الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الإعلان
التونسية
الجريدة التونسية
الحوار نت
الخبير
الزمن التونسي
السياسية
الشاهد
الشروق
الشعب
الصباح
الصباح نيوز
الصريح
الفجر نيوز
المراسل
المصدر
الوسط التونسية
أخبار تونس
أنفو بليس
أوتار
باب نات
تونس الرقمية
تونسكوب
حقائق أون لاين
ديما أونلاين
صحفيو صفاقس
كلمة تونس
كوورة
وات
وكالة بناء للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
Turess
تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية
دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر
شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950
يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...
الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات
تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد
زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات
قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن
رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي
القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27
الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب
منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية
الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة
عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا
عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة
ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين
عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ
الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم
قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية
وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل
المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته
عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا
الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز
السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب
عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..
وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان
بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر
أبرز مباريات اليوم الإربعاء.
عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة
تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل
الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين
قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع
نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية
زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة
إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية
رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل
في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟
ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'
القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب
بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان
تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''
معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير
أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..
علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور
بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس
اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي
نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت
اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد
في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير
ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس
رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي
سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة
أذكار المساء وفضائلها
شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا
الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي
غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط
تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية
اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الرِّسَالةُ الجَغَامِيَّة فِي الرَّدِّ عَلَى الأبَاطِيلِ الشَّيطَانيَّة (3)
يتبع
نشر في
الشروق
يوم 21 - 03 - 2011
دَعْنَا مِنْ هُرَائِك، وَلْنُرَاجِعْكَ فِي بَعْضِ مَزَاعِمِكَ وَتُرَّهَاتِكَ الأُخْرَى بِالدَّلِيلِ القَاطِع.
لُمْتَنِي، وَأَنْتَ غِرٌّ، عَمَّا سَمَّيْتَهُ «اخْتِيَارِي (أي اخْتِيَار أحمد خَالد) هَذِهِ الظُّرُوفَ التِي تَعِيشُهَا بِلاَدُنَا – وَالعَالَمُ كُلُّهُ يَهْتِفُ بِاسْمِ تُونس ِلأُشَهِّرَ بِأَحَدِ أَبْنَائِهَا النَّاشِطِينَ فِي الحَقْلِ الثَّقَافِيّ (تَعْنِي شَخْصَك)...». عَجَبًا! هَا أَنَّكَ تَرْكُبُ مَطِيَّةَ ثَوْرَةِ الشَّبَاب لِلرَّابِع عَشَر من جَانفِي – وَمَا أَكْثَرَ مَنْ رَكِبَ مَطِيَّتَهَا فِي هَذِهِ الأَيَّام ! – لِتُوهِمَ القُرَّاءَ بِأَنِّي «أَحَدُ العَنَاصِرِ التِي تُرِيدُ أَنْ تُطْفِئَ المِشْعَلَ الذِي تَرْفَعُهُ (الثَّوْرَة) كَمَنَارَةٍ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ المُضْطَهَدَة» («الشُّرُوق» (1/3/2011).
إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَقُلْ مَا شِئْت. لَكِنْ، قَدْ غَابَ عَنْكَ، أَيُّهَا الدَّعِيُّ، أَنِّي مِنْ أُولَئِكَ العَنَاصِر الذِينَ أُقْصُوا مُبَكِّرًا مِنْ حُكُومَة بِن علي فِي فِيفرِي 1991، أَيْ فِي الطَّوْرِ الأَوَّلِ مِنْ حُكْمِهِ الذِي أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ فِي البَدْءِ جُلُّ التُّونُسِيِّين كَبَعْضِ رِفَاقِي الآخَرِين المَفْصُولِين منَ الحُكُومَة مِنْ أَمْثَالِ مُحَافِظِ البَنْك المَرْكَزِيّ حَالِيًّا الأُسْتَاذ مُصْطَفَى كَمَال النَّابلِي والأَسَاتِذَة المُنْصف بِلْعِيد وَالحبيب بُولَعْرَاس وَإِسْمَاعِيل خليل وَالبَاجِي قَايد السِّبْسِي بِصِفَتِهِ آنَذَاك رَئِيسًا لِمَجْلس النُّوَّاب ِلأَنَّا عُرِفْنَا بِالجُرْأَةِ فِي المَوَاقِف.
