عبر عدد من المحللين الإسرائيليين عن استبعادهم فكرة نشوب حرب جديدة ضد قطاع غزة، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب أهمها عدم مشاركة حماس والفصائل الكبيرة في إطلاق الصواريخ، وعدم وجود بديل عن تفاهمات القاهرة، خاصة أن جميع الأطراف راغبة في الحفاظ على هذه التفاهمات رغم عدم رضائهم عنها، وعدم رغبة إسرائيل في إعادة احتلال قطاع غزة. الدعوات لإعادة لاحتلال غزة الذي يدفع إليه بعض المتشددين مثل وزير الخارجية الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان ووزير البناء والإسكان اوري اريئيل وزير الاستخبارات والشئون الإستراتيجية الإسرائيلي، علاوة على بعض الأغرار سياسيا في مجلس "الكابينيت"، لم تلق استجابة من صانعي القرار حتى الآن، رغم الصوت العالي الذي يروج له الإعلام الإسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك التباين بين السياسيين "الأغرار" في تل أبيب، "المخضرمين" في عالم الحروب، إلا أنه يوجد 3 سيناريوهات بالغة الصعوبة تدرسها القيادات في إسرائيل، وجميعها لها تخوفاتها المقلقة لإسرائيل، والتي جاءت كالتالي: وكان السيناريو الأول بالاكتفاء بما حدث واعتماد ما قاله موشيه يعلون وزير الجيش في إسرائيل وأن الرد الإسرائيلي الليلة الماضية كان أقوى رد منذ حرب "عامود السحاب" وان تكون الأطراف أكثر حذرا في طريقة تعاملها مع تفاهمات القاهرة الهشة والاستعداد أكثر لسيناريوهات أخرى مستقبلا. في حين جاء السيناريو الثاني بخضوع نتنياهو لضغوط الأعضاء الجدد في "الكابينيت" والذين لا يعرفون معنى الحرب ويريدون خوض التجربة، ومواصلة المواجهات الحالية لعدة أيام أخرى في محاولة لاستعراض العضلات أكثر وإقناع كل طرف لجبهته الداخلية انه قادر على المواجهة إن لزم الأمر، وبذلك يكون نتنياهو قد انصاع "للسياسيين الأغرار" الذين يريدون تجربة طعم ملف غزة. أما السيناريو الثالث، فكان أشد دموية وخطورة، وهو الانصياع لسياسيين متطرفين مثل ليبرمان والشروع بحرب جديدة تستمر لأسبوع أو أكثر حتى تزج حماس بنفسها في المعركة، وهو أمر يعني كسر قواعد اللعبة القائمة وسيؤدي آجلا أو عاجلا إلى إقحام الجيش المصري في الأمر والتفاهمات، وهي مغامرة لا تريد إسرائيل أو حماس تجربتها، لأن سلوك المؤسسة العسكرية المصرية الراهن لا يمكن التنبؤ به مسبقًا، وسط تخوفات من أن يفرض الجيش المصري شروطه الجديدة ومعادلاته في سيناء على جميع الأطراف رغم انف إسرائيل ودون التشاور مع قيادة حماس. وعلى الرغم من الاتجاه نحو التهدئة، إلا أن التقديرات الأكثر دقة تشير إلى ترجيح السيناريو الأول، وخصوصًا عدم وجود إصابات في صفوف الإسرائيليين، رغم سقوط 130 صاروخا، وهو ما يسهّل المهمة على قادة الجيش والاستخبارات في إسرائيل والذين لا يرغبون في التصعيد أبدا.