تخليدا لذكرى شهداء استبسلوا في الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاليته واستشهدوا برصاص الاستعمار الغاشم من اجل التحرر الوطني والانعتاق،شاركت حركة «النهضة» كغيرها من الأحزاب في الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لاحداث 9 افريل 1938 من خلال تجمع شعبي كبير أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التقت فيه الاناشيد الدينية بالخطب السياسية وامتزج فيه الحديث عن اخر تطورات الشأن الوطني بشعارات تعنى بأمهات القضايا العربية والاسلامية (القضية الفلسطينية، القضية السورية..) فكان مهرجانا احتفاليا خطابيا منافسا لاحتفالات بقية الأحزاب والجمعيات والمنظمات المشاركة في الاحتفال بالحدث. «التونسية» تحولت الى شارع «الحبيب بورقيبة» لتواكب الحدث بادق تفاصيله،فعادت بالريبورتاج التالي: أناشيد دينية واذكار نبوية..تكبير وتهليل.. اينما وليت ناظريك صادفتك عشرات الرايات التي خُطت عليها عبارة «لا الاه الا الله محمد رسول الله».. صوت المؤذن المنبعث من مكبرات الصوت يحيط المكان بجو من الورع والتقوى.. هو ليس مشهدا مقتطفا من أحد المساجد او الزوايا وانما هو ما كان عليه الحال أمس أمام المسرح البلدي بالعاصمة. فقد توافد على الساحة منذ ساعات الصباح الباكر المئات من انصار حركة «النهضة» رافعين لافتات خطّت عليها شعارات عدة من قبيل: «اوفياء اوفياء لدماء الشهداء»، و«النهضة تحتفي بالشهداء العظام الذين صنعوا امجاد الوطن»، و«دم الشهيد غالي.. قدر الشهيد عالي»... «عبد اللطيف المكي»(وزير الصحة): «الثورة ستنفي كل اعدائها» و قد القى بالمناسبة «عبد اللطيف المكي» وزير الصحة والقيادي بحركة «النهضة» بهذه المناسبة كلمة ترحم فيها على ارواح الشهداء، معددا معاني الاسلام العريقة التي تربى عليها التونسيون في معركتهم التي خاضوها ضد الاستبداد والاستعمار لنيل طلب التحرر الاجتماعي. و قال «المكي» ان شرف الشهادة ليس بالغريب عن الاسلام والمسلمين «فالتضحية بالروح والدم في سبيل الوطن من شيم الاسلام والمسلمين دون ان يبتغوا من وراء ذلك لا جاه ولا مال ولا سلطان وبذلك يجازيهم الله بأرفع الدرجات»، مضيفا: «لذلك وجب ان نربّي أنفسنا وأبناءنا وبناتنا على هذه القيم السمحة حتى نفوز بكل معاركنا في تحقيق الاستقلال ودعم الاقتصاد». وأوضح «المكي» ان «الشهيد لا يقصد به فقط من يموت قتلا بالرصاص او من يعدم شنقا وانما كل من يعمل ويخوض النضال الاجتماعي..صحيح ان شهداء 9 افريل جمعوا بين مطلب التحرر من الاستعمار الخارجي والتحرر من الاستبداد الداخلي ولكن معركة التحرر بقيت منقوصة الى ان جاءت ثورة 14 جانفي ليكتمل البعد المنقوص الا وهو فرض الاستقلالية الكاملة وارساء برلمان يستجيب لارادة الشعب». و وصف «المكي» ثورة 14 جانفي ب«التوأم الشقيق للاستقلال الوطني والمكمل الحقيقي لثورة 1938»، مطالبا بضرورة وضع شهداء ثورة الحرية والكرامة على نفس الدرجة مع شهداء 9 افريل، متابعا بالقول: «كيف لا نضعهم بنفس الدرجة وهم الذين واصلوا مسيرة شهداء 9 أفريل وخاضوا بقية المشوار في معركة التحرر واعادوا الروح لهذه الاحتفالات، فكما احيينا تاريخ شهداء 9 أفريل يجب ان نحيي تاريخ النضال الاجتماعي والسياسي في تونس». وأضاف «المكي» قائلا: «للذين يقرؤون التاريخ بسطحية ويقولون أن الشعب كان مستكينا نقول لهم أعيدوا قراءة التاريخ فقد مات في سبيل القضية الكثيرون وسجن الكثيرون.. وليس من باب الاطراء او المديح والمجاملة أن نقول أنّ كلّ شاب ورجل وامراة شارك في النضال ولم يمت هو شهيد حي». وتوجه «المكي» الى الحضور بالقول: «الوطن مازال يستحقكم في قادم المعارك السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. حركة «النهضة» مصرة على تكريس معنى الشهداء وعلى تكريم الشهداء واهاليهم وذويهم واتمنى ان يتمكن القضاء من رصد الحقيقة كاملة ومن معرفة من قتل أبناءنا»، وختم «المكي» مداخلته بالقول: «ما احسن هذه الاحتفالات التي تدور في جوّ ملؤه الحماس والتفاؤل وانا على يقين ان الثورة سوف تنفي كل اعدائها سواء كانوا من بقايا النظام السابق أو من غيرهم».