وَقَدْ أُقْصِيتُ لِعدَّةِ أَسْبَابٍ مِنْهَا اعْتِرَاضِي فِي عَام 1991 عَلَى خَصْخَصَةِ الشَّرِكَةِ التُّونسِيَّة لِلتَّوْزِيع التِي كَانَتْ تَسْهَرُ عَلَى تَرْوِيجِ الكِتَابِ الثَّقَافِيّ وَخَاصَّةً التُّونسِيّ. وَإِنَّ مِلَفَّ اللَّجْنَة التِي أَشْرَفَ عَلَيْهَا الوَزِيرُ الأَوَّل آنَذَاكَ مُوَثَّقٌ فِي أَرْشِيفِ الدَّوْلَة، شَاهِدٌ عَلَى مَا قُلْتُهُ فِي هَذَا المَوْضُوع. وَقَدِ اسْتَأْثَرَ بِتِلْكَ الشَّرِكَة الوَطَنِيَّة مُقَرَّبٌ مِنْ سَاكِنِ قَصْرِ قَرْطَاج.
ثُمَّ تَعَمَّقَ الجَفَاءُ بَيْنِي وَبَيْنَ سَاكِنِ القَصْرِ بَعْدَ مُقَابَلَةٍ جَرَى الحَدِيثُ فِيهَا عَنِ العَلاَقَةِ بَيْنَ الحَاكِمِ وَالمَحْكُوم، فَاسْتَقْبَلْتُهُ بِرَأْيٍ مِنْ مَقُولَةِ النَّصِيحَة بِوَاجِبِ إِصْغَاءِ السُّلْطَانِ إِلَى الأَصْوَات غَيْرِ المَطْرُوقَةِ التِي قَدْ تُقْلِقُهُ وَتُزْعِجُهُ. وَذَكَرْتُ لِسَاكِنِ قَصْرِ قَرْطَاج كَمِثَالٍ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُ «كَلِيلَة وَدمنَة» لاِبْنِ المُقَفَّع، وَرَغَّبْتُهُ فِي مُرَاجَعَة مُقَدِّمَتِهِ لِلتَّفَكُّرِ فِي مَشُورَةِ النُّصْحِ التِي قَدَّمَهَا الفَيْلَسُوفُ بَيْدَبَا المُسْتَشَارُ الأَمِين لاَ المَكيَافِيلِي لِلْمَلِكِ دَبْشَلِيم، فَفَتَحَ الرَّئِيسُ السَّابِق عَيْنَيْنِ مُسْتَغْرِبَتَيْنِ، فَشَعُرْتُ كَأَنِّي أَحْرُثُ فِي البَحْرِ أَوْ أَزْرَعُ فِي سِبَاخ وَأَنِّي أُزْعِجُهُ بِكَلاَمٍ غَرِيبٍ.
وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة مِنِ انْسِيَاقِي فِي الحَدِيثِ إِلَيْهِ بِعَفْوِيَةٍ وَجُرْأَةٍ – وَحَسْبِيَ اللهُ فِي مَا أَجْهَرُ بِهِ الآن، وَكُنْتُ مُنْذُ أَمَدٍ بَعِيدٍ قَدْ سَارَرْتُ بِمَا جَرَى رَفِيقًا كَاتِمًا سِرِّي أَتْرُكُهُ شَاهِدًا لِلتَّارِيخ – فُصِلْتُ مِنْ تَرْكِيبَةِ الحُكُومَةِ فِي فِيفرِي 1991، وَكَانَ عَاقِبَتِي مَا أَصَابَ بَيْدَبَا مَعَ فَارِقِ المُعَامَلَةِ – وَالحَمْدُ للهِ – إِذْ دُحْرِجَ بَيْدَبَا لِلسِّجْنِ، وَكَانَ مَآلِي الإِبْعَاد لِمُدَيْدَةٍ بِسِفَارَتِنا فِي الرِّبَاط، ثُمَّ إِلَى صَقِيعِ مُوسْكُو فِي تِلْكَ الظُّرُوفِ القَاسِيَةِ بَعْدَ انْهِيَارِ الاِتِّحَادِ السُّفْيَاتِي، وَتَحْتَ قَصْفِ الدَّبَّابَاتِ لِمَجْلِسِ «الدُّومَا»، وَالتَّرَاشُقِ بِالسِّلاَحِ فِي الشَّوَارِعِ المُحِيطَةِ بِبَيْتِ الإِقَامَة وَمَكَاتِبِ السّفَارَة حَيْثُ رَابَطْتُ مَعَ رِفَاقِي حَامِلاً رَايَةَ تُونس، مُنْهَمِكًا فِي خِدْمَتِهَا، وَالحَمْدُ للَّهِ. وَمَا حَقَّقْتُهُ لِبِلاَدِي مِنْ مَكَاسِب أَثْنَاءَ إِقَامَتِي بِرُوسيَا لَيْسَ هَذَا المَقَامُ مَقَامَ تَفْصِيلِه.
وَمُنْذُ ذَلِكَ الحِينِ فِي أَثْنَاءِ مُبَاشَرَتِي لِمَهَامِّي الدّبْلُومَاسِيَّةِ أَوْ بَعْدَ مُغَادَرَتِهَا لِلتَّقَاعُدِ وَحَتَّى الآنَ، لَمْ يَكُنْ لِي أَيُّ مَوْقِعٍ أَوْ دَوْرٍ سِيَاسِيٍّ فِي «التَّجَمّع» الذِي كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ «وَرِيثُ الدُّسْتُور»، وَفِي الوَاقِع لَمْ يَكُنِ كَذَلِكَ، إِذْ أَصْبَحَ امْتِدَدًا لِوِزَارَةِ الدَّاخِلِيَّة، وَعِبَارَةً فِي اجْتِمَاعَاتِهِ عَنْ جَوْقَةٍ وَدُمَى مُتَحَرِّكَة، فَاقِدًا لِكُلِّ حِوَارٍ جَادٍّ دَاخِلَ هَيَاكِلِهِ وَصُفُوفِهِ.
هَذَا مِنْ جِهَةٍ، وَلَوْ كُنْتَ يَا هَذَا – كَمَا تَدَّعِي – مُثَقَّفًا طُلَعَةً لَقَرَأْتَ كِتَابِي «الأَزَاهِيرُ فِي جَحِيمِ بَيْتِ بِيرْيَا» (نَشْر دَار زَخَارف بُوبلِيغراف بتُونس 2005) الذِي فَاضَتْ بِهِ القَرِيحَةُ أَثْنَاءَ اغْتِرَابِي بِمُوسْكُو، وَتَرَدَّدْتُ طَوِيلاً فِي إِظْهَارِهِ لِلْقُرَّاءِ لِخُطُورَةِ مَضَامِينِهِ، ثُمَّ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ وَأَخْرَجْتُهُ مِنْ وَدَائِعِي. وَهوَ يَحْتَوِي بِالخُصُوصِ لَوْحَاتٍ مِنْ أَدَبِ السَّفِير عَبَّرْتُ فِيهَا صَرَاحَةً