عاد موضوع العزل السياسي ليطرح من جديد على الساحة السياسية خاصة مع الانطلاق في مناقشة مشروع القانون الانتخابي. وقال سمير الطيّب الناطق الرسمي لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي في تصريح لإذاعة شمس "اف أم" أنّ "طرح قانون العزل السياسي جاء في ظلّ غياب قانون العدالة الانتقالية". واعتبر أنّ تفعيل قانون العدالة الانتقالية بعد الانتخابات المقبلة "مشكلة وكارثة ستطرح عديد المشاكل القانونيّة". كما بيّن الطيب عدم استغرابه من موقف حركة النهضة التي أعلنت أنها لن تدافع عن قانون العزل السياسي لأنها "قامت ببناء حكمها على الصفقات"، وفق ما جاء في تصريح الطيب لنفس المصدر. ومن جهته، عبّر الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس عن رفضه لمسألة الإقصاء والعزل السياسي. وحول مشروعيْ القانونيْن المتعلقيْن بالعزل السياسي والعدالة الانتقالية تحدثت "الصباح نيوز" مع قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري الذي قال ان قانون العدالة الانتقالية تأخّر بعد سنتيْن من عمل المجلس الوطني التأسيسي، مضيفا : "لم تبدأ هذه العدالة التي وصفت بالانتقالية". وأشار كذلك إلى عدم تشكيل هيئة الحقيقة والكرامة التي ستعنى بالنظر في ملفات المعنيين بالعدالة الانتقالية والعزل السياسي إلى غاية هذا التاريخ. وأكّد سعيد أنه إذا انطلق مسار العدالة الانتقالية منذ سنتيْن لما كانت تونس تعيش هذه الأوضاع. وقال سعيد انّ عمل هيئة الحقيقة والكرامة يتطلب على الأقل 4 سنوات ولا يمكنها أن تنظر في ملفات المعنيين بالعزل خلال فترة قصيرة خاصة وأنّ الانتخابات يفترض أن تنظم في أجل أقصاه موفى السنة الحالية. وفي ما يهمّ قانون العزل السياسي، قال انّ المقاربة لم تكن مبدئية بل جاءت في إطار الترتيب لتوازنات سياسية والدليل على ذلك أنّ من كان مساندا للعزل السياسي سنة 2011 صار مناهضا له اليوم. وبيّن سعيد أنّ "مشروع العزل السياسي أو ما يعرف بتحصين الثورة تمّ إخراجه من الرفوف ولوّح به ثمّ عاد بسرعة إلى الرفوف التي أُخرج منها وهذا دليل مرة أخرى على أنّ المقاربة ليست مبدئية، مضيفا : "العزل السياسي اليوم يعود في إطار القانون الانتخابي..والأمر يتعلّق بترتيب توازنات أكثر منه تحقيق للعدالة المنشودة...ولو أرادوا بالفعل أن يتمّ الإقصاء أو العزل فليكن من قبل الناخبين أنفسهم". وأوضح : "يكون ذلك عن طريق الاقتراع على الأفراد في دوائر انتخابية ضيقة لا تتجاوز حدود المعتمدية الواحدة..وفي ظلّ نظام الاقتراع هذا سيتولّى الناخب التونسي إقصاء من يريد وانتخاب من يريد بعيدا عن الترتيبات السياسية والتحالفات السياسية التي تُشكّل ثمّ تنحلّ ثمّ تعود لتتشكّل من جديد". وفي نفس السياق، اعتبر قيس سعيد أنّ طريقة الاقتراع على القائمات هي التي أدّت إلى إبعاد الناخب عن الإقصاء وهي التي أدّت إلى المشهد السياسي الحالي.