ذكرى 20 مارس 2014 هذه السنة بدت مغايرة عن سابقاتها من وليدات الثورة فقد ازدانت شوارع العاصمة بالراية الوطنية وانتصر اللون الاحمر والابيض على بقية الالوان وتوافد التونسيون على اختلاف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية لاحياء هذه الذكرى المجيدة اجلالا لتضحيات رجال ونساء ناضلوا وضحوا من اجل تحرير البلاد من براثن الاستعمار والذود عن سيادتها ومناعتها. شارع الحبيب بورقيبة هذا الشارع الرمز يشهد اليوم احتفالات تونس باستقلالها على وقع الانغام الموسيقية وسط تعزيزات امنية مكثفة ويقدم للوافدين عليه لمحات تاريخية تبرز رمزية ودلالة هذه الذكرى المجيدة. وقد استأثرت حركة النهضة اليوم بنصيب الاسد في المشهد الاحتفالي بالعاصمة واختارت ان تحتفي بهذه الذكرى من خلال اقامة مهرجان خطابي رفعت فيه شعارات كتب عليها لابديل عن التوافق والتشارك حريصون على تحقيق اهداف الثورة وحدتنا صنعت ثورتنا ثورتنا تدعم وحدتنا تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة الاسلام دينها والعربية لغتها . اما الرابطة الوطنية لحماية الثورة فقد انتصبت امام المسرح البلدي رافعة شعارات تندد بنهب ثروات البلاد وتؤكد على انها حق لابناء الوطن دون سواهم. وفى نفس الشارع ارتأى الاتحاد من اجل تونس ان يبحث في الواقع الاقتصادي والاجتماعي وفى حالة المالية العمومية اليوم في حين عقد حزب التيار الديمقراطي ندوة للنظر في امكانيات وسبل ملائمة التشاريع للدستور الجديد. من جهتها احتضنت قاعة الاخبار بالعاصمة منذ الامس 19 مارس معرضا وثائقيا يتواصل الى غاية 22 من نفس الشهر يؤرخ لمقاومة شعبية مازالت تسترعى اهتمام زائريه منذ الصباح لاستجلاء تاريخية النضال ضد الاستعمار فى مختلف الجهات من الاحتلال الى سنة 1952 الى جانب التعرف على القضية التونسية على الصعيدين الوطني والدولي 1920 ثم 1948 و1952 والى غاية تحقيق الاستقلال الداخلي سنة 1955 ثم النصر ونيل الاستقلال التام سنة 1956. ولم يتغافل المعرض عن السنوات الاولى من الاستقلال وبناء الدولة الحديثة ولم ينس ان يعرض لزواره من مختلف الفئات الاجتماعية مجموعة مصورة من المقالات الصحفية ذات العلاقة والمتعلقة بالفترة الممتدة من الاحتلال الى سنة 1964 فضلا عن مجموعة من الكتب والصور الفوتوغرافية لاعلام تونسيين اثروا في التاريخ الحديث لتونس. وكانت التسجيلات الصوتية لخطب الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة خلال نفس الفترة من تاريخ تونس حاضرة ايضا في هذا المعرض المطل على تمثال ابن خلدون تجسيدا لعراقة افريقية الاسم الاصلي لتونس المتجذرة فى التاريخ. وقد سجل احياء ذكرى عيد الاستقلال لهذه السنة حضورا مميزا للمراة في خطابات وكلمات الاحزاب واصرار على مواصلة بناء الدولة الحديثة كما تميز بحضور مكثف للشباب يعكس حرص التونسيين بمختلف فئاتهم واجيالهم على ان يظل الاحتفال بهذه الذكرى مناسبة للقاء ولم الشمل اعترافا بجهود الزعيم الراحل الذي وفق في تجميعهم من خلال القضاء على العروشية والجهويات.