وَبِالإِشَارَةِ أَيْضًا لِلْقَارِئ اللَّبِيبِ عَنْ رَفْضِي لِحُكْمِ الطَّاغِيَة، وَضَمَّنْتُهَا أَهَازِيجَ الحُرِّيَّة مُتَوَارِيًا طَبْعًا خَلْفَ تَصْوِير الجَلاَّد بِيرْيَا، عَضُدِ ستَالِين، وَتَصْوِيرِ مُعَذَّبِيه ضَحَايَاهُ، بِالتَّقِيَّة التِي يَفْرِضُهَا الطُّغْيَان فِي ظُرُوفِ القَهْر حَتَّى لاَ أُلْقِيَ بِنَفْسِي إِلَى التَّهْلُكَة، مُتَّعِظًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: «وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة» (س. البقرة، الآيَة 195)، وكَمَا فِي هَذَا المَقْطَع مِنْ «أَزَاهِيرِي»:
«هَلْ يَقْمَعُ حُرِّيَّةَ الفَنَّانْ»
«مَنْ يَدَّعِي سَعَادَةَ الإِنْسَانْ»
«لَوْ كَانَ مَا يُرْتَجَى يُحَقَّقُ حَتْمَا»
«لَرَجَوْتُ غَيْرَ حُكْمِكَ حُكْمَا»
«لَوْ كُنْتُ ِلأَخْتَارَ»
«مَسَالِكَ جَدِيدَهْ»
«وَسُبُلاً سَدِيدَهْ»
«لاخْتَرْتُ ذَا الخِيَارَ»:
«حُرِّيَّةً تُصَدِّعُ القُيُودَ»
«وَتَفْتَحُ الحُدُودَ»
«وَتُطْلِقُ الشِّرَاعَ»
«تَحْمِي الحِمَى وَتُخْصِبُ البِقَاعَ»
«فَيَطْلَعُ الفَجْرُ عَلَى رُبُوعِنَا»
«وَتُشْرِقُ شَمْسُ رَبِيعِنَا»
(«الأَزَاهِيرُ فِي جَحِيمِ بَيْت بِيرْيَا»، ص.159-160)
وَهَا قَدْ طَلَعَ الفَجْرُ عَلَى رُبُوعِنَا وَأَشْرَقَتْ شَمْسُ رَبِيعِنَا بِثَوْرَةِ الشَّبَاب التِي تَنَسَّمْتُهَا بِوُجْدَانِي فِي العَدِيدِ مِنَ اللَّوْحَات بِحَدَسِ الشَّاعِرِ الكَشَّافِ مُنْذُ إِقَامَتِي بِبَيْتِ بِيرْيَا وَمَا يَزِيدُ عَنْ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ مُنْذُ صُدُورِ كِتَابِي، وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَتَوَقَّعُ حُدُوثُهَا بِتِلْكَ السُّرْعَة وَالطَّرِيقَة العَجِيبَة الفَرِيدَة، وَلَمْ أَرْكَبْهَا مِثْلَكَ يَا حسن، وَمَا أَبْعَدَكَ عَنْهَا ! وَهيَ ثَوْرَةٌ عَفْوِيَّة لَيْسَ لَهَا قِيَادَةِ وَلاَ زُعَمَاء غَيْرُ إِرَادَةِ الشَّعْب وَفُتُوَّةِ الشَّبَابِ المُثَقَّفِ الوَاعِي.
وَقَدْ أَرْبَكَتْ «الأَزَاهِيرُ» وَأَزْعَجَتْ عِنْدَ صُدُورِهَا سَوَاءٌ بِإِشَارَاتهَا الوَاضِحَةِ أَوِ الخَفِيَّة. وَلَوْلاَ أَلْطَافُ اللهِ وَتَسَتُّرِي بِبِيرْيَا لَكَانَتْ سَبَبًا لاِضْطِهَادِي، وَرُبَّمَا حَتْفِي، وَإِنْ لَمْ أَسْلَمْ مِنْ مُضَايَقَاتِ السُّلْطَة حِينَمَا الْتَجَأْتُ إِلَى القَضَاءِ لِيُنْصِفَنِي مِنَ الثَّالب الشَّاتِم حسن بن أحمد جغام.
