مثلت المطالبة بكشف حقيقة الاغتيالات والاعتذار لعائلات شهداء الوطن ومواصلة النضال على درب شهداء تونس من مختلف الاجيال والمضي في العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة المحاور الابرز التي أكد عليها عدد من قيادات الجبهة الشعبية في تصريحات لوات اليوم الاربعاء بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة بمناسبة احياء الذكرى 76 لاحداث 9 أفريل 1938 فقد اعتبر النائب بالتأسيسي والقيادي بالجبهة الشعبية مراد العمدوني أن ذكرى 9 أفريل لا تعد لحظة لاستحضار الذكرى بل محطة لاستكمال المسار الوطني والثوري من أجل ارساء دولة مدنية ديمقراطية تقدمية تحترم مواطنيها وتوفر لهم أسباب العيش الكريم . وشدد على ضرورة مواصلة البحث والكشف عمن يقف وراء جرائم الاغتيال السياسي في تونس مبينا أن الاقتصار على المجرم المباشر الذي نفذ يعد غير كاف وانما يتعين الكشف عن مختلف الاطراف المتورطة سواء بالمشاركة والتدبير أو التستر. وأوضح أن قرار ختم الابحاث في ملف شكري بلعيد يعتبر حسب تقديره قرارا متسرعا معربا عن الخشية من أن يعرف ملف اغتيال الشهيد محمد البراهمي نفس مآل قضية شكري بلعيد. ومن جهته رأى القيادي في الجبهة الشعبية أحمد الصديق أنه لا معنى للاحتفاء بذكرى عيد الشهداء في ظل تواصل تعتيم الحقائق بشأن ملفات الشهداء الذين سقطوا فداء للوطن في القصرين وسيدي بوزيد وتالة والرقاب ومدن بتونس الكبرى وعديد الجهات الاخرى بين 17 ديسمبر 2010 و14 جانفي 2011 . وأعرب عن الاستياء من عدم كشف الاطراف المتورطة في قتل الشهداء معتبرا أن الجانب الاحتجاجي يطغى على احياء ذكرى 9 أفريل لسنة 2014 طالما يتواصل الشعور بالغبن والظلم لدى عائلات شهداء ثورة الحرية والكرامة. وبعد أن وجه أصابع الاتهام لرابطات حماية الثورة في ما شهدته الساحة السياسية من أعمال عنف والتي أشار الى أنها مازالت تتمتع الى اليوم حسب قوله بحماية الامن الموازي . أما أرملة الشهيد شكري بلعيد بسمة الخلفاوي فقد اعتبرت أن احياء ذكرى 9 أفريل هي في تقديرها مناسبة لاستحضار مقولات شكري بلعيد في الدفاع عن الشهداء وعائلاتهم ودعواته لاكرامهم بالكشف عن الحقيقة ومعاقبة الجناة مؤكدة العزم على مواصلة العمل على تجسيد افكار بلعيد والتمسك بمبادئه . وجددت دعوتها للكشف عن الاطراف التي أعدت ومولت وخططت ونفذت عمليات الاغتيال وتلك التي تواطأت وتسترت على الجريمة مشيرة الى أنه لا جديد في أبحاث قضية اغتيال بلعيد بسبب تواصل المواراة وانتهاج سياسة التعتيم الى اليوم حسب قولها. وحملت الحكومة الحالية مسؤولية اكرام الشهداء التي تفترض الكشف عمن تورط في قتلهم ورد الاعتبار لهم والاعتذار رسميا لعائلاتهم وهو أمر لم تقم به الحكومات المتعاقبة بعد الثورة وفق تقديرها. وانتصبت وسط شارع الحبيب بورقيبة خيمة ل مؤسسة شكرى بلعيد حيث تم فتح سجل الذاكرة للعموم لتدوين كلمات وفاء لروح الشهيد بلعيد وتوزيع بيان لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد تضمن بالخصوص التأكيد على الوفاء لدماء الشهداء والمطالبة بالكشف عن الحقيقة. يشار الى برنامج الجبهة الشعبية بمناسبة احياء ذكرى 9 أفريل انطلق بزيارة لضريحي الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي بمقبرة الجلاز ثم التوجه الى روضة الشهداء بالسيجومي قبل تنظيم تظاهرة سياسية وثقافية بشارع الحبيب بورقيبة تزامنا مع الوقفة الاحتجاجية الاسبوعية أمام مقر وزارة الداخلية للمطالبة بكشف حقيقة اغتيال بلعيد والبراهمي.