تشهد شركة "أيروليا" المختصة في صناعة مكونات الطائرات من نوع "اير باص" والمنتصبة بمنطقة المغيرة التابعة لولاية بن عروس إضرابا عن العمل منذ يوم الإثنين الماضي إلى غاية اليوم الإربعاء. وأفادنا محمد علي الزواري المدير الجهوي لمنظمة الأعراف ببن عروس أنّ مستثمري الشركة الفرنسيين أرسلوا مطلبا كتابيا للمنظمة بهدف الحصول على صدّ عن العمل لمدة 5 أيام والذي بالإمكان أن يمتدّ على مدى شهر كامل. وقال الزواري انّ المنظمة بصدد إتمام إجراءات الموافقة على مطلبهم، مضيفا : "هناك قلق وتململ من الوضع الاجتماعي التي تعيشه الشركة منذ مدة من إضرابات عشوائية ومطالب" كما أكّد الزواري ان الشركة بصدد التفكير في إيجاد حلول أخرى أمام الوضع الذي تعيشه، مشيرا إلى أنّ الشركة ستنظر في إمكانية تقليص الإنتاج في تونس أو المغادرة. وفي نفس السياق، قال انّ المستثمرين في جهة المغيرة قلقين من الوضع الاجتماعي الذي تعرفه الجهة وكثرة الإضرابات العشوائية. وعودة إلى الوضع في مؤسسة "أيروليا"، فبيّن محدّثنا أنّ من بين المشاكل المطروحة خلافا لمسألة الإضرابات تخفيض ساعات العمل حيث أنه وبعد أن كان عمال المؤسسة يشتغلون بنظام 48 ساعة تمّ ووفقا للاتفاقية المشتركة لصناعة المعادن تحديد ساعات العمل ب40 ساعة أسبوعيا ابتداء من جانفي الماضي وقد طلبت منظمة الأعراف أن يشتغل العمال لمدة 8 ساعات في حصة تداول مرة كلّ شهر حتى يكون كلّ عامل قد قضى 40 ساعة أسبوعيا عمل مع نصف ساعة راحة يوميا ومع الإشارة إلى أنّ عمال الشركة يتمتعون بيومي راحة أي السبت والأحد، وأضاف أنّ هذا الموضوع رفضه اتحاد الشغل ودعا إلى تمكين العمل من راحة بربع ساعة يوميا على أن يبقى لكل عامل الحق في يوميْ راحته. علما وأنّ شركة "أيروليا" تشغّل حوالي 850 عامل. وفي ما يهمّ السبب الحقيقي لتنفيذ الإضراب العام امس الإربعاء بالمنطقة الصناعية بالمغيرة وفوشانة والمحمدية من ولاية بن عروس والذي تمّ إلغاؤه، أكّد محمد علي الزواري ان اتحاد الشغل ببن عروس دعا إلى تنفيذ إضراب تضامنا مع عمّال تمّ طردهم من مؤسسات بالجهة، موضحا أنّ هذه المؤسسات هي على التوالي شركة صناعة مكونات الطائرات "آتلاك" والتي قامت بطرد 3 عمال نقابيين و7 عمال عاديين وشركة صناعة مكونات السيارات إضافة إلى "دنديق" والتي ثبت عدم طردها لأيّ عامل. كما بيّن أنّ الإضراب ووفق البرقية الصادرة عن اتحاد الشغل ببن عروس كان من المزمع تنفيذه في 48 مؤسسة بالجهة لوجود تمثيلية نقابية بها من مجموع قرابة 300 مؤسسة صناعية تشتغل في قطاع صناعة السيارات والطائرات والمواد الغذائية... واعتبر الزواري الإضراب الذي كان سينفّذ بالجهة ب"العقاب الجماعي" وعلى خلفية طرد عمال لعدم مشاركتهم في دورات تدريبة وتنفيذهم لإضرابات عشوائية بالمؤسسة التي يشتغلون بها. وتطرّق الزواري إلى الجلسة الصلحية الأخيرة بين ممثلي المؤسسات ومنظمة الأعراف واتحاد الشغل حيث أعادت "أتلاك" 6 عمال من بين 10 مطرودين إلى عملهم ولكن في أماكن شغل وفق ما يحدّده المشغّل.