وَأَتَسَاءَلُ فِي حَيْرَةٍ عَنْ الدَّوَافِعِ التِي جَعَلَتِ الرَّئِيسَ السَّابِق يَحْمِيكَ يَا حسن مِنَ القَضَاء بِتَدَخُّلِهِ المُبَاشِرِ فِي شُؤُونِهِ، كَمَا سَأُبَيِّنُهُ بِالحُجَّةِ عِنْدَ الاِقْتِضَاءِ لَدَى المَحَاكِمِ التِي الْتَجَأْتُ إِلَيْهَا نَاشِدًا عَدَالَتَهَا بَعْدَ أَنْ تَحَرَّرَتْ مِنْ كَابُوسِه. فَقَدْ سَعَى حَامِيكَ الرَّئِيسُ السَّابِق لِتَغْطِيَةِ مَا رَوَّجْتَهُ مِنْ دَعْوَةٍ لِعِبَادَةِ الشَّيْطَان، وَفَظَاعَةِ الفُجُورِ، وَالدَّوْسِ عَلَى مُقَدَّسَاتِنَا الدِّينِيَّة فِي مَجْمُوعَة أَوْرَاقِكَ السَّوْدَاء «مُذَكْرَفَات نَاشِر» حَيْثُ تَزَلَّفْتَ إِلَيْهِ بِالمَدَائِحِ وَالصُّوَرِ وَالوَثَائِقِ المُزَيَّفَة، كَمَا سَعَى إِلَى تَغْطِيَةِ فَظَائِعِ الكِتَابِ الآخَر المَغْشُوشِ المَدْسُوسِ الذِي أَصْرَرْتَ بِعِنَادٍ كَئِيبٍ عَلَى نِسْبَتِهِ إِلَى الإِمَام الحُجَّةِ فِي العُلُومِ الإِسْلاَمِيَّةِ، جَلالِ الدِّين السُّيُوطِي بِعُنْوَان «الإِيضَاح فِي عِلْمِ النِّكَاح» حَيْثُ قَلَبْتَ يَا هَذَا خُطْبَةَ إِمَامِ الجُمُعَةِ إِلَى ابْتِهَالاَتٍ شَيْطَانِيَّةٍ مِنْ مِنْبَرِ إِبْلِيس – لَعَنَهُ الله – فَأَدْخَلْتَ فِي نَصِّكَ المَنْحُولِ الفَاجِرَاتِ إِلَى جَنَّةَ النَّعِيمِ لِتَفَسُّخِهِنَّ الجِنْسِيِّ وَتَنَقُّلِهِنَّ مِنْ إِحْلِيلٍ إِلَى آخر، وَحَشَرْتَ العَفِيفَاتِ فِي جَهَنَّم لاِقْتِصَارِهِنَّ عَلَى زَوْجٍ حَلاَل («الجِنْس فِي أَعْمَال جَلال الدِّين السُّيُوطِي» ص. 170)، وَاسْتَبَحْتَ فُجُور الزَّوْجَة بِرِضَا الدَّيُّوثِ بَعْلِهَا (نَفس الأورَاق السَّوْدَاء، ص.177-178)، وَمَا إِلَى ذَلِكَ مِنَ المُنْكَرَاتِ التِي رَوَّجْتَهَا فِي آلافِ النُّسَخِ لإِفْسَادِ عُقُولِ الشَّبَابِ وَمُهَجِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ. أَلاَ تَرَى أَنَّ الكُتُبَ الرَّدِيئَةَ القَذِرَةَ تُفْسِدُ العُقُولَ وَالأَذْوَاق وَتَضْرِبُ الهُوِيَّة وَتُرْبِكُ المُجتمع؟؟
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (7)
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (3)
أما آن للتزييف والصّلف أن ينتهيا ؟
الرِّسَالةُ الجَغَامِيَّة فِي الرَّدِّ عَلَى الأبَاطِيلِ الشَّيْطَانِيَّة (1)
الرِّسَالةُ الجَغَاميَّة في الردّ عَلَى الأبَاطيل الشَّيطَانيَّة (الحلقة الاخيرة)
أبلغ عن إشهار غير لائق