أعلن محمد المؤدب الرئيس المدير العام الجديد لمؤسسة الإذاعة التونسية عن قراره "إلغاء مجلس التحرير" الذي تم تشكيله قبل أيام بالمؤسسة، مؤكدا أن الإدارة العامة للإذاعة التونسية التي "لا تتدخل في خط تحرير" صحفيي الإذاعة "لن تسمح بتنصيب هيئات غير شرعية على أسس غير قانونية لخدمة أغراض شخصية وحزبية"، حسب قوله. واستنكر المؤدب في بيان تلقت "وات" اليوم الأحد نسخة منه، تكتل من أسماهم ب"مجموعة من صحافيي النظام البائد.. ثبت انتماؤهم ومناشداتهم للنظام البائد ومنهم من ليس له علاقة بالصحافة.." بالاستناد إلى "قوانين غير موجودة مثل المرسوم 115 الذي لم يتم إقراره بعد، وقرار إداري من المدير السابق" من أجل "فرض إدارة موازية للإذاعة الوطنية بديلة عن الإدارة المنبثقة عن الحكومة الشرعية المنتخبة"، وفق نص البيان. وتعقيبا على هذا القرار، أفاد عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال هشام السنوسي، أن المتعارف عليه في النظم الديمقراطية هو الفصل بين الإدارة والتحرير متسائلا في هذا الإطار" هل أن مشكلة السيد الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة الوطنية هي مع رموز النظام البائد أم مع إعادة الهيكلة وفق معايير الإعلام العمومي المستقل، مشيرا إلى أن ما يهم الهيئة والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن عملية الانتخاب إفرازات توافقا بين مختلف الصحفيين وهذا هو المهم . وأضاف السنوسي قائلا في تعليقه على اتهام الصحفيين الذين تم انتخابهم برموز النظام البائد "يجدر بالسيد الرئيس المدير العام باعتباره رئيسا لكل صحفيي المؤسسة أن يتقدم بما يفيد ذلك وان لا يلقى بهذه التهم جزافا". كما دعا إلى تجاوز ما أسماها "اللغة الخشبية" والى الانكباب على مناقشة المواضيع التي تهم الإعلام بكل وضوح وشفافية مستغربا "ضبابية الإرادة السياسية في استكمال عملية إصلاح الإعلام"، على حد قوله. من جهته، انتقد وليد التليلي عضو مجلس التحرير المنتخب عدم اعتماد الإدارة العامة الجديدة للمؤسسة سياسية الحوار، والطريقة التي تم بمقتضاها منع نقيبة الصحافيين التونسيين وعضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال من دخول مبنى الإذاعة للإشراف على انتخاب مجلس التحرير، معتبرا إياها "غير حضارية" وكان من استتباعاتها إلغاء بث حلقتي برنامج "عين على الحدث" الذي يقدمه الهاشمى الطرودى دون استشارة، حسب قوله. وحول اتهام أعضاء المجلس المنتخبين بأنهم من رموز النظام البائد قال التليلي "على حد علمنا فان الرئيس المدير العام كان يعمل في الإذاعة ويقوم بنفس الأدوار التي يعيبها على الآخرين"، مضيفا انه يعمل(أي المؤدب) على تصفية حسابات شخصية مع بعض العاملين بالمؤسسة،على حد رأيه. ولاستجلاء موقف محمد المؤدب بشأن هذه التصريحات، أكد رئيس مدير عام مؤسسة الإذاعة التونسية في اتصال هاتفي عشية الأحد مع "وات" أن هيئة التحرير المنتخبة لا تملك الصفة القانونية لكونها تتعلق بالإنتاج والبرمجة ولا تخص قسم الأخبار. وأشار إلى أن التنظيم الهيكلي للمؤسسة يتضمن إدارة للإنتاج والبرمجة، مؤكدا ان القانون لا يسمح بوجود هيكل مواز إضافة إلى أن الانتخابات اعتمدت على مرسوم غير مفعل (المرسوم 115)، قائلا "من صلاحياتي أن أمنع كل إدارة موازية تدخل الخلل على العمل الإداري". وحول الأدوار التي قام بها في فترة النظام السابق مثلما ورد في تصريحات وليد التليلي، قال محمد المؤدب أن عمله كان في إطار القوانين وتنفيذ الأوامر الإدارية الصادرة عن المسؤول الأول بالمؤسسة آنذاك، داعيا من يملك الأدلة على انه مارس أدوارا مشبوهة أو غير قانونية إثبات ذلك بدل الادعاء بلا حجة. (وات)