مَظَاهِر الاِنْفِلَات، وَتَلْتَزِم بِتَطْبِيق القَانُون،
-حُكُومِة تَعْمَل عَلَى المُسَاهَمَة فِي اسْتِشْرَاف مِنْوَال لِلتَّنْمِيَة يَقُوم عَلَى رَدِّ الاِعْتِبَار لِقِيمَة العَمَل، وَاسْتِرْجَاع الثِّقَة لَدَى الفَاعِلِين الاِقْتِصَادِيِّين،
-حُكُومَة قَرِيبَة مِن المُوَاطِنِين وَمن مَشَاغِلَهُم، تَحْتَرِمُهُم وَتَحْتَرِم تنوع حَسَاسِيَّاتِهِم السِّيَاسِيَّة وَالفِكْرِيَّة، وَتَحْمِل تَطَلُّعَات الشَّبَاب وَكُلّ الجِهَات، وَالفِئَات الاِجْتِمَاعِيَّة.
وإن الوفاء لشهدائنا الأبرار يدعونا للتكاتف والتعاون من أجل بُلُوغ هَذِه الأَهْدَاف السَّامِيَة وَدَعْم المُصَالَحَة الوطنية بَيْن كُلّ التُّونُسِيِّين وَتَحْقِيق طُمُوحَات شَعْبِنا العَزِيز فِي الحُرِّيَّة وَالدِّيمُقْرَاطِيَّة وَالكَرَامَة وَالتَّنْمِيَة.
وَفَّقَنَا الله وَإَيَّاكُم
وأختم بقوله تَعَالَى :
" إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب" صدق اللّه العظيم.
عَاشَتْ تُونس، عَاشَتْ الجُمْهُورِيَّة،
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.